من هو السيد نفسه؟

جورج بدر غانم


في التسعينات القرن الماضي؛ و في ظل نظام الوصاية الامني المتشدد، صرّح دولة الرئيس نبيه بري و بلهجةٍ شديدةٍ و صوتٍ جهوري قائلاً: “المجلس النيابي سيّد نفسه”. صدرت جريدة النهار صباح اليوم التالي و على صفحتها الاخيرة رسماً كاريكاتورياً للفنان العبقري بيار صادق يظهر فيه بناء المجلس النيابي على شكل انسانٍ ينحني إلى الأرض قائلاً: “سمعاً و طاعة للسيد نفسه.” في رسمٍ كاريكاتوري آخر يعود إلى ثمانيات القرن الماضي حين كانت الاشتباكات الدموية تدور على اشدّها بين مختلف التنظيمات و حيث شبَّه النائب وليد جنبلاط المنطقة الغربية بمدينة شيكاغو زمن اقتتال عصابات المافيا في ثلاثينيات القرن الماضي، صدرت النهار ايضاً و بعد تصريح الاستاذ وليد جنبلاط و على صفحتها الاخيرة رسماً كاريكاتوريًا للاستاذ بيار صادق يظهر فيه دولة الرئيس سليم الحص حاملاً حقيبة يحاول مغادرة بيروت الغربية فيستوقفه جندي سوري من قوات الردع و يقول له: ” إلى أين؟” يجيبه دولة الرئيس الحص: ” إلى جهنّم” فيقول له الجندي: “ليش هون شو؟” طبعاً هناك عتب محبب للاستاذ الكبير المرحوم بيار صادق من أنّه لم يوضح و لم يسمّي من هو السيّد نفسه الذي انحى له مبنى البرلمان اللبناني. هل هو شبح ام جنّي ام كائن فضائي؟
في هذا السياق لا بدّ من التنويه بالاديبة الراقية فلك مصطفى الرافعي نثراً و شعراً فهي سيّدة نفسها في ثقافتها و تفكيرها و رسومها الكاريكاتورية المعبّره و الظريفة.

شاهد أيضاً

يجب على العالم بما فيهم الشعب الأمريكي والأوروبي أن يدافع عن حزب الله،.

بقلم ناجي امهز بداية: هذا المقال ليس موجها إلى أولئك المارين العابرين التافهين، الساكنون الساقطون …