هذا ما فعلته إيران .. فماذا فعلتم انتم يا عرب …؟!!

هيام وهبي

أيران أهدتنا اجمل هديّة تمنيناها منذ أكثر من سبعة عقود ..
هدية تساوي كل كنوز الأرض..
مفاجأة ، أصابت العالم كله بالدهشة والذهول والصدمة .. وفاقت كل التوقعات ..
مشهدية ستبقى محفورة كالوشم في ذاكرتنا الجماعية ..
الكيان كله تحت نار المسيّرات والصواريخ المباركة الإيرانية ..
الخوف والرعب والذعر والهلع الذي عاشه الكيان وقادتِه الذين اجتمعوا في حفرةِ كالفئران ..
ألحلم الذي لطالما تمّنيناه ، تجسّد حقيقة أمامنا بقرار من الدولة المؤمنة بسيادتها التي لا تُمّس…
إيران ثأرت لغزّة هاشم ولدماء الأطفال وأشلاء النساء والشيوخ وللشهداء .. ومسحت العار الذي ألحقتموه بنا يا عربان ..
وأنتقلت من مرحلة الصبر الأستراتيجي ألى مرحلة الردع الأكثر نشاطاً .. وكسر ت قواعد الإشتباك …
هوتحوٌل مفصلي في تاريخ الصراع ..
ولن يعود الزمن إلى الوراء فالتغيير أت ٍ لامحالة .. والرسائل وصلت للأميركي والغرب بأن موازين القوى قد تغيّرت وأصبحت بيد محور المقاومة ..
الرد الإيراني أثلج قلوب الأحرار في كل العالم وفي قلوب ألغزاويين الذين ولأول مرة منذ سبعة أوكتوبر ، يتطلعون الى سماء صافية ..ترتفع إليها الصلوات والإبتهالات والدعاء بالنصر والشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية.. لأول مرة منذ نصف عام.. يعيشون ليلة هادئة خالية من الموت والقصف .. زاخرة بالفرح والنشوة ..
في ليلة الثأر المقدسة رأينا بأعيننا ضعف وجبن الصهاينة والفشل المخزي للتكنولوجيا الاميركية الذكية (جداً )التي هي غير كافية لقلوبٍ لاتملك الأيمان ولا تملك الحق بالأرض ،وغير مستعدّة للتضحية من أجل وطن لا ينتمون إليه ..في تلك الليلة المدهشة رأينا كيف انتقل الصهيوني من مهاجم ألى مدافع هزيل .. جبان يستنجد بالأميركي وكل الغرب وبأحِبّائه العربان كي ينتشلوه من ورطتِه وكيف أنهارت صورته المزيّفة وسقطت تحت أنظار العالم كله بشرقه وغربه ..
وهذا الرد الواسع والمكثّف لأيران كان ضمن منظومة من القِيَم الأخلاقية والدينية والقانونية ..لم يستهدف منازل أو مستشفيات او أماكن عبادة أو أي مكان للمدنيين أو لإعلاميين .. رد ينضح بالشرف وصدق العقيدة والإنسانية .. هو شدّة أذن صغيرة للكيان ، لم تستخدم فيه إيران أسلحتها المتطورة التي تدّخِرها لليوم العظيم يوم الصهاينة الأسود القادم بإذن الله .. يوم التحرير وعودة الحق ألى اهلِه..
هذا الرد تضمّن رسالة قوية للغرب وللأميركي ولمجلس الامن الذي لم يدين الإعتداء الإرهابي على قنصليتهم في دمشق ، فكان ردّهم بما تجيزه لهم المواثيق الدولية ..

هذه هدية إيران لنا ..لفلسطين ..لغزّة الصامدة ولكل الشرفاء على امتداد العالم العربي والإسلامي .. فماذا فعلتم أنتم يا عرب ؟؟
ماذا قدّمتم سوى نصائح بالتحلِّي بأقصى درجات ضبط النفس .. والحفاظ على السلم ، وخطاباتكم المعهودة المستسلمة .. ألم تفهموا بعد أنه لا سلام في الشرق الأوسط طالما أن الصهاينة يحتلٌون فلسطين ويدنِّسون مقدّساتنا ..

