النائب نصرالله لـ”كواليس”: البحث عن الحكومة في الخارج لن يجدي نفعاً وإضاعة للوقت

أحمد موسى

رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله، في حديثٍ خاص مع مجلّة “كواليس”، “أن من يعرقل تشكيل الحكومة هو الانانية وعدم المسؤولية في لحظة تاريخية غير مسبوقة بصعوباتها، ونحن نؤمن بأن تشكيل الحكومة واجب لبناني يجب علينا القيام به، ونؤمن انه لو قمنا نحن بهذا الواجب لن يكون هناك فرصة أو سبب أو حتى إمكانية للخارج على تعطيلها، فلنتحمل مسؤوليتنا ونوقف التحجج بالخارج او استدراجه لغاية في نفس المستدرِج”

النائب نصرالله “أكد ككتلة نيابية أن تشكيل الحكومة واجبنا، فلنعمل على التفاهم فيما بيننا والبحث عن الحكومة في عواصم الاصدقاء الاشقاء لن يجدي نفعاً، وهو إضاعة للوقت الثمين الذي يجب أن نستفيد منه للتعجيل في وضع البلاد على سكة المعالجة لأزماتها الكبيرة”.

أضاف، من الطبيعي “أن يتعامل الخارج معنا لاسيما الفرنسي الذي كلّف نفسه مساعدتنا وقدم مبادرة، وافق اللبنانيون جميعاً على المبادرة ولكن المبادرة لم تجد طريقها الى النفاذ فتحولت الى لُغز، الكل يريد المبادرة ولكنها لا تمر، سائلاً: فمن المعطل؟؟”.

وقال، في الوقت الذي ترتفع فيه الاصوات من اكثر من مصدر سياسي ودستوري تطالب الحكومة للاجتماع وتصريف الاعمال بالحد الاعلى لا الادنى، جاءت كلمة دولة الرئيس دياب “لتضع الاعتكاف في موضع الضغط من اجل تشكيل الحكومة العتيدة”، ومن الان الى حينه نحن نؤكد “أن على الحكومة أن تعمل بكامل طاقتها لخدمة الناس”.

وحول ما قاله الرئيس دياب ووضعه في خانة التهديد بالاعتكاف نوع من الضغط على العهد ورئيس الجمهورية أم أنه شكّل عامل مساند ويصب في مصلحة الحريري، قال نصرالله: “لا احب القراءة السلبية ان لم يكن هناك مبرر لذلك، ولا ارى ان الكلام عن الاعتكاف ليس للوقوف الى جانب اي من الرئيسين ضد الآخر وانما للضغط المساعد على تشكيل الحكومة ولا استبعد ان يحمل ايضا شعور بالرغبة للخروج السريع من موقع المسؤولية في ظل حكومة تصريف اعمال، صلاحياتها أضعف من إمكانية معالجة التحديات”.

وعن دور مجلس النواب أمام التصريف والتكليف أكد النائب نصرالله “أن دور المجلس النيابي يأتي بعد تشكيل الحكومة بمنح الثقة بناء على البيان الوزاري الذي ستعتمده الحكومة”.
وعن تحرك اللواء عباس ابراهيم والمبادرة التي يُسوّق لها، أكد النائب نصرالله أن كتلتنا النيابية “من الداعين لتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن، وأيّة مبادرة مساعدة قابلة للحياة لا نعارضها بل نساعدها، المهم أن نقطف العنب ولكن يبدو أن العقبات أكبر من نجاحها حتى الآن”.

وعن استخدام الشارع وأي ضابط له؟ خاصة واننا نشهد تفلت أمني على الطرقات،اعتبر النائب محمد نصرالله “أن الوضع السياسي والاجتماعي سبّب فلتاناً في بعض الأوقات”، ومن الطبيعي الاعتقاد أنه “إذا لم يحصل معالجة سياسية تبدأ بتشكيل الحكومة فإن مزيداً من التراجع السياسي سيؤدي حكماً إلى مزيد من الأزمات الإجتماعية وعلى رأسها الفقر”، الذي قال فيه الامام علي بن ابي طالب “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”، لما للفقر من أثر على ضياع الشعوب وسيادة الفوضى.

النائب نصرالله أكد أنه من اليوم الاول لحصول “الكارثة الطبيعية على الزيتون في لبّايَا ويحمر”، تحدثت مع رؤساء بلديات البلدات المتضررة وخاصة لبّايَا وقد طلبت منهم وزودني بالصور التي قمت بدوري بالاتصال برئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير وارسلتها له “وتوافقنا على زيارة المنطقة والاطلاع على الاضرار واعداد التقرير المناسب تمهيداً للتعويض”، إلاّ أن “تلوث الساحل اللبناني نتيجة الاعتداء الاسرائيلي النفطي شغله”، وارجو ان نوفق لذلك باسرع ما يمكن كما أنني اتصلت بوزير الزراعة عباس مرتضى الذي “وعد بتقديم العون الممكن ضمن صلاحيات وامكانات الوزارة”.

النائب نصرالله تطرق إلى النازحين السوريين وعودتهم إلى سوريا، فرأى “أن عودة النازحين السوريين باتت لازمة، خاصة وان الحكومة السورية أبدت في غير مناسبة استعدادها لاستقبال مواطنيها من لبنان خاصة، وأن أغلبهم يعيش في ظروف إنسانية صعبة، ولكن الأمر يحتاج إلى قرار لبناني للبدء بالتنسيق مع الحكومة السورية لتحقيق هذه العودة، وهذا أمر كسائر الأمور ليس محل اتفاق بين اللبنانيين، وهناك إرادة أجنبية لإبقاء السوريين في لبنان بالرغم من الأعباء الكبيرة التي يتحملها لبنان وينوء بحملها، وذلك من خلال تمويل بقاء السوريين من خلال إعطاء مساعدات وتسهيلات تجعلهم غير مستعجلين الذهاب إلى بلدهم … ولكن أخيراً لا بد من عودتهم”.