الكتاب يخترق الرصاصة



“كتبي، كتبي!” ضمت سارة كتبها بين ذراعيها بعمق. لم تكن يد أمها ولا سواعد أبيها لتحميها. تقول سارة: “لم أسمع في أذناي يومها، الا أزيز الرصاص وصوت جنازير الدبابات وهي تغادر حيّنا، وبعض كلمات كان جنود الاحتلال يرددونها لم أفهمها في وقتها. وفي ذلك الوقت أغمضت عيناي حتى أحفظ المشهد جيداً” .
تتابع سارة: “آخر صورة طبعتها في ذهني هي صورة بيتنا يتناثر قطعاً قطعاً وكان ذلك عام 2003. لم يكن انتقامي بالرصاص، فأنا لا أجيد استعمال السلاح! “
سارة اليوم تحمل درجة ماجيستر في اللغات، وتدرّس في أرقى جامعات كندا. تتذكر كلمات ذاك الجندي المدجج بالسلاح وتعرف معناها جيداً وتقول لزوّارها:” انا لن أعيد ما سمعت من ذلك الأخرق، ولكن علمتني جدتي قولاً أكرره دائماً: “بناء البشر قبل بناء الحجر، ابنِ انساناً تبني أوطاناً! “”

شادي القعسماني

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …