هل غرقت “الإنتفاضة ” في وحول الإنقسامات أم ذهبت مع رياح المتغيرات المحلية والإقليمية الى غير رجعة أم تم وأدها في جنح الظلام؟؟؟؟

منذ سنة ونيف إنطلقت حركة الإنتفاضة الشاملة ضد.السلطة الحاكمة الفاسدة والمفسدة ، وقد كانت فعلا شاملة في الأيام الثلاثة الأولى وفي عفوية شعبية ظاهرة ، وسرعان ما بدأ وهجها بالخمود شيئا فشيأ الى أن أصبحت في مهب الريح ولما يمر عليها الذكرى السنوية الأولى !!!

فلماذا حصل ما حصل ؟ ولماذا خبت وخمدت وذابت وتلاشت نهائيا ؟ ؟؟؟؟

لقد تعلقت الآمال الشعبية على” الإنتفاضة ” الى حد كبير بحيث وصفها الكثيرون بأنها خشبة الخلاص والإنقاذ ، وأن أيام السلطة الحاكمة أصبحت معدودة ،،،، الى آخر ما سمع وقيل !!!!

ونحن من الذين تعاطفنا مع هذه ” الإنتفاضة ” وكنا حريصين على تماسكها ونجاحها .. وحذرنا مرات عدة من وجود “طوابير حصان طروادة ” في داخلها تترصدها للإيقاع بها او لتحريف بوصلتها الوطنية تمهيدا للقضاء عليها … غير أن آذان معظم المنتفضين بقيت صماء .. وللأسف الشديد !!

فما هي الأسباب التي أودت بالإنتفاضة الى الإحتضار ؟

1 — إفتقاد الإنتفاضة لقيادة مركزية موحدة موثوقة تتحمل أعباء المسيرة والإرشاد .
2 — غياب البرنامج الوطني المطلبي المعبر عن طموحات جميع المشاركين والمنتفضين .
3 — تضارب الشعارات المرفوعة وعدم توحيدها .
4 — رفع شعارات السباب والشتائم التي أدت الى حد كبير الى مغادرة جموع كبيرة ساحات الحراك وعدم المشاركة مجددا .
5 — إنخراط بعض أزلام السلطة الحاكمة في صفوف حركة الإنتفاضة لتشويهها وإثارة الفتن بين أفرادها .
6 — إعتماد جموع كثيرة من المنتفضين أساليب منفرة للرأي العام مثل إغلاق الطرق ومقاومة قوى الأمن بطرق غير حضارية مرفقة بالسباب والشتائم .
7 — رفع شعار ” كلهم يعني كلهم ” وهو شعار ملغوم بحيث ساوى ما بين الطالح والصالح او ما بين الفاسد الحرامي والبريء .
8 — إنتماء عدد كبير من المنخرطين في الإنتفاضة لمشارب سياسية وحزبية مختلفة ومتناقضة .
9 — سيطرة بعض الجمعيات المشبوهة على مسيرة الإنتفاضة وتحريف مسارها الى درجة طرح شعارات ومواقف تدعو الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي . وهذا ما كشفته الإدارة الأميركية بأنها أنفقت عشرة مليارات من الدولارات على عملائها من جمعيات وأحزاب وشخصيات سياسية ودينية مما يدل على مدى تورط الأميركان والعدو الصهيوني في إستغلال الأنتفاضة وتشويهها .
10 — وكان الأكثر مساهمة لإفشال الأنتفاضة هو عدم تحرر الغالبية من التعصب المذهبي والطائفي .

وربما هنالك أسباب أخرى قد يعيننا عليها البعض لإدراجها “فأهلا وسهلا ” ..

لقد استطاعت ظروف متعددة الى إخماد الإنتفاضة وأهمها ” الكورونا ” وهي بالفعل كورونا سياسية أكثر منها كورونا مرضية !!! وثانيا إبعاد الشعب عن المطالبة بحقوقه وربطها فقط في إنجاح مشروع ” ترسيم الحدود ” مع العدو تمهيدا للتطبيع معه وعندها ستحل المشاكل وسيزدهر لبنان عندما يستخرج النفط والغاز من حقوله البحرية … وينسى الناس جرائم اللصوص وأن الفئة الحاكمة التي نهبت البلد ستعمد ايضا الى نهب أموال الموارد الطبيعية المستخرجة .. هذا اذا سمحت أمريكا والعدو الصهيوني باستخراج مواردنا .!!!! ! فهل سنعي ذلك ؟؟؟ هذا ما نرجوه .. اذا لا بد.من العمل على تغيير الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي القائم ….

