( الصبر )

بقلم
محمود زعيتر .. العراق

الا صـبــرٌ يُــبــاع فــاشـتـريـهِ
فـمـنـِّي كــل جــزءٍ يـحـتـريــهِ

رأيت الـصـبـر للـبـلـوى جـواداً
إذا صُـبِّـحـتُ شـوقـاً أمـتـطـيـهِ

ألا إن الــتــجــلُّــد خــيـرُ تِـبـرٍ
مـتـى احــيـا ونـفـسـي تقتنيهِ

أنـا وجـلادتـي وإبـاء نـفـسي
أعـيش الـيـوم تـيـهـاً بعـد تيهِ

أنـا مـن اثـخـنـت فـيـه الـيـالي
وأيــام الــصــبـابـة تـــزدريــهِ

أنـا مـن عاش قهرا فـوق قهرٍ
وأحــزان الـخـلائـق تـعـتـلـيـهِ

أنـا مـن بـات يـشـدو كــل يومٍ
ودمع الـشـوق شعـراً يصطفيهِ

حرامٌ ان ارى في عمق نفسي
فـتـىً يـشــتـاقُ رؤيـا قـاتـلـيـهِ

حـرامٌ ان يـلاحِــقـَـنَـي خــيــالٌ
ومـن جـرم الـهـوى ان اقتفيهِ

فـكـم مـن عـاقـلٍ يـشـدو حنيناً
بـشعـر الـفـقـد يــرثــي مُثكليهِ

وكـم مـن سيد فـي الناس جلداً
وقـد ورث الـصـلابة مــن ابيهِ

وبعد العيش فــي تلك السجايا
يـلـوك الـذل قـهـرا مـلئ فـيـهِ

وكـم مـن بـيـت عـز حــاز ذلاً
وقـهـرا مـن قـسـاوة سـاكـنيهِ

الا للـحــب صـب مــسـتــهــامٌ
بـدا يـشـتـاق هـمـسـة خائنيهِ

الا مـن شابهوني قــد رمَوْنِي
وقـد يُرمى الشبيهُ من الشبيهِ

الا مـن يُعطـني سـمـا زعـافـاً
لهـذا الـقـلب حتى يـحـتسـيـهِ

الا مــن يأتـنـي بقميص عشقٍ
بـه تُـشـفـي عــيـونٌ تـرتـجـيهِ

تـراقـب ظـلـه فــي كــل ركـنٍ
بـأوهــامِ اللـقـا كــي تـلـتـقـيـهِ

الا ياعين غُـصِّـي كـــل حــيــنٍ
وجــودي بـالـبـكـا لا تـحـبسـيـهِ

عـلـى قـلـب رماه العشق زوراً
وبـهــتـانــا بـأمـرٍ لـيـس فــيـهِ

أنـا مـا كـان لي في القرب حظٌ
وسهمي فــي الهـوى أن أدعيهِ

وحظي صار دون الـنـاس عـبداً
حـبـيـس فـــي ارادة مــالـكـيـهِ

انا مـا عـاد لي فـي الحب رِبحٌ
وان رخص الهوى من يشتريهِ