الخوف والوهم

د. السيد محمد الحسيني

خرج ليتنزّه، قادته قدماه إلى ملتقى الهضبة مع السهل. لفت انتباهه آثار عجلات سيارة رباعية الدفع قد شقت لها طريقا في الوعر حيث تمكنت الصعود إلى أعلى الهضبة! استغرق في تأمل المشهد ، استدار للعودة فإذ به يلمح رجلا مقنّعاً منتصباً وسط الهضبة! المسافة بينهما لا تتعدى الثلاثين متراً. توجّس شراً منه وقبل أن يبتعد عنه رآه يصوّب نحوه ما يشبه المسدس ! بدأ يركض مبتعداً، لكنه لاحظ كرات صغيرة الحجم تتدحرج خلفه . بذل كل جهده ليبتعد عنها ! كان الرجل المقنع يرميها نحوه ،هي تلاحقه أينما اتجه ! هاجسه انها ستنفجر! أحاطت الكرات به من كل جانب وباتت حركته ضعيفة من شدة الإعياء والخوف.كانت الكرات قد صغر حجمها كثيراً لكنه لم يستطع متابعة الهروب فرمى بثقله إلى الأرض.التفت نحو الرجل المقنع فرآه يتقدم اليه! عندما ضاقت المسافة بينهما، رآه يمد يمينه ليسْتَّل سكيناً ….
استيقظ مذعورا ،جلس في سريره يُفَكِّر ثم قام لصلاة الصبح .لقد علم أنه خاف من هواجس كبرت في اللاوعي عنده وعلاج الخوف في مواجهته لا الفرار منه .
لا تخف فتموت مرة واحدة بعد ان تحيا كل عمرك.