منذ النكبة وأنتم تتآمرون على فلسطين بجامعتكم العربية التي تزامن تأسيسها مع إحتلال فلسطين وكأنها وُجِدَت لتُثَبِّت وتقونن وجود الكيان كدولة..!!
قِممكم الهزيلة لم تحم ِ حقاً من حقوق العرب!!
تآمرتم على العراق وسورية ..ذبحتم اليمن.. ومزقتم ليبيا.. وقسّمتم السودان..وأنتم ..أنتم سلّمتم فلسطين لقاتلها..
تخلّيتم عن غزّة وشاركتم
في إبادتها !! لكم يد في كل مصائب العرب .. والله أنتم بلاء العرب..
أيها المهرولون نحو التطبيع المُذِّل.. أيها النائمون في اوكار الخيانة والتآمر والغدر ..انتم يا من تنهبون ثروات الأُمّة لتنفقوها على تمويل الإرهاب وتسليحه .. تفتحون خزائنكم لأميركا وبالتالي لإسرائيل ، مالكم يقتل العرب ويسفك دماء أهل غزّة هاشم .. بمالِكُم أفسدتم كل شيء .. أفسدتم الثورات حين دعمتم ما سمّيتموه بالربيع العربي ضمن خطّة منهجية (من إبتكار أميركا وتمويلكم )لتدمير الدول العربية وتمزيقها .. أفسدتم الإعلام الذي تحوّل إلى صحف وقنوات لا تُقدِّم ألّا الغث من الفكر المعولم ،والرخيص من الثقافة المشبوهة والفن الساقط ..
ماذا قدّمتم للعرب سوى الفتاوى البعيدة عن الدين والمنطق ..

شغلتم شعبكم بفتاوى غيبية فغيّبتموهم عن الوعي بقضاياهم الجوهرية ودخلوا في (غيبوبة ) فهل هذا الإسلام.. الأمام علي عليه السلام يقول: خير القول ما صدّقه العقل فهل في فتاويكم عقل .. كلها فتاوى جاهلة أو بالأحرى مجهِّلة ومتعمّدة لتشويه الصورة الحقيقية لجوهر الإسلام تُحَرِّم الجهاد وتنهي عن قتال الصهاينة !!! الإسلام يدعو إلى الجهاد .. فأين أنتم من غزّة التي تستصرخ ضمائركم وهي تُباد من الجوع والقتل ..
أكثر من نصف عام وأطفال غزة يغرقون في بحرٍ من الدماء فماذا فعلتم ..

فيا أبناء الصمت المشبوه.. تابعوا صمتكم ،حين يقف المارد الإيراني المؤمن ليدافع عنا ويُنقذ كرامتنا المبعثرة على أيديكم ..
ويعيد لنا الأعتبار الذي خسرناه بمواقفكم الضعيفة المستسلمة .. ويهبنا الأحساس بالعزّة والقوة والنصر ..أخرِسوا أبواقكم الأعلامية الرخيصة التي تحاول التقليل من عظمة الليلة الكبرى التي عشناها بفرحٍ طالما أنتظرناه …
أيها النيام في كهوف يهوَه .. لم تخرجوا من وثنيتكم بعد… أما زلتم تعبدون هُبل ..؟؟
أأنتم عرب لا والله .. في شرايينكم النجسة تجري دماء بني قريظة وبني النضير .. انتم بلا شك احفاد بني قينقاع ..
نصرتم يهوَه وخذلتم الله
وأغمضتم أعينكم عمّا تقاسيه غزّة التي تقاتل باللحم الحي تحت الحصار الذي تساهمون بتضييقه عليها .. انتم من قال عنكم إمام المتّقين : لم ينصروا الباطل ولكنهم خذلوا الحق ..
ماذا قدّمتم للعرب ..؟؟عقدتم إتفاقيات الخزي والعار من كامب ديفيد إلى وادي عربة ألى أوسلو … هذا سوى الإتفاقات الخفية غير المعلنة …
فتابعوا صمتكم .. وأقطعوا نهر المال الذي تُغرِقون به أذنابكم .. هؤلاء الذين يزعمون أن ما حصل مسرحية ..!!
ما أروعها من مسرحية .. مسرحية تتخللها مشاهد مبهِجة ..
مشهد الصهاينة الرعاديد الذين كانوا يهرولون للأختباء وناتنياهو الذي يطلب المعونة ليخرج آمِنا من حُفرة الإجتماعات ، مشاهد مضحكة رأينا فيها الكيان الهزيل .. البعبع المخيف كيف اهتز رعباً وذعراً امام الأسد الإيراني .. وصدق سيد المقاومة حين وصفه بأنّه أوهن من بيت العنكبوت ..نمر من ورق .. نعم مسرحية كوميديّةبأمتياز لنا ولكنها كانت بالنسبة للصهاينة تراجيديا حقيقية ..!!
كم تمنينا لو انكم قدمتم لنا مثل هذه المسرحية .. أو حتى مشهد صغير مقبول منكم .. هذه الليلة الإستثنائية في تاريخ العرب المترع بالهزائم والإنكسارات تُسمٌونها مسرحية .. ليلة زلزلت الكيان اللقيط وهزّت العالم والغرب وأميركا .. والأعلام العالمي يتحدث عن وقعِها وتاثيرها والمتغيِّرات التي ستنتج عنها ويصفها بأنها حققت النجاح الإستراتيجي لإيران وإنتكاسةكبرى لإسرائيل وانقسامات داخلية وخسائر مادية باهظة ..!!
بالفعل أنكم تعانون من أمراض نفسية ..!!إحساسكم بالدونية وعُقد النقص وأحتقار الذات يجعلكم تتماهون مع قاتلكم وتؤلِّهونه وتقدمون له فروض الطاعة ..

لم نتوقع منكم أي موقف بطولي ينم عن الإنتماء والوطنية ولكن على الأقل كان بإمكانكم ان لا تسمحوا لحلفاء العدو بالتصدي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية الشريفة من اجوائكم .. أو على الأقل أن تُصدروا بياناً مؤيداً لحق أيران بالرد على الإعتداء على قنصليتها ..
يا أخوة يوسف ..
تركتم فلسطين وحيدة وتخليتم عن كل مسؤولياتكم الدينية والشرعية والأخلاقية والدينية ورميتم رايتها !!
هذا ما فعلتموه..!!!
وهذا ما فعلته
الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. رفعت الراية التي تخليتم عنها واحتضنتها …
راية تحرير فلسطين ودعم كل من يدافع عنها .. وقدّمت كل ما عندها من أجل هذا الهدف المال والسلاح والتدريب والخبرات وعلمها المتطور وخيرة شبابها والشهداء ..
إيران الثورة الإسلامية التي غيرت وجه المنطقة .. الثورة على الظلم والقهر والطغيان ..إيران نصيرة الحق والعدل .. والتقدم العلمي المترافق مع الإيمان وصدق العقيدة ..
هي القادمة من حضارتين عظيمتين .. حضارة فارس وحضارة الإسلام…… وأيران وعبر تاريخها الطويل لطالما قدّّمت للعرب..
في الماضي والحاضر ..

