من مفكرتي

غسان إخلاصي

سألني صديقي :
هل توقفت المرأة عن المطالبة بحقوقها بعد أن جعلوا عيدها في 8 مارس آذار الربيعي وخصصوا 19 نوفمبر تشرين الثاني الزمهريري للرجل المعتر؟؟…
قلت له :لا .وستبقى تطالب بالمزيد..ﻷن إرضاءها غاية لا تدرك ..وصارت المستحيلات الثلاث أربعا ..هي تريد الرجل مثل خاتم سليمان (شبيك لبيك ..ومثل طاسة الجان..كيفما طرقتها بترن) .. تحب منه كلمة (حاضر..تكرمي عالراس والعين…الخ )ولا تسمح له بأن يدوس على بساط سلطتها المقدسة..(وياويله وياسواد ليله) !!!!!! لو أبدى رأيه بقرار ما معارضا لها.. لاشك أنها تضحي تسهر وتتعب وتشقى..ولكنها ترفض استراحة المحارب..ويجب على الرجل أن يرفع الراية البيضاء لها أو ستزلزل الدنيا تحته ليلا ونهارا ..وتردد العبارة المشهورة له كلما حصل خلاف بينهما (يوم أغبر يوم عرفتك .. وبعمري ماشفت يوم حلو معك..ياحيف عليك.. أكال.. نكار..أكلتني لحم .. ورميتني عظم…الخ مع أن الرجل حمال في الصعود..وزبال في النزول قبل أن يكبر أولاده..) مشكلتها انها لا تتذكر حسنات وعطايا وتضحيات الرجل فهي ليست في قاموسها وتتناساها عمدا ..وهي معها الحق.. فهي ارتبطت به بعد أن سرقها ممن كانت تهواه في صباها .. وكانت تحلم بأن يأتي على حصان أبيض ؛وإذا به يأتي على حمار أعرج.. فهي لا تتذكر سوى أحلامها التي رسمتها يوما متناسية أن الحصول على إرضاء الناس للحصول على السعادة الكاملة غاية لا تدرك .. وتنسى أن القناعة كنز لايفنى ..وأن اﻹنسان مهما سعى لن ينال كل ماتمنى..فالرضا بما قسمه الله لنا خلق سام بعيد عن كثير من البشر..
فلم نحزن ؟؟..ولم نتضايق؟؟ ..ولم نثور؟؟ ..ولم نغضب؟؟ ..أقدارنا مكتوبة ولا نستطيع تفييرها مهما حاولنا ..
لنكن متواضعين، ولنسامح بعضنا، ولنفتح كل يوم صفحة حب جديدة..فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون..
ما أحلى أن نضع رؤوسنا على الوسادة ونحن سعداء نفكر بما يسعدنا.. بدلا من ان نقرر ..سأفعل كذا.. وسأنفذ كذا.. وسأدمر كذا ..وسأقول كذا ..وسأجرب الخطة كذا.. وسأهاجم من الجهة كذا ..!!!!!!!…
لغة التسامح عصية على الجبارين المتكبرين..لكنها مأنوسة وسهلة المرور من قلوب الطيببن ..
الدنيا دار ممر فلنترك فيها سمعة حسنة.. واﻵخرة دار المستقر فلنكن مؤهلين لها.. ولنجعل قلوبنا كتابا مفتوحا نقرأ فيه.. الحب.. التواضع .. الوفاء..التسامح..التضحية..اﻹيثار ..الصدق ..ولنعمق فينا نعمة النسيان فهي دواء ناجع لكثير من أمراض النفس اللوامة المعربدة بسبب أو دون سبب..
لنترك القياد لرب العباد ..
ودي لكم …..

شاهد أيضاً

ديوان أهل القلم يقيم ملتقى المبدعات العربيات الثالث في سلطنة عمان بالتنسيق والتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية في العاصمة مسقط

  أقام ديوان أهل القلم في سلطنة عمان في العاصمة مسقط برئاسة الدكتورة سلوى الخليل …