استطلاعات الرأي تحسم بمنهجيّة علميّة نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة لصالح الديمقراطي بايدن ولن تقع المُعجزة الربانيّة التي ينتظرها الجمهوري ترامب

واشنطن ـ “رأي اليوم”:


لم تعد استطلاعات الرأي ترحم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبدأت تمنح الفوز الواضح لغريمه الديمقراطي جو بايدن بمعدل يتجاوز سبع نقاط في أسوأ الحالات، وبدأ خبراء السياسة الأمريكية يتحدّثون عن نهاية عهد ترامب واستبعاد حدوث المعجزة “الربانية” التي يعتقد فيها أنصار المرشح الجمهوري بل وترامب نفسه.
النظام الانتخابي الأمريكي
ويعتمد النظام الانتخابي الأمريكي “الناخبون الكبار” وهو مخالف للأنظمة الانتخابية في العالم. لا يعتمد نتائج التصويت المباشر بل نتائج تصويت حصة كل ولاية على حدة. وكانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قد فازت على مستوى الأصوات بأكثر من ثلاثة ملايين سنة 2016 ولكنها خسرت تصويت كبار الناخبين. ويرتكز مفهوم “كبار الناخبين” على منح كل ولاية نسبة معينة من الأصوات وهي الجمع بين عضوين في مجلس الشيوخ ثم نسبة الأعضاء التي لديها في مجلس النواب، ويتم تحديد النسبة الأخيرة حسب نسبة السكان في كل ولاية.
ويبلغ مجمع الناخبين الكبار 538، مائة تعود لمجلس الشيوخ و435 تعادل نسبة مجلس النواب بما فيها ثلاثة لمدينة واشنطن التي لا تعد ولاية. وتتوفر ولاية مونتانا قليلة السكان على ثلاثة ناخبين كبار بينما تصل كاليفورنيا الى 55 ناخبا كبيرا.
نتائج استطلاعات الرأي
وينشر موقع “ريال كلير بولتيك” كل استطلاعات الرأي منذ يناير الماضي حتى التي جرت أمس الخميس. ومع بعض الاستثناءات المحدودة، كل استطلاعات الرأي تمنح الفوز للمرشح جو بايدن بما يفوق سبعة نقاط في المجموع. وكان موقع راسموسين ريبورت المحافظ هو الوحيد الذي يمنح الفوز لترامب، وكان مشكوك في طريقة عمله ولكنه البارحة نشر استطلاعا يمنح فيه الفوز لبايدن.
وبعد استعراض كل استطلاعات الرأي واستعراض نتائج الولايات، تكون الخريطة الانتخابية على الشكل التالي:
ضمن المرشح الديمقراطي جو بايدن ضمانة مطلقة وبدون مفاجآت 183 صوتا من أصوات الناخبين الكبار التي تعود الى ولايات كاليفورنيا، نيويورك، نيوجرسي، ولاية واشنطن، نيوجيرسي، النويز، ماريلاند، أوريغون وهواي. ويكاد يضمن بما يفوق 85% حوالي 107 من أصوات الناخبين التي تعود الى ولايات مثل نيفادا وفيرجينيا وويسكونسن وبنسيلفانيا وكولورادو وأريزونا وأخرى. وقد يخسر ولاية أو ولايتين على الأرج، بمعنى لن ينزل عن 85 صوتا من أصوات الناخبين الكبار.
وضمن المرشح الجمهوري دونالد ترامب 60 صوتا لناخبين كبار تعود لولايات مثل ألاباما وميسيسيبي وكنتاكي وفيرجينيا الغربية وأداهو وداكوتا الشمالية ولويزيانا وأركنساس ولويزيانا. وهناك ولايات تميل إليه وقد يفوز بها ومجموع الناخبين الكبار هو 65 وتعود لولايات مثل ألاسكا مونتانا وداكوتا الجنوبية وميزوري وكانساس ويوتاه ونبراسكا وتينيسي.
وهناك تعادل وشكوك حول ولايات أخرى لم تحسم النتيجة فيها ويبلغ عدد الناخبين الكبار 123 وهي فلوريدا التي كانت جمهورية دائما، ثم تكساس وإيوا وكارولينا الشمالية وأوهايو وجورجيا.
المعجزة الربانية لن تقع
ويردّد ترامب أن هناك معجزة ربانية ستساعده على الفوز في الانتخابات، ولكن الرياضيات تكذّبه. ويحتاج الفائز إلى 279 صوتا من أصوات الناخبين الكبار للفوز برئاسة الولايات المتحدة. وإضافة إلى الأصوات المضمونة وهي 180، إذا فاز بايدن بالولايات التي يتقدّم فيها بشكل واضح على ترامب، فسيضمن 107 الأصوات ليكون المجموع هو 290 صوتا.
وكيّ يفوز ترامب، عليه إضافة إلى الولايات المضمونة، الفوز في الولايات التي تميل إليه ثم الفوز بالولايات المتأرجحة ثم ولاية كبيرة من ولايات التي تميل لبايدن. ولم يسبق لأي مرشح تحقيق مثل هذه النتيجة. وكان ترامب قد خلق المفاجأة خلال الانتخابات السابقة لأنه نجح في تقليص الفارق بينه وبين هيلاري كلينتون خلال الأسبوع الأخير، لكن هذه المرة هذا سيناريو لا يتكرر.
وعملت مراكز دراسة الرأي على إصلاح منهجية استطلاعات الرأي حتى لا ترتكب أخطاء مماثلة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأخذت بعين الاعتبار الحماس لدى كل الإثنيات للمشاركة المكثفة في التصويت. وتدرك أنها إذا أخطأت هذه المرة، ستفقد مصداقيتها وستفقد سوقا كبيرة سياسيا واقتصاديا.

شاهد أيضاً

معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة

محمد القيري خرجت مسيرات في جميع محافظات الجمهورية منذ صباح اليوم وحتى المساء نصرة لغزة …