نظرية “الحب عن بعد”

يحتفل العالم الغربي بشكل خاص والعديد من دول العالم بشكل عام سنويا بعيد الحب في 14/شباط.

فقد جرت العادة في هذا اليوم تحديداً ان يشهد الإقتصاد العالمي نمواً ملحوظاً وتحرك إجتماعي وتجاري وإقتصادي ملفت ومميز، فيتم تيادل الهدايا والتهاني والعزائم وتشهد الأسواق والمطاعم والمحلات التجارية ازدحاماً كبيراً… وبهذا العام وبسبب كورونا وبحسب كل المتابعين فإن الأسواق حتى الآن تشهد حركة بطيئة ومنخفضة فمن المتوقع أن تسجل مبيعات الورود أدنى مستوى لها هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة التي وصلت مبيعات الورود فيها وسطياً 200 مليون وردة ومن المتوقع ان تكون خسائر منتجي الورود والازهار فقط ملايين الدولارات بسبب الإنكماش الإقتصادي العالمي نتيجة الأزمة الإقتصادية والصحية العالمية ومارافقها من تداعيات إنتشار وباء كورونا والتباعد الإجتماعي والمكاني والقيود المفروضة على الحركة والأنشطة والفعاليات الإقتصادية الإنتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والإجتماعية المختلفة…

كل هذا أدى لإطلاق شعارات الحب عن بعد والتواصل العاطفي الخيالي عن طريق الفضاء الإلكتروني الواسع ،لدرحة اننا سمعنا مؤخراً أن هناك زيجات تمت عن طريق تقنية الفديو كونفرنس وهناك من دعا الى ان تقوم الشركات الطبية بأخذ السائل المنوي من الزوج ويتم لقاح بويضة الزوجة عن بعد في المخابر المختصة بدون زواج.. وهناك من ذهب بعيداً بطلبه ان يتم وضع النطاف او السائل المنوي الذكري والبويضة في بنوك صحية بيولوجية لتحفظ بامان لعدة سنوات ليتم بعدها اللقاح والإنجاب، سمعنا أيضاً عن حالات زواج بعض الأشخاص من لعبة مجسم بلاستيكية او من رجل ألي “روبوت “..الخ.

فالنتين الشهير الذي حيكت ونسجت الأساطير عن حياته وحمايته للجنس البشري بتشجيعه للشباب على الزواج بالسر وممارسة الحب بعيداً عن أعين الإمبراطور في ذلك الزمن الغابر والذي تم احياء ذكراه في هذا اليوم واعتبر عيد للحب .

هاهو اليوم التاريخ يعيد نفسه بشكل واسلوب جديدين والسؤال الآن: هل سيأتي شخص ما “فالنتين جديد” ينقذ البشرية من مغبة الحب الإلكتروني الذي تعمل على تنشيطه ونشره الغرف المظلمة السوداء الإرهابية الصهيونية العالمية والشركات الإحتكارية في أمريكا والغرب وادواتهما الحاقدة على الجنس البشري والتي شعارها الدائم القتل والكره والعنف واشعال الحروب هنا وهناك والتخلص من بقية البشر في دول الجنوب، والتي لاتعترف لا بالحب ولا بالعلاقات الإنسانية الرومانسية والتي تعتبرها من الماضي المتخلف.
لن ننسى ممارسات سيدة الإرهاب العالمي أمريكا في العراق وتحديدا سجن “ايو غريب ” كيف قامت المجندات الأميريكيات بإرتكاب أبشع الإنتهكات الجنسية بحق المعتقلين… لن ننسى ممارسات الإرهابيين، الذين تم تجهيزهم في المختبرات الأمريكية والإسرائيلية، وجرائمهم في سورية بحق المدنيبن العزل النساء والشيوخ والأطفال وكيف احتفلوا بعيد الحب “عيد الكره “على طريقتهم الوحشية البربرية بإغتصاب النساء وتقطيع حلمات صدورهن وبقر بطون الحوامل وذبح الأطفال وتقطيعهم…

لن ينجح المشروع الإرهابي العالمي بحرماننا من الحب والمشاعر الإنسانية التي فطر عليها الإنسان منذ تكوين الخليقة… الحب سيبقى طالما هناك شمس تشرق وربيع يأتي بعد شتاء وزهرة تتفتح وياسمينة تبيض ويفوح عبيرها وصبح يتنفس وعصفور يزقزق وهواء يتجدد وجمال يتألق… الحب سيبقى خالداً الى الأبد ودائم ومستمر ولن يتم تحديده أو إختصاره بيوم واحد فقط… عندما يموت العشق وتموت المشاعر والأحاسيس يموت الحب والجمال ويفنى البشر والحجر وينتهي الكون.

كمانصرنا هز الدني كذلك حبنا الإنساني سيملئ الدني.

14/2/2021