نصيحة ما بعدها نصيحة

أرجو القراءة وعدم الملل وايراد تعليقك

حسين السيد عباس أبو الحسن

سئل أمير المؤمتين علي بن أبي طالب عليه السلام : كيف لي أن لا أقترف إثما أو محرما؟
فسأله عليه السلام : وهل تعرف الحلال والحرام؟
فأجاب السائل: أجل سيدي ومولاي .
فقال عليه السلام : ضع الله نصب عينيك وافعل ما شئت …

فماذا تعني هذه العبارة؟

إن من يضع الله نصب عينيه فلن يقترف أي إثم أو معصية. أي لن يكذب او يزور او يزني او يسرق او ينهب او يغتصب او يسلب او يعتدي او يظلم او يعين ظالما او طاغيا او باغيا او يكون حليفا له …. فوضع الله نصب العين هو أمان من اقتراف أي ذنب او معصية وهو علامة تحفز على العفة والنبل والإباء وعزة النفس والشهامة …

وهنا أسأل: بالله عليكم.. هل هنالك من رئيس او وزير او نائب او مدير او موظف او صيرفي او تاجر او متعهد او مقاول او سمسار جمع ماله من حرام ونهب وسلب وتعديات قد وضع الله نصب عينيه أو كان لديه ذرة من إيمان وعفة ونزاهة وإباء؟؟؟؟؟

أشك في ذلك .. بل أنا على يقين من ذلك !!!!

فاللص والحرامي والطاغي والباغي وحلفاؤهم لا يعرفون الله لا من قريب ولا من بعيد .. بل قد حرموا من إكتساب أية فضيلة .. بل غابت او غيبت عنهم الضمائر الحية والأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة !!!!

وهنا أتوجه لهذا الحرامي المسؤول : هل أن مالك الحرام الذي استوليت عليه سيطيل من عمرك او يحميك من الأمراض او يبعد عنك الأذى والبلاء ؟؟؟

صحيح أن ضميرك ميت، غير أنه سيبقى عالة عليك او جرثومة تقض مضجعك وتروع دماغك وقلبك ..!!!

وهل تعتقد أيها المسؤول الحرامي أن المال الذي سرقته ونهبته وجمعته سيحميك من غضب الله وتستطيع به أن ترشي عزرائيل عليه السلام حتى لا ينزع روحك او أن ترشي منكر ونكير من أن لا يعذبانك في حفرتك الحقيرة المظلمة او أن ترشي اسرافيل وميكائيل عليهما السلام من ان لا يرميانك في جهنم ؟؟؟

ألم تعلم أيها الحرامي أن أولك نطفة جيفة وآخرك جيفة نتنة؟ وأن جميع ما جمعته من حرام وما أقتنيته من نفائس وما أحطت نفسك من خدم وحشم وعبيد وأزلام وأتباع وناخبين لن ولن يحموك من غضب الله … بل من غضب ” الجوع الكافر ” ؟؟؟؟

هل تعلم ما يعني “الجوع الكافر” ؟ ليس كفرا بالله وحاشا ذلك .. وليس كفرا بالدين والقيم .. وإنما كفر بنزاهتك وشهامتك وعفتك وإبائك ، وهو كفر بك وفيك .. .

هل تعلم أن هذا “الجوع الكافر” بك أيها المغتصب لحقوق الناس والمتعدي على المال العام والمستغل لموقع سلطتك نهبا ولصوصية وطغيانا وبغيا سيستطيع أحد من أزلامك او جميع أزلامك أن يقفوا في وجهه ويدافعون عنك ؟؟؟ كلا .. وألف كلا …

لن يحميك لا حزبك ولا تيارك ولا عشيرتك ولا جاهك ولا مالك ولا سلطتك ولا حلفاؤك حتى ولا قضاتك وأصحاب الإفتاء من رجال الدين من غضب ” الجوع الكافر” بك .. حيث سيرديك في الحافرة.. وما أدراك ما الحافرة ؟ هي أمك الهاوية.. وما أدراك ما هي؟ نار حامية.. ولو كنت في برج حصين او قلعة مسورة او كنت في حضن زوجة او عشيقة او عاهرة ..!!!!

