نعم كان الرهان على صحوة الأمة .

✒️ فؤاد يحيى الموشكي*
لقد تحرك المجاهدون في السابع من أكتوبر في عملية طوفان الأقصى وجرعوا الصهاينة الهزيمة والمهانة التى شاهدها العالم بأسره وكان من ظمن أهداف هذه الملحمة أن تعيد الروح لشعوب الأمة التي نخرها اليأس والخنوع والذل لكن ومع مرور أكثر من ستة أشهر وبالتحديد مايقارب 192 يوما خاضها المجاهدون الفلسطينيون في بقعة أرض صغيرة ومقاتلين لا يتجاوزون الالاف أمام أكثر جيوش العالم حداثة ومن خلفة مايسمى القوى العظمى وأكاد أجزم أنه كان الرهان على تحرك شعوب الأمة وإجبار دولها على الوقوف الفعلى مع الشعب الفلسطيني ..
لكن خيبت الأمة هذا الرهان الإ عدد من الحركات والفصائل التي بذلت مابإستطاعتها في هذه المعركة المقدسة…
أكثر من ستة أشهر وشعوب الأمة لم تتصاعد مواقفها مع مرور الأيام وتزايد عمليات الإجرام الصهيوني من قتل وتدمير وتشريد وتجويع ..
وحدهم مجاهدو وأبناء غزة خاصة وفلسطين عامة تحملوا تبعات هذا الخذلان من الأمة المتخاذلة الخانعة الإ من فئة قليلة وقفت الموقف الديني والقومي والإنساني ..
نعم حتى المصالح الصهوينية والأمريكية في المنطقة لم تتأثر بحجم ماكان يتوقع من شعوب الأمة..
فالسفارات الصهوينية والأمريكية لا زالت في منطقتنا العربية والإسلامية ولم يصبها حتى خدش واحد والقواعد الأمريكية لا زالت مستقرة وبكامل فاعليتها في المنطقة .
وأثبتت الأيام والشهور الماضية أن الوقفات والمظاهرات السلمية لا تنتزع أو تجبر الحكام على تلبية مطالب شعوبهم بالوقوف صفا واحدا في هذه المعركة..
وقد أثبتت الأيام أن البيانات والوقفات والتظاهرات السلمية الهزيلة والأنشطة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل لا تفيد في إنتزاع الحقوق وفرض المطالب الشعبية (هنا أقصد بالتحديد شعوب الأمة التي تحتضن المصالح الصهوينية والأمريكية) بل هي قوة الشعوب التي بواسطتها ستطرد كل القواعد الأمريكية من بلدانها وستغلق كل سفارات الصهاينة فيها وستجبر حكامها للانصياع لإرادتها في دعم معركة طوفان الأقصى وأبناء فلسطين..
لكن لا حياة لمن تنادي شعوب أغلبها خاضعة ذليلة منهزمة ميتة لم يعيدها للحياة هذا الانتصار الكبير في السابع من أكتوبر وحتى بعد مرور هذه المدة الكبيرة ورؤيتهم مدى الوحشية التي يمارسها الصهاينة في حق إخوانهم الفلسطينيين أمة في غالبيتها ميت الإ قلة قليلة مؤمنة متمسكة بالجهاد والنضال وقضايا الأمة والذي وبعون الله سيكون الإنتصار والعزة للأمة بأيديهم ولا نامت أعين الجبناء…

شاهد أيضاً

السلاح المتفلّت كالخطاب المتفلّت: وجهان لسياق واحد

حسن علوش  إذا كان السلاح المتفلّت في مختلف المناطق اللبنانية هو وجه من أوجه تحلل …