عندما تخطئ بوصلتنا في تحديد الإتجاهات….

عندها سيظن السوريون أن مشكلتهم هي مع الحكومة والدولة السورية بالرغم من عدم نكراننا لوجود أخطاء في الأداء الحكومي ولكن هذه الأخطاء لا تشكل إلا جزأ بسيطاً من معاناتنا اليومية لأن هذه الحكومة وفي ظل أشرس أنواع الإرهاب الاقتصادي غير المسبوق على مستوى العالم بقيادة أم الإرهاب الإنسان الولايات المتحدة الإرهابية وخيانات وتأمر مايسمى اصطلاحا بإخواننا  العرب ومساهمتهم الكبيرة في تدمير الاقتصاد والدولة السورية فإن هذه الحكومة تقوم بأقصى ما تستطيع ضمن المتاح بين ايديها.

ولكن الضياع الأكبر في اتجاهات البوصلة جعل بعص أبناء سوريتنا ينسون تحت ضغوط الحياة ولقمة عيشهم اليومية  أو يتناسى بعضهم عمدا أن مشكلتهم العظمى هي مع بعض من حثالات التاريخ من أبناء وطننا وأقصد هنا تحديدا الإنفصاليين العملاء من الأكراد وتحديداً عملاء “قسد” الخونة والذين يظنون واهمين أن مشغلهم وسيدهم الأمريكي سيستطيع أن يمنحهم كيانا صهيونيا جديدا في الشمال السوري وهذا الوهم التاريخي عندهم جعلهم يسرقون النفط السوري ويعطونه للأمريكي وكذلك يقومون بالسيطرة على أكبر مصادر السلة الغذائية السورية في أراضي الجزيرة ويمنعونها عن الشعب السوري الذي يعاني من ويلات الحصار الإرهابي الإقتصادي ويعبثون بلقمة عيشه ويحرقون محاصيل القمح كذلك إرضاءا لسيدهم الأمريكي ليزيدوا الضغوط على الشعب السوري ليكفر بدولته وقيادته وجيشه ويظن أن الدولة هي التي تمارس هذا الإذلال على أفراد هذا الشعب المسكين ويبدؤون برمي الملام والكلام الغاضب هنا وهناك تجاه القيادة والدولة السورية بشكل عبثي كم تروج له أجهزة الاستخبارات العالمية عبر وسائل التدمير الاجتماعي التي أنشأت لهذه الغاية أصلا لتقود التدمير الذاتي للدول التي تعارض الهيمنة للدول الاستعمارية وترفض الركوع والخنوع.

مشكلتكم الكبرى أيها السوريون هي مع هؤلاء الخونة من الإنفصاليين “القسديين” وكذلك مع جزءاً من أبناء سورية الذي انضم للجماعات الإرهابية التكفيرية وادخل إلى وطننا كل زناة وإرهابيي من أجل حفنة من الدولارات وباع الأرض واستباح العرض وكان عبدا لغريزته الجنسية وطمعه المادي وكذلك أيضا مع دواعش الداخل من المرتزقة والفاسدين الذي يدمرون الاقتصاد السوري ليملؤوا جيوبهم وبطونهم وليرفعوا عقيرة الغضب عند السوريين قبيل الاستحقاق الرئاسي القادم ظنا منهم ومن مشغليهم بأن يستطيعون أن يكسبوا بهذه الممارسات ما خسروه في ميادين القتال خلال 11 عاما من أشرس الحروب الإرهابية على الأرض السورية ويتوهمون بأن هذا السوري الأصيل سيبيع بقمة الخبز ما قدمه من شهداء ودم.

وكذلك الحال في العراق الشقيق حيث يضيع بعض العراقيين البوصلة ويظن أن النجاة هي بالخضوع للضباع ويتجه إلى إلى وكر الإرهاب الوهابي الذي ما فتئ يدمر العراق وأهله منذ الحرب الإجرامية ضد الجمهورية الإسلامية حيث قدم كل أنواع الدعم المادي واللوجستي لنظام صدام البائد أيام الحرب المفروضة لمدة 8 أعوام وقام بتدمير العراق والحق الأذى بإيران في حرب لا تخدم إلا الكيان الصهيوني وعندما انتهت الحرب بهزيمة صدام قام هذا الكيان الصهيووهابي بتدمير  العراق اقتصاديا أولا ثم استجلب قوات الاحتلال الأمريكي لاحتلال العراق وتدميره وسرقة مقدراته ونشر الفساد والقتل والانحلال الأخلاقي فيه فضلا عن ارتكاب أسوأ الجرائم فيه من إرساء نظام طائفي بغيض فيه غرس الفرقة بين العراقيين لأخر الدهر.

