لم يكن سوى كتاب

زاهر العربضي


لم يكن سوى كتاب، قبل أن يطوي صفحته الأخيرة، طوى معه عالم قديم. وفتح عينيه على عوالم أخرى لنوافذ بمشاهد مختلفة.
في زمن أصبح الكتاب لغة عتيقة، لغة لا يقرأها الناس.
كان الصمت قد تعتق في جسده، والجرح تعمق في روحه، ولم يبق له سوى الألم. حين سقط الأفق خلف الغيوم الخريفية، مشى وحيداً بين الاوراق المتناثرة. رأى الأشياء بخلاف ما كان يراها. كانت تبدو له كالذي يلبس نظرات شمسية.
الاحداث المسجونة في ذاكرته، تنهك خلاياه. وهو ما زال على الضفة الأخرى. أقدامه في وحل الماضي ونظراته تلوح الى الاقاصي.
الزورق الذي يبحر في عتمة البحر، يخفت نوره الضيئل تماماً،
الكتاب الملعون، من غبار وحبر باهت ورائحة الورق كبخور شعوذات.
الصفحة الاولى، كطقوس السحر من بلاد سحيقة. يرسم ظلال على حائط الغرفة. وعلى السطر ما قبل النقطة الاخيرة، شبح السؤال،
من أنت ؟
جثتك المرمية على الفراش، يدك المرتخية خلف الباب، عيناك في غفوتها الابدية، بقايا رائحة جسدك المتعفن، رقصة الموت.
وتستدرك وتتحسس وجهك تتأكد أنك مازلت تتنفس، يشيح نظراتك الى الخارج، ظل أشجار ونباح كلب بعيد، ونار في الداخل تتراقص على موسيقى المطر الخفيف.
ترتجف الاوراق بين يديك، وتبتسم ابتسامة حمقاء، كأنك تداعب الخوف، وتكمل في رحلتك.
نفايات بشرية، هنا مات كثر، وكانت الفاجعة الكبيرة. ماذا تريد أن تعرف ؟
يكتب السؤال على حائط غرفتك.
خذ قسطاً من الراحة، كأي محارب،
الساعة الخامسة صباحاً ما بين ليل ونهار، ما زالت الدنيا ليلاً ولم يحن الصباح بعد.
أنتظر الشمس حتى تشرق، وأحتسى فنجان قهوة، البن يطرد الاشباح لم يقل لي ذلك احداً هكذا قررت.
أصلاً كل القصص التي أعرفها لم تكن سوى ترهات، خرافات سمعتها كما سمعها غيري،
كنت أصدقها وأشك بها في نفس الوقت، كنت أترك فسحة للروح في وجودي، وفسحة للخيال في تفكيري. لا احب المعادلات الرياضية والاشكال الهندسية…
في اليوم التالي، كنت على ما يرام، القهوة طردت الافكار السيئة، وغفوت قليلاً كأنني عدت من معركة شرسة وأنتصرت بجرعة زائدة من هرمونات التفاؤل.
هل تعلم ما الذي يجعلني أن أكتب،
الحزن ليس أمراً عابراً، وحالة سلبية. الحزن كما الفرح كما الجوع…
فيه سرٌ يرحل معنا


لم يكن سوى كتاب، قبل أن يطوي صفحته الأخيرة، طوى معه عالم قديم. وفتح عينيه على عوالم أخرى لنوافذ بمشاهد مختلفة.
في زمن أصبح الكتاب لغة عتيقة، لغة لا يقرأها الناس.
كان الصمت قد تعتق في جسده، والجرح تعمق في روحه، ولم يبق له سوى الألم. حين سقط الأفق خلف الغيوم الخريفية، مشى وحيداً بين الاوراق المتناثرة. رأى الأشياء بخلاف ما كان يراها. كانت تبدو له كالذي يلبس نظرات شمسية.
الاحداث المسجونة في ذاكرته، تنهك خلاياه. وهو ما زال على الضفة الأخرى. أقدامه في وحل الماضي ونظراته تلوح الى الاقاصي.
الزورق الذي يبحر في عتمة البحر، يخفت نوره الضيئل تماماً،
الكتاب الملعون، من غبار وحبر باهت ورائحة الورق كبخور شعوذات.
الصفحة الاولى، كطقوس السحر من بلاد سحيقة. يرسم ظلال على حائط الغرفة. وعلى السطر ما قبل النقطة الاخيرة، شبح السؤال،
من أنت ؟
جثتك المرمية على الفراش، يدك المرتخية خلف الباب، عيناك في غفوتها الابدية، بقايا رائحة جسدك المتعفن، رقصة الموت.
وتستدرك وتتحسس وجهك تتأكد أنك مازلت تتنفس، يشيح نظراتك الى الخارج، ظل أشجار ونباح كلب بعيد، ونار في الداخل تتراقص على موسيقى المطر الخفيف.
ترتجف الاوراق بين يديك، وتبتسم ابتسامة حمقاء، كأنك تداعب الخوف، وتكمل في رحلتك.
نفايات بشرية، هنا مات كثر، وكانت الفاجعة الكبيرة. ماذا تريد أن تعرف ؟
يكتب السؤال على حائط غرفتك.
خذ قسطاً من الراحة، كأي محارب،
الساعة الخامسة صباحاً ما بين ليل ونهار، ما زالت الدنيا ليلاً ولم يحن الصباح بعد.
أنتظر الشمس حتى تشرق، وأحتسى فنجان قهوة، البن يطرد الاشباح لم يقل لي ذلك احداً هكذا قررت.
أصلاً كل القصص التي أعرفها لم تكن سوى ترهات، خرافات سمعتها كما سمعها غيري،
كنت أصدقها وأشك بها في نفس الوقت، كنت أترك فسحة للروح في وجودي، وفسحة للخيال في تفكيري. لا احب المعادلات الرياضية والاشكال الهندسية…
في اليوم التالي، كنت على ما يرام، القهوة طردت الافكار السيئة، وغفوت قليلاً كأنني عدت من معركة شرسة وأنتصرت بجرعة زائدة من هرمونات التفاؤل.
هل تعلم ما الذي يجعلني أن أكتب،
الحزن ليس أمراً عابراً، وحالة سلبية. الحزن كما الفرح كما الجوع…
فيه سرٌ يرحل معنا

شاهد أيضاً

طريقة عمل الفراخ البانية

المقادير 1/2 كيلو فراخ صدور فيليه 2 بيضة 3/4 كوب دقيق 1 كوب زبادي 1كوب …