قبل الإسلام وبعده .. فعند فتح بلاد فارس أندهش العرب لعظمة هذه الإمبراطورية وما شاهدوه لديها من تقدم وحضارة وعمارة لم يشهد مثلها إبن الجزيرة العربية ، فاخذوا عنها كل النُظُم الأدارية لتأسيس دولتهم الفتِيّة ، من وزارات وإدارات ودواوين، وما زلنا كعرب نستعمل هذه المفردات الفارسية المعرّبة مثل وزارة ،ديوان ،وزير ،وغيرها الكثير .. حتى نظام البريد اخذناه عنهم وما زلنا نستعمل كلمة بريد الفارسية .. وكذلك المأكولات والحلوى والمشروبات ، وأثاث القصور ونسق العمارة ،كلها هدايا إيران قبل الإسلام … وبعد الفتح ودخولهم في الإسلام هاجرت ألاف القبائل العربية واستوطنت فارس فأمتزج الدم الفارسي النبيل بالدم العربي الشريف وتتوّج هذا التمازج العظيم بزواج الأمام الحسين عليه السلام بالإميرة(شاه بانو) والتاريخ يذكر لها إسم آخر ( شاه زنان)أبنة يزدجرد الثالث ، آخر الاكاسرة .. ليكون هذا الزواج بادرة لزوال العنصرية وتثبيت لقيَم الأسلام الأنسانية من مساواة بين الناس وبأن لا فرق بين عربي واعجمي ألّا بالتقوى .. وكان نتاج هذا الزواج الأمام السجاد علي زين العابدين عليه السلام الذي أُطلِق عليه إسم إبن الخيرَتَين ، خيرة فارس وخيرة العرب …
ولإيران أسبقية في تشييد البناء الحضاري للدولة الإسلامية التي كانت نتاجاً لهذا التمازج بين الشعوب التي دخلت في الإسلام ونقلت معها ثقافتها وعلومها ،سلسلة طويلة من العلماء والأطبّاء والفلاسفة الذين نفتخر بهم ونباهي بهم الغرب لما قدّموه من نتاج فكري عظيم للعالم كله كانوا من أصول فارسية ، كالخوارزمي وابن سينا والفارابي والرازي وجابر بن حيّان وغيرهم الكثير ومن الفقهاء وعلماء الحديث والائمّة رضي الله عنهم ،أبو حنيفة النعمان ، الليث بن سعد ،مالك بن انس ، الشافعي ، أبن ماجة ، الترمذي ، وأصحاب الصحاح ، مسلم والبخاري ، وفي اللغة سيبويه وإبن فارس والزمخشري والعديد من الذين حملوا اللغة العربية على اكتافهم ، حتى أن إبن خلدون يقول عن هذه الظاهرة: من الغريب أن حَمَلَةْ العلم في الدولة الإسلامية معظمهم من العجَم . والرسول (صلعم ) قال :لو كان العلم في الثريا لطاله رجل من فارس ..
حتى قرأننا الكريم يحتوى على اكثر من مئة وعشرين مفردة فارسية معربّة .. اثّروا وتأثّرو ..فلغتهم أيضاًتلوّنت بمفرداتنا العربية القرأنية ..
فكفاكم أفتراءات وتشكيك بنوايا هذه الدولة العظيمة التي وهبتنا أفضل ما لديها وما زالت حتى اليوم تقدم التضحيات من اجل العرب والإسلام ، وتضع تحرير فلسطين في اولى أولوياتها .. كفاكم تبخيساً لحقِّها وفضلِها .. لا يمكن لكلامِكم المحبِط والمثبِّط للهِِمَم أن يُلغي روابط الدم والتاريخ والثقافة والدين ..
ليتكم يا عرباننا تصابون بعدوى الكرامة والعزّة وصدق الأيمان .. ليتكم تنتفضون على ضعفكم وتبعيتكم ومصالحكم الخاصة وتقتدون بما فعلته أيران من اجل فلسطين … إيران الوعد الصادق والنصر القريب بإذن الله..

 

شاهد أيضاً

الشيخ الرشيدي:”متمسكون بخيار المقاومة والبندقية، سبيلًا وحيدًا لاستكمال تحرير الأرض والمقدسات”

أكَّد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ خضر الرشيدي: “أننا، كوننا لبنانيين، لا …