وداعًا أيها الكابتن الصديق

 

صحيح أن الكابتن فؤاد شرف الدين قد تجاوز الثمانين من عمره، لكنه وحتى سنة قبل اليوم كان بغاية ألقه الجسدي والنفسي،وكان “بطلًا”

بكل ما تعنيه الكلمة من معنى…

هو بطل السينما اللبنانية الأول والأكبر ويكاد يكون نجمها الوحيد.

وهو بطل “الآكشن” في السينما والحياة.

وهو البطل الإنسان في صراعه مع الزمن وإصراره على تقديم الأفضل، منذ أخذته السينما اللبنانية “بطلًا-ممثلًا”

بالصدفة، حتى بات نجمها الأول، قبل أن ينتقل إلى الدراما التلفزيونية ويشارك البطولة مع نجمات ونجوم الزمن الزميل…

بعدها نحى باتجاه الإخراج والإنتاج وقدَّم ابنته جمانة إلى الشاشة في السينما والتلفزيون على السواء، قبل أن ينتقلا إلى مصر وهناك كانت محطات وحكايات مع شقيقه المخرج يوسف شرف الدين، أول من قدَّمه للسينما…

لكن بيروت ظلَّت بقلب الكابتن فؤاد، فعاد إليها مصارعًا الزمن مع رفيقة الدرب جمانة، وبالقوة والبطولة والعناد حقَّق أعمالًا ما كانت لتتحقَّق لولا أن خلفها يقف هذا المثابر الذي لا يعوقه عائق إلا القدر، القدر الذي أخذه منّا وهو في ذروة بحثه عمن يقوم بتوزيع آخر أعماله السينمائية، التي تفوح منها رائحة الوطن الذي أحب، والدولة التي وضعها على جبينه في وقت تخلَّى عنها الجميع، فحمل بجدارة لقب “الكابتن فؤاد”، ليترجل اليوم وربما لأنه بات بحاجة لبعض الراحة من السنة الأخيرة التي حملت له الكثير من العذابات التي لا تليق ببطل مثله، ترجَّل وغاب بجسده عنا لتبقى روحه مرفرفة حولنا وحول كل محبيه وجمهوره…

وداعًا فؤاد شرف الدين.

أنعيكَ أيها الكابتن الصديق.

أنعيكَ من القلب وأنت تملك حيزًا فيه.

وصبرًا عزيزتي جمانة..

فالعزاء كل العزاء أن الكابتن اليوم ترجَّل لأنه كان بحاجة إلى بعض الراحة.

وهو الآن في مكان أجمل.

مالك حلاوي.

شاهد أيضاً

قميحة: “انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني خطوة مهمة في مسيرة التطوير والتحديث”

رأى رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والابحاث – كونفوشيوس، رئيس جمعية “طريق الحوار اللبناني الصيني” …