زمن الفتن

د.السيد محمد الحسيني


إن أصعب الحالات المستجدّة في زماننا الحاضر ، هي انعدام التوازن بين القاعدة الشعبية والقيادة الوسطى لدى الأحزاب اللبنانية . لكأن الناس على مختلف قناعاتهم قد سبقوا او تخلّفوا عن من يُفترض توجيه الرأي العام في مجتمعهم.
الدعاية الإعلامية لم تعد حكرًا على وسائل الإعلام الموجّهة . الأغلب الأعَمّْ يفتقد الى الموضوعية والحيادية . التضليل والحرب النفسية على قدمٍ وساق ضمن دائرة واسعة من البيانات الشاردة التي تحوّلت مع تواتر النشر في الفضاء الافتراضي إلى معطيات بدل ان لا تتخطى حدود الإشاعة! مصداق القول الشهير:” إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدِّقك الناس” .
خرجنا عن عقل الخبر، حتى حرصنا على نشره دون تكليف أنفسنا مَشَقّة التيقُّنِ منه ! لا بل صرنا نختلف فيما بيننا من أجل الدفاع عن ما ننقله !
تبيّنوا ، فالفتنة أشد من القتل .
إن التضليل الإعلامي هو الحرب التي تُحمِّس وتحشد وتُحرِّك الرأي العام المُنهَك بكل اشكال المؤامرات المتوالية عليه . إن أخشى ما أخشاه أن يتصاعد الدخان من جهة فيما الحريق يشتعل في الجهة الأُخرى !

شاهد أيضاً

المرتضى عن فصل تمارا رسامني من جامعة كولومبيا

  صدر عن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى البيان الآتي: تلقّينا بمزيد من الفخر …