إعلم أيها المسؤول الحرامي في أي موقع كنت: أن جوفك الذي ملأته بالأكل الحرام سيتحول الى مخزن للجراثيم الخبيثة المسرطنة وأن أوداجك المنتفخة ستعيش فيها جميع أنواع الفيروسات والميكروبات والجراثيم ولن ينفعك عندئذ العلاج الكيميائي او الإشعاعي ولا أي علاج آخر ولو كان حاميك الاميركاني والمستعمر الأوروبي او الصهيوني ..

إصح أيها الحرامي المسؤول قبل فوات الأوان.. فالجوع الكافر بدأ يستنهض همم الجائعين وسيتحول كفره بك الى جحيم لن تطيقه أبدا ..!!!

إصح إن كان لديك ذرة من ضمير حي أو ذرة من نزاهة أو ذرة من عفة أو ذرة من عزة نفس..!!!

إصح قبل فوات الأوان وأعد ما نهبته من مال وهربته الى خزينة الشعب .. !!!!

إصح وانزع عنك بهلوانية السلطة التي ستتحول الى وبال عليك..!!!

إصح قبل أن يجرفك الجوع الكافر ويرديك حفرتك المنتظرة لك على فارغ الصبر ..!!!

إصح . قبل أن ينقلب عليك حتى زبانيتك وأزلامك وناخبيك وحاشيتك … !!!!

وأتوجه هنا اليك أيها القاضي أي قاضي أن تتحرر من سلطة باغ وطاغ إن كنت غير متحرر وتحكم ضميرك الحي ولن تخونك شجاعتك المنشودة في أن تقاضي المجرمين اللصوص ولو كانوا في أعلى المناصب والمواقع وتصدر أحكامك الحكيمة في حقهم .. والله سيكون معك والشعب جميعه معك .. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. واعلم أيها القاضي الشريف ونعتبرك شريفا من حيث المبدأ أن إقدامك الميمون سيرفع من شأنك دنيا وآخرة .. فأقدم باسم الله وبدعم من الشعب وبتأييد غير محدود من عزيمة الجوع الكافر . وستصبح أنت المنقذ والباني لدولة العدالة.

وأقول للأزلام والأتباع والحواشي أن طاعة مسؤوليكم اللصوص لن تنفعكم عندما يحين غضب الجوع الكافر. وأن ما تنالونه من أجر على موقفكم الداعم للطغاة والبغاة لن يسد رمقكم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون .. فلن يغفر للعاهرة التي من كد فرجها تطعم أيتامها ..!!!!

وأتوجه أخيراً وليس آخراً الى درع الوطن وحامي الأرض من قيادة وضباط وجنود أن يقفوا الى جانب تيار “الجوع الكافر” وأن يوفوا بقسمهم في الدفاع عن حقوق الشعب والإقتصاص من الظلمة واللصوص والمهربين ..

تيار “الجوع الكافر” والقضاء الشريف والجيش الأبي والقوى العسكرية العفيفة إن اجتمعوا قلباً وقالباً سيتم إنهاء عهود الطغيان والتسلط والفرعنة واللصوصية وسيعم النعيم أرجاء الوطن .. كل الوطن ..

أيها الطاغي الباغي.. صدقني او لا تصدقني: مهما طغيت وتفرعنت لن تصل الى حد.طغيان “نمرود” الذي قتلته بعوضة صغيرة دخلت منخريه وقضمت دماغه خلية خلية مدة ثلاثة أيام وهو في حالة من الهيجان والصراخ والعويل من شدة الألم ولم تنفعه لا زبانيته ولا حاشيته ولا أطباؤه ولا عشيقاته ولا عاهراته عن أنقاذ حياته.. ففطس وعم أرجاء قصره روائح نتنة جدا منبعثة من جثته لم يطيق شمها كل المحيطين والمتفرجين مما دفع ببعض الخدم الى ربطه بحبل وجره الى حفرته ومن ثم الى جهنم وبئس المصير .. !!!

فهل تريد أيها الطاغي واللص والناهب والمغتصب أن يكون مصيرك كمصير “نمرود”؟؟؟؟

إذن فانتظر … أليس الصبح بقريب؟؟؟؟؟،

شاهد أيضاً

فرعون:”غياب احترام مقاييس العدالة الدولية يسهّل على المعتدين الاستمرار في إجرامهم بدءاً من المجازر الارمنية والسريانية الى الاجرام في غزة”

كتب النائب والوزير السابق ميشال فرعون عبر منصة “اكس”:” ان غياب احترام مقاييس العدالة الدولية …