كنت منتمياً للتيار العوني/ من اسرار بين عامي 1988 و 2005

بقلم ناجي امهز

هذا الكلام هو مهم جدا، وارجو الاصغاء لما اكتبه.
انتميت للتيار العوني في بداياته واستمريت بالنضال حتى بعد عودة الجنرال عون من منفاه مع اللواء عصام ابو جمرة الذي هو بمثابة ابي، والمرحوم اللواء معلوف، والبقية.
وغالبية القيادات بالاحزاب اللبنانية، تعرفني، منذ منتصف التسعينات، بسبب النقاشات التي كانت تدور حول تطلعات الحالة العلمانية العونية ورؤيتها للبنان، كما كان انتمائي غريبا لان الشيعة الذين كانوا ينتسبون للحالة العونية لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة، بسبب الايام الصعبة والمليئة بالضغوطات التي لا يتسع المكان لشرحها، وكون الانسان وليدة التجارب والظروف، فانا مررت بظروف تشابه النار التي تنقي المعدن وتصقله، وخاصة اني عشت بين النخبة السياسية والدينية المسيحية، فكانت جعبتي مليئة بالمعرفة السياسية، والذي يتابع مقالتي يعرف عن ماذا اتكلم، وبالفعل والحمد لله نجحت باماكن كثيرة بشرح وجهة نظر الحالة العونية وابعادها، بافكار تركت انعكاسا ايجابيا، ساهم بخلق حالة من التفهم، رغم الاختلاف بوجهات النظر، بالابعاد والمفاهيم والاولويات قبل عامي 2003و 2004.
واهم الاشياء التي تميزت بها الحالة العونية، هي انا كنا فقراء.
قد يستغرب البعض كيف كنا فقراء، وانا ايضا استغرب، عندما اشاهد اليوم من يسمون انفسهم بالثائرين الشيعة على الحزب، وهم يمتلكون الاموال، والسيارات، والشقق، كما يمكنهم ان يزوروا كل دول العالم، بينما نحن كنا نخاف التجول بمحيط سكننا، او الاجتماع عند احدنا، وعندما كنا نريد التحدث مع بعضنا البعض، كنا نتحدث ونحن نسير، خشية الاستماع لافكارنا البريئة التي كنا نناضل من اجلها…
كما كان الواحد منا يقتصد من مصروفه لشراء عبوات البويا لنكتب عون راجع او لطبع ورقة او حتى الذهاب للحصول على كاسيت بصوت الجنرال، بينما اليوم تجد الشيعي الذي يهاجم الحزب قد تأمن له كل شيء وفوقها يقبض.
وايضا هناك مفارقة، ان الشيعة المناهضين للحزب، لهم اطلالاتهم وبرامجهم اليومية، بالصحف وعلى الفضائيات، بينما لم يكن يجرؤ الاعلام على استقبالنا او نشر مقالاتنا وان كان باسم وهمي ولا حتى طباعتها.
ايضا لم يكن هناك من يأبه للعونيين او يهتم بهم، بينما اليوم، تجد المسمين ثائرين على الحزب، كل الدول تهتم بهم، وان عطس احدهم يهتز له البيت الابيض ويتداعى من اجله مجلس الامن.
اقصد ان كل ما يقوم به الشيعة المناهضين للحزب هو ظاهر للعيان، انه فقط لمصلحة شخصية وحبا بالظهور، والدول الكبرى ومراكز الدراسات والمخضرمين بالسياسة يعلمون ان هكذا عينة بهكذا اسلوب، لا تحقق اي شيء لكنه لعب بالوقت الضائع، على حساب استقرار الوطن…
المهم، باحد الايام التقينا باحد الاديرة، وهناك جلس بقربي راهب بالعقد الثالث من العمر…
قال لي، اياك يا ناجي باي يوم من الايام ان تكون دوبلير، بديلا عن البطل، فان لم تكن مؤمن بما تفعل، توقف، لان الدوبلير عندما ينتهي دوره لا احد يسمع به او حتى يتذكره، هذا بحال نجا…
يا ناجي ان البيع والشراء بالسياسة دائما ثمنه باهظا، فالذي يشتريك سيدفعك بقوة لتنفجر بهدفه وحتى ان لم تنفجر سيفجرك بهدفه كي يصيبه، لكن حالك يدل انك لا تبيع ولا تشتري تقوم بما تؤمن به، اصلا انتم الشيعة هكذا، ونحن وانتم قدرنا ان نبق مع بعضنا وتلاصق قرانا على مساحة لبنان يشهد بذلك وعلى مر التاريخ…

شاهد أيضاً

جعجع: بالرغم من كل شيء يبقى بري شيخ المهضومين في البلد الإثنين 29 نيسان 2024

أشار رئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” ​سمير جعجع​، في تصريح، إلى أنّ “بالرّغم من كلّ شيء، …