هجوم على مستوطنة وأسر جنود إسرائيليين واقتحام الجليل واختراق الجدار الإسمنتي

صفي الدين: التفاف اللبنانيين حول المقاومة هزم أسوأ عدو.. سنمطر كيانكم بالصواريخ الدقيقة وسترونها

أحمد موسى
كواليس – اليومَ حكَوا بعضاً من أسرارِ الأرضِ التي تقدست بهم، وبعضاً من بأسِ أيارَ والانتصار، عادت “المروج” لتزهر أقحوانا في ربيع الانتصارات وكنف رجال أعاروا لله جماجمهم وتدت أقدامهم فخر الأعداء لهم سجدا وركع، ومن دماءهم نبتت فنمت أعمدتهم على وقع “العماد” بألف ألف عماد، اصطفوا فانحنت وريقات السنديان ولاحت غصينات الملول وحفيف أوراق الصفصاف وعود اللزاب ترحيبا وتهليلا بقدومهم، وعلى وقع أزيز رصاصهم وصدى قذائفهم وفوهات مدافعهم وهدير مسيراتهم ووقع أقدامهم تفجرت الأرض غضبا محاكاة على وقع تحرير فلسطين من المغتصبات والشتات لتعانق السماء صيحات تكبيراتهم لموعد مع مناورة الواقع القريب ذات يوم من أيام الله.

مناورة عسكرية ل”حزب الله” في الجنوب حاكت عملا افتراضياً ميدانياً، وعلى بعد قرابة 20 كيلومتراً عن الحدود مع فلسطين المحتلة، وحوالي 45 كيلومتراً هي مسافة خط النار التي تفصلها عن قلب الجليل السوري المحتل و170 كيلومتراً، يبعد الموقع العسكري التدريبي في بلدة عرمتى جنوب لبنان عن قلب تل أبيب.

من هذه المسافة غير البعيدة اختار حزب الله إبراز جزء قدراته العسكرية في “رسالة واضحة إلى العدو” من خلال مناورة بصنوف متعددة من الذخيرة الحية، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي وحشد إعلامي محلياً، عربياً ودولياً، تجاوز ال600 إعلامي وصحافي من مؤسسات إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة ومواقع إلكترونية.


مناورة جرت على وقع البث المباشر التلفزيوني، أرادها حزب الله هجومية حاكت فرضيات في جانيها اقتحام الجليل وكسر الجدار ومهاجمة المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان مروراً بأسر جنود من قوات الاحتلال الإسرائيلي ومهاجمة وتدمير الحواجز العسكرية وصولاً إلى السيطرة الكاملة.

 

المناورة التي شارك فيها قرابة 2000 عنصر وضابط ميداني من نخبة المقاتلين المتمرسين من وحدات “التدخل وقوة الرضوان” في حزب الله، بدأت باستعراض للقوة القتالية الفردية والخاصة وعرض للدراجات النارية، وكان لافتاً حضور سلاح الإشارة الذي تعتمد عليه المقاومة في عملياتها الدفاعية والهجومية كذلك القناصة الذين لم يخطئو أهدافهم، وأنظمة الدفاع الصاروخية ومدفعية الميدان وزرع العبوات الناسفة والتسلل وهجوم المشاة وتدمير الحواجز العسكرية والجدار الإسمنتي (في إشارة منه للجدار الإسمنتي على الحدود) في عرض دقيق جداً ومتميز فنا قتاليا هجوميا للأهداف، متقصدا إعطاء حيز كبير للطائرات المسيرة العسكرية التي كانت دقيقة بإصابة الأهداف الصغيرة والمتحركة داخل إسرائيل بحسب المحاكاة.

