ملحمة المخلافة سواخ-كعيدنة

للشاعر والأديب إبراهيم القيسي.

المِخْلَافَةْ(سوَّاخُ كُعِيدِنَةْ)
من ٤٠٠ – ١٠٠٠ ه‍

سوَّاخُ أنتِ السَّما والأرضُ والدَّارُ
مخلافةٌ دربُها حكمٌ وإعمارُ

أنتِ كعيدنةُ الغرَّاءُ كمْ سكبتْ
بمجدِكِ الحرِّ في التَّاريخِ أنهَارُ

مخلافةٌ رمزُها صقرٌ وجنبيَةٌ
سَيفٌ صَقيلٌ وذَا اسمُ اللَّهِ معطارُ

واسمُ النُّبيِّ معَ اسمِ اللَّهِ منتظمٌ
أدحَى التَّواقيعَ فوقَ الصَّخرِ مسمَارُ

عليكِ عمَّتْ نقوشُ القومِ وارتسَمتْ
حكايةٌ كمْ لهَا في القصِّ أسمَارُ

النَّحتُ يحكي تراثاً عامراً عبقاً
مشجَّراتٌ تواريخٌ وآثارُ

أثمرتِ أرضَ حجورٍ كلَّ مفخرةٍ
لكِ الحقولُ بساتينٌ وأزهارُ

أعمرتِ فوقَ رُبَى أنحائِهَا قِبَباً
لهَا بوجهِ المدَى شمسٌ وأقمَارُ

أشبعتِ أنحاءَهَا حرثاً ومزرعةً
فانداحَ من دوحِهَا طَلٌّ وإثمَارُ

عانقتِ قيسَ حجورٍ عندَ مرحلةٍ
من الزَّمانِ فجاءَ الغيثُ مدرَارُ

ظلَلْتِ في الرِّحلةِ العليَاءِ مورقةً
وصقرُ نبلِكِ في الأجواءِ طيَّارُ

كمْ في تهامةَ من عبسٍ إلى حرضٍ
من حيسَ حتَّى سمَا كحلانَ أسوَارُ

كمْ دانتِ الأرضُ للحكَّامِ كيفَ سَمَا؟
في دارِ حكمِكِ في الآفاقِ أحرَارُ

قالوا حجورٌ ومنْ همدانَ قد بَسَقتْ
دوحاتُ قيسٍ لهَا في الرُّوضِ أدوَارُ

من مَهدِي حتَّى صلاحِ الرََابعِ انطلقتْ
مواسمُ الفجرِ في أفلاكِهَا دارُوا

هُنَا سعيدٌ وهذَا أسْعَدٌ وأتَى
قيسٌ وقيسٌ لهم حقلٌ وأشجَارُ

مَنْ ذَا ؟ جُرَيشٌ عظيمٌ واسمُهُ عُمَرٌ
وذَا صَلاحُ ابنُهُ مدٌّ وإبحَارُ

إليكَ أحمدُ فاشربْ من جداولِهِ
محمَّدٌ كمْ لهُ في العدلِ مشوَارُ

لا تسألَنَّيْ عنِ الأردافِ كمْ رجلٍ
قدْ بايعُوا الحقَّ همْ جيشٌ وأنصَارُ

من قرنِكِ الرَّابعِ الهجريِّ أزمنةٌ
صارتْ إلى الألفِ تروينَا وتختَارُ

جريشُ وجهُ الضُّحَى تيجانُهُ انطلقتْ
تدفِّقُ العِزَّ ذَا عزمٌ وإصرَارُ

كانَ الكبيرُ رئيسٌ حاكمٌ فَطِنٌ
أجدادُهُ في مناطِ الشَّرعِ أخيَارُ

من مِيْدِيْ حتَّى زبيدَ العلمِ أغنيةٌ
كانتْ لهُ سحبٌ كبرَى وأمطَارُ

سَلنِيْ كثيراً عن المقدامِ سوفَ ترَى
مالا تراهُ ونهجُ الحقِّ دوَّارُ

لهُ الرِّئاسةُ في مخلافِ مخْلَفَةٍ
عدلٌ قضاءٌ وإصلاحٌ وإقرَارُ

كانتْ لهُ من حِمَى أجدادِهِ دولٌ
قدْ بوَّأتْهُ لعرشِ الحكمِ أقدَارُ

ظلَّتْ لهُ وجهةُ القيسيِّ أرصِدةً
من الحضَارةِ للأمجادِ إصدارُ

سَلْ عنْهُ خارطةَ الأقَيالِ من كثبٍ
وأمعنِ الَّلحظَ إنْ ثجَّتكَ آثارُ

الصَّخرُ يشهدُ والآكامُ راقصةٌ
صدعُ الجبالِ لها جهرٌ وإضمَارُ

من لي بوجهِ تلالِ الأرضِ حينَ سَمَتْ
بقدرِهِ وأتَى صبحٌ وإسفَارُ

نِعْمَ البِحارُ محيطاتٌ لهُ انتظمتْ
وتَا الفتوحُ لهُ ريحٌ وإعصَارُ

كانتْ مواسمُهُ إشراقُ محكمةٍ
دستورُهَا من سنَا القرآنِ مدرَارُ

وكلَّمَا جاءَ من أجيالهِ ثِقَةٌ
أحنَتْ عليهِ من العلياءِ أقمَارُ.

كُتبت في ١٣/٤/٢٠٢٤م

جميع الحقوق محفوظة-مجلة كواليس ©️
تاريخ النشر ١٨/٤/٢٠٢٤م
قصيدة الشاعر والأديب إبراهيم القيسي/اليمن/حجة/كعيدنة/سواخ.

شاهد أيضاً

حملة ضد منصة التيكتوك لاتباعها أسلوب الخصخصة

بقلم الاديبة. زيزي ضاهر هناك ظاهرة غريبة ومخيفة تحصل حين تشعر وتقرأ أن منصة من …