الانتخابات الأمريكية 2020: هيرس دينمو بايدن.. الصفعة القاضية لترامب



*ترامب وصمة سوداء في السياسة الأميركية وبايدن يُبدي تجديداً*

§ أحمد موسى


*بدأ السباق على البيت الأبيض بجدية، وستكون لنتيجة الانتخابات العامة في الولايات المتحدة الأميركية تأثير في أنحاء العالم، خاصةً وأن ترامب أرهق العالم بـ”قراراته الجنونية وأكاذيبه” وفق ما وصفه منافسه بايدن خلال المناظرة الأخيرة*



*ترامب وذِروةِ فتكِهِ*
فمن حيثُ لم يَحتسب دولاند ترامب، او من حيثُ حَسَبَ مديرو حملتِه الانتخابية، أصيبَ الرئيسُ المنكِرُ لهذا الوباءِ في بدايةِ انتشارِه والمستخفُ بهِ في ذِروةِ فتكِه، اصيبَ وزوجتَه وحملتَه الانتخابيةَ والحالةَ السياسيةَ الاميركيةَ ومعهم العديد من البورصاتِ العالميةِ واسواق النفط.
بعد إعلان دونالد ترامب عن إصابته وزوجته والمقربين منه والعاملين معه في البيت الأبيض بفيروس كورونا، البيت الأبيض يقول “إن الرئيس الأمريكي يعاني من أعراض طفيفة وخبراء يحذرون من أنه قد يواجه حالة مرضية صعبة”.


*قلب المعركة*
هو الكائن برتبة فيروس، قلب المعركة الرئاسية الأميركية رأساً على عقب، وأعاد ترسيم خطوط السباق إلى البيت الأبيض، بسيناريوهات عدة، أحلاها مر، على ضفة الجمهوريين، مبقياً مصير الانتخابات ليس معلقاً على صحة الرئيس دونالد ترامب، إذ لم يرصد في التاريخ الأميركي تأجيل لها، حتى في عز الحرب الأهلية أو في الحربين العالميتين، وعليه فإن ترامب ومن الحجر في المستشفى العسكري، يناظر افتراضياً ويستعين بعصفور الزاجل للتواصل مع ناخبيه.


*النفس الأخير*
ترامب التقط أنفاسه، وكأنه “النفس الأخير” في معركته الرئاسية، يسير في “فراغ الوهم المزعوم لنتائجه مقطوع النفس”.
في أول مناظرة رئاسية بين ترامب وبايدن الذي صبّ جام غضبه على خصمه ترمب إهانات شخصية وصراخ صدح بين ترامب وبايدن.
ومناظرة يوم الثلاثاء الماضي، وقبل 27 يوماً من الانتخابات، أجواء واشنطن غلب عليها التوتر، وجلّ ما فيها أتت كما كان متوقعاً لها، فكانت صاخبةً بين ترامب ومنافسه بايدن الذي تقدّم عليه “هدوءاً” في وقت أن ترامب أثبت جنوناً وتهوّراً وعرض فوضوي، فكانت النتيجة وفق خبراء “أسوأ مناظرة في التاريخ”.


*الصفعة الأخيرة*
وعلى وقع الرفض الترامبي التعهد بنقلٍ سلمي للسلطة بعدما إمعانه فشلاً وراء فشل، فإن نائبة ومساعدة بايدن كاملا هيرس ستطل الإربعاء في حديث تلفزيوني تلفزيوني مطوّل سيكون أشبه بمناظرة
وأقرب إلى شرحٍ توضيحي لـ”المهزلة” التي عاشها الشعب الأميركي و”الكراهية” التي أسّس لها ترامب لأميركا مع شعوب العالم، وسيكون كلام هيرس بمثابة “الصفعة الأخيرة” لترامب.
وتهريجات ترامب وفشله وأكاذيبه التي اعتمدها طيلة توليه الرئاسة الأميركية، على شعبه، وإمعانه بتسويق العنصرية في آخر فصوله الحكمية الهشّة، لم تسعفه، فشنّ هجوماً على الصحافة التي اتهمها بـ”الفاسدة”.