لم يكشف حزب الله أسرارا عسكرية، لكنه ذكر العدو بما يملكه من أسلحة خفيفة وثقيلة كراجمات الصواريخ وعربات مزودة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطيران وصواريخ مضادة للدروع ومدافع ثقيلة ميدانية وراجمات الصواريخ الثقيلة، فيما اختفت الصواريخ الدقيقة عن العرض، متوجهاً السيد صفي الدين للعدو قائلاً: “سيرى فعلها في قلب كيانه إذا ارتكب أي حماقة يتجاوز فيها قواعد اللعبة، نحن لا حاجة وضرورة لعرضها ولا حاجة ولا ضرورة ليراها الإسرائيلي الآن لأن العدو سيرى فعلها في قلب كيانه حين يرتكب حماقة يتجاوز فيها قواعد اللعبة”.
مناورة ذكرت ب”معادلة الردع” وأن لبنان لديه أأرضا “لا تزال محتلة”، والإستعراض حول الفرضية إلى واقع في معادلة ردع جديدة لتؤكد فيها المقاومة اليوم ثقتها بنفسها وقدرتها على تحقيق المعادلات في أسلوب جديد.

لقد أراد حزب الله في هذه المناورة على جملة من الرسائل منها للخارج على المستوى الإسرائيلي وتحذير إلى الأميركي دون صلة بالداخل اللبناني، وأن الحزب طور قدراته حتى أصبحت ليست فقط قوة دفاعية بل قوة “هجومية”، وأن هذه القوة “لا تستخدم إلا حيث يجب” لتكون تتويجاً في المصلحة اللبنانية.
لقد شعر العدو بالضيق بسبب التطورات الإقليمية والتقارب العربي-الإيراني وعودة سورية إلى الجامعة العربية، لذلك هذه المناورة أتت لتشكل رسائل كثيرة واضحة بالغة شديدة واضحة استخدام أسلحة يفهمها العدو الإسرائيلي، ومن يرى اليوم “جهوزية” المقاومة لا يستغرب عدم الجرأة في إسرائيل على القيام بأي عمل عدواني على لبنان.

23 عاماً على التحرير أعطى حزب الله عدوه جرعة تفكيرية مسلحة قد تتحول إلى واقع عسكري “إذا لعبت إسرائيل بالنار”.

في بقعة عانقت أجيالاً وأجيالا من قوافل المجاهدين وزفّتِ الشهداءَ والجرحى اصطَفَّت عدساتُ العالمِ لتشهدَ وتنقلَ الصورة، وباقلامهم تكتب بالحبر احرفا من قوة وبطش المقاومين، فكانت الرسائلُ المدويةُ تَنزِلُ كالصواعقِ على مراكزِ القرارِ في كيانِ الاحتلالِ وعلى رؤوسِ قادتِه منذرةً اياهُم بالأعظمِ وبالأشدِّ إيلاماً اِن اَخطاوا تقديراً او غامروا بغبائهم.

 

اعادة ذكرى التحريرِ والمقاومةِ التحيةُ للمقاومين على ما صَنعوه ُ فبادلوا التحيةَ بأحسن منها بعرضٍ عسكريٍ رمزيٍ امتدَ لساعتينِ امامَ مئاتِ الاعلاميينَ والصحافيينَ وكشفَ بعضاً من تقنياتِ وتكتيكاتِ المقاومةِ وحاكى اقتحامَ مواقعَ صهيونيةٍ ومستوطناتِ الاحتلالِ التي لن تَحمِيَها الجدرانُ ولا السواتر.

“إنها المقاومةُ التي لن تَتعبَ ولن تتتراجعَ، أكّدَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين خلالَ المناورةِ الرمزية، مؤكداً للاحتلالِ “الجهوزيةَ لاِمطارِه بالصواريخِ الدقيقةِ في حالِ فكرَ بكسرِ المعادلات”، إنه الردعُ الذي تصاعدَ ونما بالصبرِ والتضحياتِ والبصيرة، متكئاً على انجازِ تحريرِ الجنوبِ والبقاعِ الغربي في مثلِ هذا اليومِ قبلَ ثلاثةٍ وعشرينَ عاماً، وتكاملَ بخطابِ “بيتِ العنكبوت” للأمين العام لحزب الله في بنت جبيل والذي حفرَ في نفوسِ الصهاينةِ عميقاً وأورثَهم العُقدَ النفسيةَ ولا يزالُ يهز كيانَهم المؤقت.

