محنة العقل

د. محمد الحسيني


أن تعي الامور من حولك هو عين الحكمة ،لكن ان تتخذ قرارا استنادا الى رأي مسبق كوّنته الدعاية الاعلامية الموجّهة الى مشاعرك وحواسك و اللاوعيّ عندك فتحكم على الامور قياساً الى عقلك لا وعيك فذلك الخسران المبين .
القياس العقلي لا يوصلك الى الوعيّ لان العقول تتفاوت وتتأثر بخلفية اهلها وبيئتهم ومحدودية اهدافهم الغير مطلقة .اصحاب النظريات انطلقوا من حاجات مجتمعهم لا من وعيها.
ان تعتمد الحاجة لمبنى الفكر يخدمك آنيا لكن الوعي الجمعي هو الابقى وهو الثابت عبر متغيّر الزمن.
قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت : انا افكر اذن انا موجود.
وقال الشاعر بايرون : انا احب اذن انا موجود .
وقال الاديب كافكا : انا خائف اذن انا موجود.
وقال الفيلسوف الالماني كارل ماركس: انا آكل اذن انا موجود .
وقال تولتسوي : لن اكون حراً حتى تموت زوجتي !
ماذا تقولون انتم ايضاً؟
هذا يثبت ان جميع هؤلاء المفكرين اطلقوا فكرهم من اعماق مشاعرهم النفسية ، وليس من وعيهم .
الوعيّ هو الوسطية اما سواه فهو تحقيق الكفاية واشباعها سواء كانت مادية او معنوية .الحكمة هي بتأجيلها لتحقيقها في ظروف مؤاتية وليس لكبتها او منعها .
الوعيّ ثابت لا يتغيّر وهو متحرر من القيد الاجتماعي .اختر بوعيكّ ،اصنع مصيرك بوعيّك وليس بحاجتك وهواك ورأيك.
الوعيّ قرين الصبر والرأي قرين التمرد .

شاهد أيضاً

أجراس الحرب في رفح: واشنطن تجهّزها و «إسرائيل» تقرعها!

‬ د. عدنان منصور* لم يعد أمام مجرم الحرب نتياهو سوى تنفيذ قراره الذي لوّح …