في يوم زفافي، اقترب ابي منّي وهمس في أذني قائلا: ربيتك وصرفت مالي حتى صرتِ منتجة، عليكِ ان تستمري بإعطائي معاشك حتى لو تزوّجتِ. قلت له: نعم ولكنّني كدت اختنق. ظننت ان الموضوع انتهى هنا ولكن لا… لقد انتظر مجيء العريس مع أهله وطلب مني ومنه ان نكلمه على انفراد وقال له: انا من صرف المال لكي تصبح بنتي موظفة، انا أحقّ منك بمالها…

يا إلهي، لقد وضعنا نحن الاثنين بموقف لا نحسد عليه، لقد سحق كرامتي وقلّل من قيمتي أمام زوجي المستقبلي الّذي شعر بالاحراج والضّيق… فردّ: طبعا انت يا عمّي الأساس وتاج رؤوسنا… لقد دمّر يوم فرحي وأسس لشرخ كبير بين عائلتي المستقبلية وبين اهلي…

كانت أمي تردد قبل زواجي: من أين سنأتي لها بالنقوط (هدية الزواج)؟!!!! عليها أن تؤخر زواجها… اؤخّر زواجي وانا في سن ٣٢؟ لا اريد نقوطهما ولا شيئا منهما، كنت أريد بعض الاحترام والقيمة أمام زوجي…

رغم ان ابي كان موظفا بمرتب عالٍ ويملك ١٢٠ هكتارا من الاراضي، كنت انا واخواتي البنات نصرف مالنا في بيت اهلي دون شكر او امتنان وكأنه واجبنا نحن فقط… اما اخوتي الذكور فقد كانوا يحتفظون بمعاشاتهم ويدخرونها في البنوك بدعم من اهلي الذين كانوا يؤمّنون لهم كل شيء حتى أنهم باعوا قطع ارض ليساعدوهم في بناء بيوتهم وقد تزوجوا جميعهم بعمر اقل من ٢٥ سنة… من ثم حرمونا نحن البنات من الإرث واعطوا كل شيء للذكور…

بعد زواجي مباشرة، اخذ زوجي يذكّرني بما فعله ابي يوم زفافنا ويقلل من احترام اهلي ويسخر منا جميعا… كبرت مشكلتي معه ولم احتمل اساءته لي ولأهلي وكنت بين نارين… اعرف ان اهلي اساؤوا اليّ ولكنهم اهلي…

يا إلهي لقد انهدم زواجي وعدت إلى بيت اهلي ولكن ردة فعلي كانت قوية لدرجة انني تجرّأت على مواجهة ابي وامي ووضعت حدّا للاستغلال والتمييز من ثم تزوجت من رجل آخر وبنيت معه عائلة مرتكزة على الإحترام والتعاون…

إذا أتى الظلم والقهر من الاهل فلا عتب على الغرباء!!!! ان الاهل بتصرفاتهم هم من يعززون بناتهم مع الازواج وهم من يعرضونهم للاذلال والعنف…

حقي_إورث