*أسوأ المناظرات*
لقد جعل ترامب المناظرة بينه وبين منافسه وبايدن “إحدى أسوأ المناظرات في التاريخ”، جاعلةً من بايدن متعهداً لقبول النتائج الانتخابية، في وقت أن ترامب ستجده أكثر تسويقاً لفكرة “التزوير” قبل النتائج خوفاً مما هو متوقع، حيث سيطيح بايدن بترامب ليحصد أكثر من 85 بالمئة من الأصوات وفق استطلاعات الرأي العالمية المعتمدة، فأصاب ترامب في الصميم مقتلاً وأربكه.
*

تأجيل النتائج*
فتاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لم يشهد أي تأجيل من قبل، كما يُروّج له فريق ترامب الإنتخابي بإيعازٍ منه، لكن حالة من الشك وعدم اليقين تتزايد لدى الأميركيين هذه الأيام، بشأن مصير الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في ظل تبعات انتشار فيروس كورونا المستمرة.
ويعزز حالة الشك تلك تأجيل عدة ولايات أميركية انتخاباتها التمهيدية في الحزب الديمقراطي، كما ألغيت الفعاليات الانتخابية التي كان من المقرر أن يشارك فيها المرشحون للرئاسة، وهو ما يهدد المسار التقليدي لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لمنافسة الرئيس دونالد ترامب.
ويعتقد كثير من الأميركيين أن ترامب قد يقدم على تأجيل أو إلغاء انتخابات الرئاسة القادمة و/أو تأجيل نتائجها، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأن يستغل حالة الطوارئ الفدرالية في سبيل تحقيق ذلك.


*هيرس دينمو*
اهتمام العرب في انتخابات الرئاسة الأميركية لا يقل أهميّةً عن المتابعين لها خارجها (الولايات المتحدة) انطلاقاً على قاعدة معركة “نكون أو لا نكون”، وهذا ما لفتنا حضور المشاركين من خارج الولايات وللعرب تحديداً “دعماً وتمويلاً” لصالح المرشح جون بايدن وحملته الإنتخابية، من خلال التواصل مع مكتبه الإنتخابي، والأهم من نائبته “كامالا هيرس”، التي تعتبر “الدينمو وعصب نجاح بايدن في معركته الإنتخابية ضد منافسه ترامب”، وعليه فإن هيرس شكلت “حجر عثرة” أمام الحياة السياسية لترامب و”الضربة والشعرة التي قسمت ضهر ترمب ـ وحياته السياسية”.

*السياسة المتجددة*
وأمام مشهدية الصورة التي رسمتها كامالا هيرس لمسيرة جون بايدن، تعتبر “الصورة المتجددة” في الحياة السياسية الأميركية، داخلياً وخارجياً، وبالتالي تكون رسمت “خارطة طريق جديدة للسياسة الخارجية الأميركية”، وعليه، فـ”إن العرب يجدون في الثنائي بايدن ـ هيرس، علامة تحوّل واستقراء متجددة للمرحلة القادمة من السياسة الأميركية حول التعاطي السياسي والديبلوماسي مع العالم والعالم العربي”، وهذا ما يعبّر عنه رجل الأعمال اللبناني جهاد ياسين، حيث وجد في هذا التحول الأميركي “علامة إيجابية ونقطة بيضاء في صفحة سوداء قاتمة رسمها ترامب طيلة مسيرته الرئاسية والسياسية عامةً والسياسة الخارجية والعرب عامةً

شاهد أيضاً

حتى محكمة الجنايات الدولية قد تُتهمْ قريبا ب “معاداة الساميّة” !

د. جواد الهنداوي    أصدرت المحكمة ، في ٢٠٢٤/٥/٣ ، تحذيراً إلى الأفراد الذين يهددون …