فهل نبقى صامتين ؟ لتتنفس الفئة الحاكمة الصعداء وقد تنفست فعلا سموما وأحقادا .. ولعلها ستتنفس وباء الكورونا باذن الله … !!!
وهل سيطر علينا الإحباط من جديد وإصبنا بالخيبة والخسران ؟؟؟ وهل نجلس القرفصاء ونرتاح من تعب الشارع بحجة أننا أدينا واجبنا الى العلا .. ولكن لم ننجح .. فإنا لله وإنا اليه راجعون .. !!!

نقول للجميع : أن عملية التغيير يلزمها الكثير من الجهد والصبر والمثابرة والتضحية . ويلزمها أيضا سلاحا فريدا من نوعه يتمثل بالوعي الوطني أولا وأخيرا .. ويعتمد هذا السلاح على التحرر من ربقة الإنتماء الى الزعامات السياسية والحزبية والتحرر من العصبيات المذهبية والطائفية .. ونعلم جميعا أن سبب ضعف لبنان وإنهياره العام في شتى الميادين يكمن في التمسك بما يسمى ميثاقية الطوائف والمذاهب . وهي ميثاقية التخلف والرجعية والتناحر والإنقسامات !!!

فما يضيرنا إن كان رئيس الجمهورية سنيا او علويا وأن رئيس النواب مسيحيا او درزيا ورئيس الحكومة شيعيا او إنجيليا اذا كان من يتبوأ هذه المناصب وطنيا عفيفا ونزيها ورهيفا غير فاسد او لص او واسع الذمة !!! ؟؟؟

بالله عليكم .. هل سيستفيد جميع أهل السنة اذا كان رئيس الحكومة سنيا ؟ وهل سيستفيد جميع أهل الشيعة اذا كان رئيس مجلس النواب شيعيا ؟ وهل سيستفيد جميع الموارنة والمسيحيين عموما اذا كان رئيس الجمهورية مسيحيا ؟ !!! الجواب : كلا وألف كلا .. فالمستفيد فقط هو صاحب المنصب وحاشيته .. ونقطة أول السطر ..!!!

فما هو الحل؟

أولا : توحيد جميع المعترضين على سياسة الفئة الحاكمة ونصوص الميثاقية المشؤومة ضمن حركة العزيمة الوطنية اللبنانية .
ثانيا : التحرر من جميع الإنتماءات الحزبية لأنها في معظمها كانت في سدة الحكم والمسؤولية ولو على مستوى ضيعة او شارع او زاروب وأثبتت فشلها على صعيد النهوض الوطني العام .
ثالثا : التحرر فعليا من ربقة التعصب الطائفي والمذهبي ضمن قاعدة أن جميع اللبنانيين هم متساوون في الحقوق والواجبات والإنتماء والمواطنية .
رابعا : العدو الإسرائيلي سيبقى العدو الأول والأخير ولا يمكن القبول بواقعه مهما كانت الصعاب والتضحيات .
خامسا : ” لن يحك جلدنا الا أظافرنا ” وليست أظافر فرنسا او الإتحاد الأوروبي او أميركا او غيرهم . نحن أصحاب القضية ونحن أبناء البلد وعلينا يقع عاتق تأمين الحل .

إن الهيئة الحاكمة لديها من وسائل الدهاء والحيل السياسية والاجتماعية ما يجعلها قادرة على نحر أية إنتفاضة في حالة بقاء التمزق والتشرذم والتناحر وغياب القيادة الموحدة الرشيدة . ولذلك :

فإننا ندعو جميع الأحرار الوطنيين الى المبادرة لرص صفوفهم في حركة وطنية موحدةوجامعة وإختيار قيادتهم والعمل بهدوء ورصانة دون تسرع وإسراع وحتى تحقيق الأهداف المنشودة . كما ندعو كل من لم يزل مرتديا ثوب التبعية للزعامات والأحزاب وثوب التعصب الطائفي والمذهبي الى خلع أثوابه والإنخراط في عمل نهضة العزيمة الوطنية ، خاصة وأن هؤلاء بالذات هم الأكثر مظلومية ومحرومية .. !!! ودعوتنا موجهة الى جميع اللبنانيين واللبنانيات في جميع المناطق وعلى مختلف الإنتماءات الدينية.

إننا ننتظر الإجابة …لنبني جميعا بمن حضر ووافق مسيرة العزيمة الوطنية لتغيير الواقع اللبناني المشؤوم الى واقع يرى فيه كل لبناني حفظ كرامته وتأمين حقوقه … فهل من مجيب ؟؟؟

اخوكم الناشط السياسي والاجتماعي

حسين السيد عباس ابو الحسن
.03 306 992

شاهد أيضاً

“تجمع العلماء” رحب بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية: “العدو الصهيوني لن يستطيع تحقيق أي انتصار في غزة”

أشارت الهيئة الإدارية في “تجمع العلماء المسلمين” ببيان اثر اجتماعها الأسبوعي في مقر التجمع في …