✍🏻 *يُوسُف مُحَمَّد الحِمْيَرِيْ*
*إنه هناك..* لا يملكُ إلا أن يمكثُ هناكَ متشتِّتـاً بين أروِقةٍ الضياعِ الرمليةِ الواسعة تضيقُ عليهِ دنياهُ وتضيقُ بهِ ذرعاً آمالٌ لطالمَـا استَنفَدَ طاقتَهُ يتعقَّبُهـَا قبل أن تُضِيعَهُ أو تَضِيعَ عليهِ تحت كُثبانِ الرمالِ المتحركة لتُبدِّدَ حُلمَهُ المهجورَ وتحوِّلَهُ إلَى شظايا أخطأَتْ فؤادهُ وتبخَّرَت بفعـلِ عواملِ التَعرِيَةِ وحرارةِ الصَّحرَاء..
هاهو هُناكَ.. *تجتَثُّه الأحلامُ تارةً لترقى به إلى السماء.. وتارة تهوي به جاذبية الأرض إلى أقصى الظلام بها وتغلق نافذة القبو الوحيدة عليه فلا يبصر هاهنالك غير الظلام..*
*ومن هناك..* لم تخرجه من هناك إلا عبوة يأس طنت أذنيه من هول دويها.. وأكملت ما تبقى من عجزه بكرسيه المتحرك.. وعكازتيه اللتين أوقفتاه عند حده.. وضاعفتا عنده عجزه.. فقرر عاجزا أن يرضى هناك بحظه.. ويدعو لرفاقه في الشام السعيد ألا ينهار قصر أحلامهم، وألا تذبل زهرة شبابهم، وأن تسقى بالأمن والسلام بذور آمآلهم..
*وظل هناك يملؤه اليأس بلا أمل بلا حلم بلا بشرى ولا ذكرى .. يترقب نهاية قصته وخاتمة حكايته وينتظر رصاصة خلاصه*.. *فقط ينتظر* *ينتظر لا أكثر..*
*3/2/2021م*