المرورُ السريع للوقتِ في حالاتِ القلقِ والخوف

✍ بقلم الدكتور جمال شهاب المحسن*

بمناسبة ذكرى إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية الأليمة في 13 نيسان عام 1975 ( تِنذكِر وما تِنعاد ) أقول :

إنَّ الوقتَ هو العاملُ اﻷكثرُ أهميةً في الحياةِ العملية ، ولكنْ قَلّما تَفَكَّر اﻹنسانُ في حياتهِ اليومية في ماهيةِ وحقيقةِ الوقت وكيف يمرّ .. وفجأةً يتحسّر عليه !!!!!

ولقد علَّمَتْني تجاربُ الحياة أن اﻹنسان حينما يكونُ في حالة القلقِ والخوفِ والحروبِ الداخلية على أنواعها ﻻ يشعرُ بعاملِ الوقت إلا بشكلٍ محدود ….

وهنا أشيرُ إلى أن أيَّامَنا خلال الحرب اللبنانية الطويلة التي بدأت عام 1975 وتوقّفتْ في أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، ومع كل ويلاتها ومآسيها ومُحزِناتها ، مرَّت علينا مروراً سريعاً بحيث أننا لم نشعُرْ فيها بعامل الوقت إلا قليلاً وبشكلٍ محدود …..

وكوني قد بحثتُ في أسباب ومسارات ونتائج هذه الحرب الأليمة أكاديمياً تبيّن لي ومن خلال الوثائق والأدلة الدامغة أن العدو الصهيوني و الولايات المتحدة الأميركية هما اللذان فجَرا هذه الحرب بهدف تفتيت لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات والإنقضاض منه إلى عموم المنطقة كلها وتصفية القضية الفلسطينية .. إنه مخطط جهنمي بشِع ، ولذلك كان للرئيس الراحل القائد خالد الذكر حافظ الأسد رحمه الله الرحمن الرحيم والسلام لروحه الطاهرة وباستشرافه الإستراتيجي الدور الإنقاذي الكبير لإيقاف هذه الحرب اللعينة إنطلاقاً من حرصه الشديد على العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان وعلى الروابط الأصيلة والوثيقة بين الشعبين ومن وجهة نظره للمصلحة العليا للأمة في مواجهة أعدائها .

وفي كل الأحوال فإنَّ أوقاتنا وحياتنا كلها بَِيدِ الله سبحانه وتعالى .. وسنُسألُ عن أعمارِنا فيما أفنيْناها وعن صُحْبةِ ساعة كيف أمضيناها وعن طاقاتنا الفكرية والروحية والجسدية وكل عطاءاتنا …

طابتْ أوقاتُكم بكلِّ خيرٍ وبَرَكَةٍ ونَباهَةٍ وحيويةٍ ونشاط .

*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …