🔴د. علي الجابري: فرنسا بين سكاكين الارهاب و”سكاكين ماكرون”

ما قامت به مجلة “شارلي أيبدو” الفرنسية من إساءة متعمدة ومقصودة ومتكررة لنبي الرحمة الرسول محمد (ص)، لن يكون آخر إساءة يلجأ اليها “اليمين الارهابي المتطرف”، الذي يهدف الى خلق فتنة كبرى، من خلال الاساءة الى نبي الاسلام تحت ذريعة “حرية التعبير”؟! وكان أجدر بالمسلمين جميعاً عدم الالتفات لهذه المجلة التي رفعت أسهمها وشهرتها من خلال التعرض لخير البشر!!

ومهما كان الموقف من هذه المجلة ، فلا ينبغي لأي أحد ان يدّعي الانتقام للأسلام والنبي عليه الصلاة والسلام من خلال قطع الرؤوس وأرهاب المدنيين العزل الذين لا علاقة لهم بتلك الصحيفة لا من قريب ولا من بعيد، كما لا ينبغي الرد على إساءة المجلة بإساءة أشد منها عن طريق قطع الرؤوس، لان تلك الجريمة أشد ضرراً على الأسلام والنبي محمد (ص).. وكان الاجدر بالمسلمين الرد على الفكر المتطرف بالفكر المعتدل الذي يعبر عن رفعة الاسلام، ولاشك ان هؤلاء الارهابيين من دعاة قطع الرؤوس لا يمتون للأسلام بصلة، بقدر ما كانت سكاكينهم تذبح المسلمين وتشوه دينهم!!

بالمقابل، لا يمكن ان نغفل سكاكين “ماكرون” التي ذبحت الوحدة الوطنية في بلاده بين المسلمين وغير المسلمين، فالجرائم التي إرتكبها بعض الارهابيين المتطرفين لا يمكن ان تمثل الاسلام والمسلمين، الذين تضرر الكثير منهم بهذا الارهاب الاعمى الذي لم يميز بين مسلم وغير مسلم، وما حدث في العراق وسوريا وغيرهما من الدول العربية، لهو اكبر دليل بإن الارهاب لا دين له.

فكيف لرئيس دولة مثل ماكرون ان يثير بخطاباته وتصريحاته غير المسؤولة الفتنة بين الاديان، وكأنه يعلن الحرب على الاسلام والمسلمين؟! وما كان يضيره لو انه قال انه يحترم حرية الفكر لكنه لا يميل لنشر اية رسومات تسئ للرموز الدينية الكبرى لانها تخلق فتنة لا يحمد عقباها ؟!

ولا ننسى ان إدعاءات ماكرون بإحترام حرية التعبير ودعمه لنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد ، تُدحض وتنتهي قيمتها اذا ما عدنا الى الوراء قليلا لنستذكر القمع الذي واجه به ماكرون وحكومته أصحاب “السترات الصفراء” الذين خرجوا للتعبير عن موقفهم الرافض لماكرون وحكومته؟! فالقمع الذي مارسته الشرطة الفرنسية شهده العالم بأسره طيلة أكثر من عام كامل.

وفي تاريخ الصحافة الفرنسية هناك الكثير من الشواهد حول معاقبة صحف قامت بنشر رسومات تسيئ لرموز الدولة الفرنسية؟!

ان فرنسا اليوم تأن من ثلاثية “شارلي ايبدو- الارهاب الاسلاموي المتطرف- ماكرون” التي خلقت الرعب والخوف وارتفاع العداء بين المسلمين وغيرهم.

وباريس لا تستحق سكاكين الارهاب ولا “سكاكين ماكرون” التي زادت الطين بلة ورفعت مستوى الكراهية والدعوات الى الانتقام التي أستغلها “الاسلامويون المتطرفون” للعودة الى الواجهة بتقديم انفسهم كمدافعين عن النبي (ص)، وكان الاجدر بماكرون ان يضع يده بيد عقلاء المسلمين لمحاربة التطرف والارهاب، في ذات الوقت الذي يعلن فيه عن رفض دولته الاساءة للنبي محمد، حتى وإن لم يمنع الرسوم المسيئة، وذلك أضعف الايمان!!

باريس _ عيسى ريشوني

شاهد أيضاً

يشترونه وكأن نهاية العالم غدا”.. هذا ما يفعله الصينيون بأسعار الذهب في العالم؟!

يقبل الصينيون على شراء الذهب بكميات كبيرة بعد تراجع ثقتهم في الاستثمارات التقليدية مثل العقارات …