صفي الدين

السيد هاشم صفي اهاشم أكد في كلمته، أن “ارادة اللبنانيين ووحدتهم وإلتفافهم حول المقاومة هزمت أسوأ عدو كان يظن نفسه لا يهزم وهنا على هذه الأرض التي سكبت فيها اطهر الدماء واثمرت تحرير ومنذ أيار 2000 بدأت كتابة التاريخ الجديد والمجيد للبنان والأمة بهزيمة العدو وصولا الى انتصار تموز 2006”.

ووجه رسالة “للعدو الاسرائيلي ان المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لم تتعب ولم تتراجع رغم محاولته اخضاعها، والمقاومة التي كانت في العام 2000 جيلا واحداً هي اليوم أجيال متعاضدة ومتشابكة تحت قيادة وقضية واحدة هي إلحاق الهزيمة بالعدو ومشاريعه”.

وشدد على أن “المقاومة على اتم الجهوزية الدائمة كما طلب السيد حسن نصر الله لمواجهة اي عدوان ولتثبيت معادلة الردع التي حمت لبنان وحمت ثرواته”.

وقال: “لرئيس وزراء العدو ولفريقه الفاشل نقول: راقبنا قدراتكم جيدا وعرفنا عجزكم عن احداث معادلة جديدة لهث لها نتنياهو، وفشل بفضل صمود الاخوة وانتصارهم في سرايا القدس وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين واذا فكرتم يوما بتوسيع عدوانكم للنيل من المعادلات التي صنعناها بدمائنا وقدراتنا فستشاهدون أياما سوداء لم تروا قبلها وسنمطر كيانكم بالصواريخ الدقيقة وسترون فعلها يومها”.

 

وتابع: “لا عدو لحزب الله في الداخل، وندعو اللبنانيين إلى الاعتماد على المقاومة في حماية لبنان وثرواته وسيادته، ونحن لن نتخلى عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وأجلا ام اجلا سنحررها بالمقاومة لانه لا قيمة للقرارات الدولية، فمن يعيد الحق هي المقاومة والقوة، والمقاومة اليوم هي قوة ممتدة ومحور كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقا من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذا الجهد الذي سبق وأطلقه الشهيد الحاج قاسم سليماني”.

وختم: “الأجواء الايجابية في المنطقة علينا الاستفادة منها في لبنان وليس هناك افضل من أن يكون للعرب عدو واحد هو الكيان الاسرائيلي”.

وسلم صفي الدين الى احد كوادر المقاومة بندقية الشهيد عماد مغنية لتكون في عهدة فرقة الرضوان.

وكانت الجولة انطلقت من بيروت باتجاه الجنوب بإشراف وحضور مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” الحاج محمد عفيف، الذي أكد أمام الوفود الإعلامية العربية والأجنبية واللبنانية والتي تجاوز عدد المشاركين 600 إعلامي “أن رسالة حزب الله والمقاومة من المناورة اليوم هي لتأكيد ثبات المقاومة في حماية اللبنانيين، والموقع التي نفذت فيه المناورة كان موقعا للعدو الاسرائيلي وأبدع فيه المقاومون في الاقتحامات حتى تحرر من رجسه مع تحرير العام 2000”.

https://youtu.be/_JrVYw2jmHs

 

شاهد أيضاً

السِت أم كلثوم في أغنية «ظلمنا الحُب» قالت :

  «أنا وأنت ..نسينا حتى نتعاتب ونتصالح ، وعز عليك تسيب العِند وتسامح ، وعز …