والأدهى أنه قسم العراق جغرافيا حتى عبر إنشاء المسخ الكردستاني وأجتزأ من الأرض العراقية أخصبها وجعل النفط في أيدي هؤلاء الخونة وجعل من كردستان أكبر بؤرة لكل أجهزة استخبارات العالم وعلى رأسها الموساد الصهيوني.

ولكننا مع الأسف نجد اليوم أن بعض القيادة العراقية تريد إعادة تسليم البلد للوهابي المجرم عبر استخدام ورقة الإقتصاد ومنحه استثمارات كبرى في العراق ليتمكن من السيطرة على القرار العراقي والتحكم بلقمة عيش العراقيين واذلالاهم وهذا النظام الصهيووهابي هو نفسه من مول داعي لتدمير العراق وأرسل آلاف الانتحاريين الوهابيين لسفك دم العراقيين وانتهاك أعراضهم.
أما عن البوصلة في لبنان فحدث ولا حرج عندما يظن اللبنانيون أن سبب الحالة التي وصلوا اليها هي المقاومة التي حررت الأرض وحمت العرض وجعلت من لبنان دولة يحسب الف حساب في المعادلات الدولية والإقليمية حيث أن هذه المقاومة الشريفة هي الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني وكذلك صهاينة الداخل الذين لم تفارق عقولهم المجرمة الواهية أحلام العودة إلى الاحتلال الصهيوني ومن أجل هذا يمارسون كل أنواع الخيانة والعهر السياسي خدمة للمشروع الصهيوأمريكي وبتمويل أعرابي عثماني لتدمير البلد وإركاع المواطن اللبناني بلقمة عيشه وكرامته وليخضع لمعادلات التطبيع مع الكيان الصهيوني وليضيع هذا الشعب اتجاه البوصلة الحقيقية في معرفة عدوه وليقاتل من يحميه ويصير عبدا عند من يستعبده ويعبث بلقمة عيشه وأبنائه من أجل تضليله وترسيخ الهزيمة النفسية فيه والتحكم فيه بسهولة وقيادته كالقطيع إلى مراعي مشروع تحويل بوصلة العداء من ” تل أبيب ” إلى طهران عامود خيمة محور المقاومة في مواجهة المشاريع الصهيوأمريكية الوهابية في المنطقة والعالم وهذا الكلام لسنا نحن من يدعيه وليذكر اللبنانيون تلك المأفونة السوداء ” كوندي ” التي أعلنت من سرايا حكومتهم بأن بلادها تقود مشروع الشرق الأوسط الجديد التي سيكون الكيان الصهيوني سيده إبان حرب تموز المباركة التي أسقطت هذا المشروع بلا رجعة ببركة وفضل جهود دماء أبناء المقاومة اللبنانية في حزب الله وحلفائها من الشرفاء.

وعندما نتكلم عن الدور الصهيوأمريكي في هذا المشروع فإننا لا نتهم جزافا ولا نطلق الشعارات فهذا ما اعترف ويعترف به الأمريكيون والصهاينة من دعم وتمويل مادي كبير لعملائهم في لبنان من أجل هذا المشروع لإسقاط هذه المقاومة التي أعادت كرامة اللبنانين والعرب مع حلفائها في سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في الختام أتوسل إلى كل أخوتنا في هذه الساحات بالعودة لاتجاه البوصلة الصحيح والتمييز بين الراعي والذئب وإلى المزيد من الصبر والثبات وان لا تضعف النفوس أمام وطأة لقمة العيش فبئس اللقمة تلك التي سيكون ثمنها الكرامة وبيع دماء الشهداء والأرض والعرض.

شاهد أيضاً

كفركلا عاصية على العدوان

والرد على حقد العدو مستمر.   تستعرض وسائل إعلام العدو بشكل كيدي وحاقد فيديوهات لاعتداءاتها …