الخبير أحمد بهجة: الحلول موجودة إذا توجّهنا شرقاً

ومعادلة القوة تصون لبنان ووحدته واستقراره

أسف الخبير الاقتصادي والمالي أحمد بهجة لوصول الأوضاع العامة في لبنان إلى هذا المستوى من الاستعصاء، حيث تطغى السلبيات وتقفل الأبواب أمام الحلول، وتتقاعس الدولة عن القيام بأبسط واجباتها تجاه مواطنيها.

وقال الخبير بهجة في تصريح اليوم إنّ الحلول الاقتصادية والمالية التي من شأنها مساعدة الناس على تحمّل المصاعب اليومية، هي حلول متوافرة وموجودة تحتاج فقط إلى قرارات جريئة وكبيرة، كان رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب قد بدأ الإعداد لها مع عدد من الوزراء، لا سيما وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله.

وتابع بهجة قائلاً: إنّ القرارات المقصودة هي المتعلقة بالتوجه شرقاً، والتعاون مع دول شقيقة وصديقة أبدت كلّ الاستعداد للوقوف إلى جانب لبنان واللبنانيين في هذه الأوقات الصعبة، من دون أن يكون لهذا التعاون أيّ شروط سياسية تفرض على لبنان ما لا يريده، كما هو الحال مع معظم دول الغرب والمؤسسات المالية الدولية الدائرة في فلكها.

وأوضح الخبير بهجة أنّ التعاون مع الصين من شأنه أن يجلب إلى البلد استثمارات تصل إلى نحو 12 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، وتخصّص لمشاريع إنمائية حيوية في قطاعات الكهرباء والمواصلات والاتصالات وغيرها، كما أنّ التعاون مع العراق وإيران من شأنه أن يوفر الحلول المطلوبة لأزمة المحروقات (بنزين ومازوت وفيول وغاز…)، وهذا ما ينطبق أيضاً على التعاون مع روسيا في أكثر من قطاع، لا سيما اليوم في مجال مكافحة فيروس كورونا وحاجة لبنان للحصول على كمية كبيرة من اللقاحات التي يمكن توفيرها من دول صديقة مثل روسيا والصين، علماً أنّ هاتين الدولتين أعلنتا استعدادهما لمنح لبنان هبات معتبرة في هذا المجال.

وطبعاً تبقى الأولوية للتعاون مع سورية التي لا غنى للبنان عنها أبداً في أيّ خطة اقتصادية تنموية، كونها الرئة التي نتنفس من خلالها ولأنها البوابة الوحيدة التي من خلالها نستطيع الولوج إلى كلّ دول العالم بدءاً بالأشقاء العرب وصولاً إلى أوروبا وأفريقيا وغيرها.

وختم بهجة مشدّداً على أولوية تجاوز الاستعصاء السياسي حتى يمكن الالتفات إلى الحلول على المستويات الأخرى، داعياً أصحاب الأوهام في الساسة إلى الإقلاع عن أوهامهم والعودة إلى أرض الواقع، حيث الوقائع الصلبة والقوية التي لا يمكن بوجودها أن يفرض أيّ أحد على لبنان مشاريع من هنا أو هناك تتعارض مع الكرامة والعزة والسيادة التي تحققت بفعل المقاومة وأبطالها ومجاهديها.