إيران دخلت ثورة السياسة المقاومة

نضال عيسى

تحول كبير فرضته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الشرق الأوسط من خلال دعم الحركات المقاومة، وبذلك تحولت إيران من ثورة على حاكم إلى ثورة سياسية مقاومة بدلت مفاهيم العمل الإستراتيجي وأصبحت دولة عظمى (تفرض ولا يفرض عليها)
هذا الواقع الذي يعلمه الجميع بأن إيران الداعم الأساسي لمحور العز والكرامة منذ نجاحها بثورتها اعتمدت الوقوف مع الحركات المقاومة ليس لفرض مشروعها التمددي إنما للمساعدة في إرجاع الحقوق المغتصبة من قبل العدو ومشروعه الأستيطاني
وهنا ندرك الحملة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل محور الشر وأتباعه بأتهام إيران بالسيطرة لتنفيذ مخططها، ولكن الواقع الذي لا يريد مَن هو ضد إيران الأعتراف به وهو عكس ما يعتقدونه وهذا ما يجب أن نفصله بالدقة والبساطة التي تتلائم مع تفكير محور الشر واتباعهم في المنطقة
عندما دعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقاومة في لبنان ونتيجة ذلك تحرر الجنوب اللبناني وهزم هذا العدو ومن ثم حرب تموز التي تحطمت فيها أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ووضعت معادلة الردع التي فرضت نفسها بوجه هذا العدو وهمجيته
واستمر الدعم للأخوة الفلسطينيين حتى وصلوا إلى قمة العمل العسكري المقاوم واتى طوفان الأقصى ليثبت بأن هذا المحور هو محور الحق والعز والكرامة وسطروا اعظم البطولات بحرب تخطت النصف عام وكانت أكبر مجزرة بحق المدنيين والأطفال فقط من قبل العدو الإسرائيلي الذي سقط امام العالم وأصبح الكيان الدموي.
هنا السؤال الذي يجب أن يقوم بالرد عليه مَن يقفون ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما هي أطماع إيران في لبنان التي تحترم سيادة ارضه وقرارات حكومته ولا تتدخل بالشأن اللبناني الداخلي على عكس الدبلوماسية الأميركية المعتمدة في لبنان التي تجول على القرى اللبنانية وتستدعي الوزراء والنواب وتملي عليهم ما تريد إدارتها؟
ما هي أهداف إيران في الوقوف مع مقاومة فلسطين سوى قضية الحق بتحرير الأرض وهي التي تقول بأن حدود فلسطين من البحر إلى النهر بينما دول عربية تقف مكتوفة الأيدي مكبلة بالعار ولا تستطيع قول كلمة بوجه عدو جائر يقتل أبناء جلدتهم دون رادع؟!
لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإنها دولة عظمى بدعمها الحركات المقاومة بوجه العدو مترافقة بنشاط دبلوماسي يتمدد في المنطقة تحت مبدأ المساواة في المطالب المحقة وهي التي فرضت نفسها على خريطة الشرق الأوسط واصبحت الرقم الصعب في المعادلات
بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله فهذه الحرب ليست هزيمة العدو فقط إنما هزيمة المشروع الأميركي في المنطقة ولم تعد الولايات المتحدة الأميركي اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط فهي شريكة هذا الكيان الغاصب والداعم له وبالتالي لم تعد تحظى بثقة دول الشرق الأوسط بما فيهم المطبعين والمتحالفين معها..
بعد الأنتصار ستتحول سياسة الشرق الأوسط وسيكون فيها لاعب سياسي جديد يحظى بثقة الدول وسيكون له دور فاعل في تسوية الكثير من الملفات على صعيد المنطقة.

 

شاهد أيضاً

قليموس حاضر بدعوة من جمعية متخرجي المقاصد:

“لانتخاب رئيس وتطبيق الطائف ووضع حدّ لانتهاكات إسرائيل” شربجي: “لا حلّ في لبنان من دون …