دم لفطير صهيون!

جريمة مقتل الأب “البادري توما الكبوشي” في دمشق عام 1840م كانت من أبشع الجرائم في عصرها وفظاعتها وما تزال، نفذتها مجموعة من يهود دمشق بتوجيه من حاخامات الحي اليهودي للحصول على دم “مسيحي” لفطير الفصح اليهودي، تنفيذأ لأغراض دينية وشعوذات يعتبرونها طقوساً من صلب ديانتهم اليهودية المزيفة، تلك الجريمة المروّعة أذهلت العالم وشغلته حينها، وجرى التحقيق فيها بحضور قناصل دول أوروبا بدمشق مجتمعين، حيث اعترف الجناة بالجريمة، التي كانت شناعتها أكثر من الوصف وخطرها غير محدود، لأنها كشفت بالأدلة القاطعة نفسيّة شعب تمنحه عقائده “المشوهة” تبريراً لجرائمه عبر التاريخ.

الجريمة النكراء المعروفة تاريخياً باسم ” جريمة ذبح البادري توما الكبوشي وخادمه إبراهيم عمارة” في السابع من شباط عام 1840م في دمشق، والتي رواها عدد من المؤرخين وعُرفت فيما بعد تحت عنوان: ( دم لفطير صهيون)، تتلخص بأن الأب توما الكبوشي وهو قسيس إيطالي الأصل، فرنسي الجنسية، يعيش في دمشق منذ خمسة وثلاثين عاماً ويبلغ من العمر الخامسة والخمسين، ويحظى باحترام كل من عرفوه، فقد كان من عادته أن يدور على مرضاه من النصارى والمسلمين واليهود المجاورين للكنيسة يومياً لتقديم المساعدة الطبية لهم، وفي إحدى جولاته قامت مجموعة من اليهود باستدراجه، بتوجيه من حاخامتهم، لدخول أحد المنازل في “حارة اليهود” بحجة معالجة أحد الأطفال، وهناك أمسكوه وكبلوه بالحبال حيث ذبح وصُفّي دمه ليوضع في فطير خاص بأعيادهم التوراتية المزعومة، وعندما افتقدت الكنيسة الأب توما حينها، تقدم مساعد القنصل الفرنسي في دمشق إلى حاكم دمشق العثماني، بطلب تحري وبحث عن فقدان الأب “توما الكبوشي” وخادمه “إبراهيم عمارة” الذي خرج للبحث عن سيده وفُقد بدوره!

أصدر حاكم دمشق (شريف باشا) أمراً بالبحث عن الرجلين معاً، وبعد عدة أيام أثبتت التحريات أن آخر مرة شوهد فيها الأب توما كانت عند أطراف حارة اليهود، وبعد تحريات مضنية وتحقيقات استمرت ما يقارب من شهر، تم القبض على حلاق يسكن بالقرب من “الكنيس اليهودي” يدعى “سليمان” وأثناء التحقيق معه اعترف بأن الأب توما دخل مع الحاخام “موسى أبو العافية” و “داوود هراري” وأخويه “إسحاق وهارون”، إلى بيت داوود هراري بداعي تطعيم أحد أولاد اليهود، وهناك أمسكوا بالأب توما وكبلوه بالحبال تمهيداً لذبحه وأخذ دمه ليوضع في الفطير الخاص في الأعياد بحسب الطقوس اليهودية التي حددها الحاخامات، واستدعوا سليمان الحلاق لتنفيذ عملية الذبح بعد أن أفتى له الحاخامات بأن من يقوم بذبح الأب توما يصبح صالحاَ ويرضى عنه الرب “يهوه”، وقام أحد المجتمعين بإحضار سكين حاد ورماه بين يدي الحلاق سليمان ليذبح الأب توما ونفّذ الحلاق العملية، وبعد ذبحه تمت تصفية دمه وسُحب من حجرة الذبح إلى غرفة أخرى وقطعوه قطعاً صغيرة وضعت في أكياس، وتم رميها في مصرف المجاري القريب من الحارة، وعندما تم التحقيق مع الحاخام أبو العافية ومواجهته بالحقائق التي أوردها الحلاق سليمان، اعترف بالجريمة وألقي القبض عليه وعلى جميع المجرمين الذين شاركوا في جريمة قتل الأب توما وخادمه إبراهيم عماره، الذي استدرج بدوره من قبل تلك المجموعة، عندما كان يبحث عن معلمه، بذريعة أن معلمه في الداخل ينتظره وهو محتاج لمساعدته، وبعد دخوله تم ذبحه وتقطيعه بنفس الطريقة التي ذُبح وقُطع بها الأب توما.
تلك هي الثقافة “اليهودية الصهيونية” المشوهة النابعة من فكر “بروتوكولات حكماء صهيون” التي تبيح القتل وإبادة (الأغيار) لامتلاك العالم!

شاهد أيضاً

الشيخ الرشيدي:”متمسكون بخيار المقاومة والبندقية، سبيلًا وحيدًا لاستكمال تحرير الأرض والمقدسات”

أكَّد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ خضر الرشيدي: “أننا، كوننا لبنانيين، لا …