ما أشعَل النار في قلوب الطرابلسيين واللبنانيين

كتب فؤاد زمكحل في “الجمهورية”: اليوم ينتهي الأسبوع الرابع من الحجر والإقفال العام، نتيجة جائحة كورونا، ونتجّه إلى إعادة الفتح التدريجي. لكن ما بعد الإقفال والفتح، أين هي الخطة والرؤية لمساعدة العائلات والشركات، وإعادة الحركة الاقتصادية؟ مرة أخرى نرى المسؤولين يُركّزون على الأمور السطحية والبسيطة، بدلاً من الانخراط في عمق الأزمة والبحث عن استراتيجيات وخطط على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

وأضاف: في الخلاصة، إنّ عذاب إخوتنا في طرابلس هو عذاب كل شاب لبناني، وكل شركة لبنانية، وإنّ الطابور الحقيقي الذي يُواكب أزمة طرابلس وكل أزمات لبنان هو طابور الفشل، وطابور انعدام المسؤولية والرؤية، وطابور غياب الإستراتيجية، ولا غير من طوابير وهميّة التي يريد أن يختبىء وراءها بعض المسؤولين. كذلك تنبغي الإشارة إلى أنه ما من داع لتمويل أي مواطن لبناني يتعذّب كي يُعبّر عن رأيه في الشارع، فآلام المواطنين هي التي تُعبّر عن نفسها وعن حرقة قلوبهم وآمالهم وأحلامهم.

ولفت الى أن كل دمعة وكل نقطة دم ينزفها كل شاب لبناني، سواء من المتظاهرين المُنادين بالمطالب المحقّة، أو من القوى الأمنية التي تطيع الأوامر، هي دمعة من كل مواطن لبناني في كل لبنان. إننا نأسف بأن يوضَع المتظاهرون والقوى الامنية وجهاً لوجه، لأنهم في الحقيقة في خندق واحد، وهو خندق العذاب، وهدفهم المشترك تحصيل لقمة العيش الكريم.

وقال إننا ندعو الجميع إلى التركيز على النقطة الأساسية، وهي محاربة الفقر والجوع والمرض والألم، وإيجاد الرؤية والاستراتيجية الواضحة والعملية، من أجل إنقاذ أهلنا وإخوتنا في طرابلس وفي كل الاراضي اللبنانية. المدينة الشمالية ليست صندوق بريد لأحد، إنما هي في حد ذاتها رسالة حب الحياة والعيش المشترك، ورسالة الصمود والمرونة.

المصدر: الجمهورية

شاهد أيضاً

المكارثية السياسية والأقفاص المغلقة!

د. بسام  أبو عبدالله تعرف المكارثية السياسة بأنها سلوك يقوم بتوجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون …