مؤسسة عامل مدرسة لبناء الإنسانية

رفعتابراهيمالبدوي

بيروت في 2020/11/14

ان تظفر مؤسسة لبنانية مدنية عاملة لخدمة الانسان انطلاقاً من مبدأ الانسانية البحتة دون اي تمييز طائفي او مذهبي او عرقي بشرف عضوية اللجنة التنفيذية للمجمع الطبي العالمي وبأعلى نسبة اصوات وبتأييد دولي فهو ليس فوزاً يخص مؤسسة “عامل” فقط انما هو فوز للبنان بكل اطيافه عامة ولكل القيمين على المؤسسة والعاملين والمتطوعين فيها بصورة خاصة اولئك الذين نذروا انفسهم لخدمة الانسانية دون اي مقابل المترفعين عن اية حسابات شخصية اوسياسية طائفية.

فوز “مؤسسة عامل” بعضوية اللجنة التنفيذية للمجمع الطبي العالمي هو ثمرة طيبة انتجتها شجرة خيّرة بادر الى زرعها وسقايتها وتنميتها صاحب الأيادي البيضاء الدكتور”كامل مهنا”.
فوز”مؤسسة عامل” هو فوز لمؤسسة مدنية نابعة من الذات الانسانية لا تتبع لأي دولة من الدول وبدون منة من أي جهة داخلية كانت ام خارجية بل انها تعتمد على تنمية ثقافة الذات الانسانية،
انه فوز للاجيال التي تربت على ثقافة تنمية الانسان متخذة من بوصلة مؤسسة عامل الوجهة الصحيحه المؤدية الى مصالحة الانسان مع الانسانية من خلال العمل التطوعي وبتقديم المساعدات الطبية للمجتمع حتى في حالات الحرب وفي المناطق النائية.
انها الاجيال التي تعلمت في كنف مؤسسة عامل وتطوعت للعمل بصمت هادف الى توفير العناية الصحية للانسانية اولاً و للمجتمع بكل الوانه واطيافه محققة النتائج الباهرة، اولئك هم صفوة الاجيال التي ترسخت وتمرست بثقافة الايمان بالانسانية وبتطوير الخدمات الطبية للانسان ليس على مساحة الوطن فقط بل اينما وجد الانسان وفي العالم كله متسلحة برسالة نبيلة خالصه تمنح الانسان حقه بالعناية الطبية وبتأمين بالحياة الكريمة.

هذه هي “مؤسسة عامل” التي لم تدخل يوماً بازار الانتماءات السياسية محجمة عن اعتاب السياسيين ولم تلجأ الى قرع ابواب السفارات طمعاً بمال او بمساعدات مشروطه ليبقى العطاء الانساني التطوعي الخالص سمة المؤسسة وتأشيرة الدخول اليها من البوابة الرئيسية.

ان “مؤسسة عامل” استطاعت ان تجعل من العمل التطوعي المنطلق من الذات بدافع الانسانية المشبع بالقيم وبالتربية المدنية التي هجرت الفساد والمحسوبيات ونذرت نفسها لخدمة الانسان اللبناني خاصة والعربي عامة، ما اسهم في غرس شجرة مثمرة في المحتمع المدني اللبناني وباعطاء الصورة الحقيقية عن المجتمع في لبنان.
ليس من السهل تحقيق نجاح مؤسساتي على المستوى الداخلي و العالمي خصوصاً أن هذا النجاح جاء نتيجة تصميم ومقاومة منظومة افسدت في وطن ملأته اوكار الفساد والسلب والنهب وباتت تتحكم به من خلال شبكة فاسدة ومفسدة ادخلت ثقافة الفساد الى كل مرافق الحياة وجعلت من الانسان سلعة للمتاجرة وهجرت الضمير الانساني وجعلت من الحياة في لبنان جحيماً لا طاقة للانسان على تحمله.

لكن فوز “مؤسسة عامل” اتى ليشكل شعلة مضيئة وسط عتمة حالكة اصابت الوطن، ولتمنح الامل في زمن فقد الانسان اي امل يرتجى، ولتمنح الخير كل الخير في زمن قل فيه الخير، واعطت للاجيال الواعدة بالطاقات المنتجة وبفعالية وبصمت بعيداً عن الاستعراض فرصة ثمينة لتقديم الصورة الحقيقة والمثال البهي لدور المجتمع المدني في تطوير الانسان وثقافته الوطنية بتعزيز مفهوم المواطنة الحقيقية البعيدة عن اي اصطفاف طائفي او مناطقي الغير مرتبطة بأية سفارة وبأي جهة سياسية داخلية كانت ام خارجية.

في الختام
نتقدم من مؤسسة عامل ممثلة بمؤسسها ورئيسها الدكتور كامل مهنا بالتهنئة لهذا الانجاز الوطني الكبير وبالعرفان بالجميل لكل العاملين والمتطوعين في المؤسسة اولئك الذين قدموا للانسانية ابهى صور التضحية لتشكل مؤسسة عامل مفخرة يعتز بها كل مؤمن بخدمة الانسان و الانسانية وبأكمل صورة.
نفخر ونعتز بمؤسسة عامل لانها منا واشعرتنا باننا منها ولانها اضحت كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ انبتت ثمرة طيبة أَصلها ثابت وَفَروعها اينما وجد الانسان.

شاهد أيضاً

البعريني: “نعمل مع رئيس ميقاتي ومولوي على إعادة اللبنانيّين العالقين في قبرص”

عُقد لقاء موسّع في بلدة ببنين في محافظة عكار تضامنًا مع اللبنانيين العالقين في جزيرة …