طقوس رمضانية ( مقاهي القاهرة زمان في رمضان ) …بقلم هبه عبد الفتاح

 

لقاهرة القديمة مليئة بالحكايات والأسرار ، ومعظم والمقاهى القديمة أحتوت على العديد من تلك الحكايات والأسرار منذ قديم الزمان إلي وقتنا الحالي ، فعرفت مصر الترفيه اللهو والمرح في المقاهي مع الفاطميين ثم الأيوبيين ، وبنى المصريون المقاهى وحافظوا على التراث ، وفي رمضان بالتحديد كانت له احتفالات متميزة في المقاهي ، و أناشيد ومدح وذكر ، وجميعها تختلف في المنهج وعمر كل مقهي عن الآخر، فمنها مقاهي المثقفين القدامي أمثال نجيب محفوظ ، وأخري مقاهي جديدة لا يسكنها إلا شباب هذا الجيل ، وكل واحد يحاول أن يستفيد بتاريخه الطويل ، فيعلق صور زبائنه سواء كانوا فنانين أو علماء وكتاب ومثقفين كي يفتخر بهم ويعرف باقي رواده عليهم.

فمازالت القاهرة ، العامرة ، الساهرة ، الساحرة ، لها من عبق الماضى و تاريخ يمتد لقرون من الزمان، وقد مر عليها العديد من الغزاة ، منهم من بنى وعمر ، ومنهم من خرب ودمر، ومع ذلك لم يستطيعوا إطفاء قناديل البهجة فى صدور المصريين،

فقد عرفت مصر اللهو والمرح مع الفاطميين ثم الأيوبيين ، وقاهرة المماليك والعثمانيين كانت تفرح وتطرب، وعند نزول نابليون وجنوده القاهرة عام 1798م ، وجد أعراسا بالطبول والمزامير فقال: “عجبت لهذا البلد الذى لا يعرف الحزن أبدا”، فاختلط جنود الحملة الفرنسية بالمصريين ، حتى ترسخت عادات الفرنجة ، و التى تمثلت فى إنشاء أماكن الرقص وشرب الخمر، و حتى الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882م لم ينجح فى تحطيم عشق المصريين للترويح عن أنفسهم، فهم لم يتوقفوا عن تشييد أماكن مخصصة للهو والرقص، أماكن ظلت صامدة محتضنة بعض مقتنيات الذين شيدوها من الأجانب، حتى بعد أن غادروا مصر المحروسة، وهنا ضمن سلسلة  طقوس رمضانية نستعرض روعة وجمال تلك المقاهي المصرية على مر العصور ، والشاهدة على العادات والتقاليد الرمضانية الرائعة في مصر .

فما أحلي السهر في الليل وسط شلة وصحبة، وشاي بالنعناع ، وشيشة ومعها الدخان ، تجلس بضحكة وابتسامة، وايضا يغلف المكان صوت كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب،
حيث تشاهد الأطفال يلعبون في حي الحسين، وتسمع القرآن ، وتلاقي روحانيات رمضان تضرب قلبك في كل مكان ، عندما تشعر بكل ذلك ، أذن أنت بالتأكيد في مصر ، و بالتحديد في حي الحسين، حيث المساجد والأنوار والتاريخ والأنغام والإنشاد والمدح فكل ذلك موجود في مقاهي لها تاريخ عريق ، و كانت شاهدة علي الأحداث سنوات وسنوات , ومرت عليها وأكل الدهر من جدرانها ، ولكنه فشل في إزالة تاريخها، فعندما تجلس على تلك المقاهي ستجد أشخاص كبار في العمر ، وعندما تنظر في وجوههم ستقرأ تاريخ مصر ، وستشاهد صورًا لرجال كتبوا أسماءهم بالدم في تاريخ هذا البلد ، و ما بين مقاهي الزهراء والدراويش والفيشاوي والشيخ شعبان ونادي الشباب وكوكب الشرق ستقرأ كل هذا هنا في المقال ،

الأجواء رائعة في المقاهي عموما، خصوصا عند مشاركة الأصدقاء والمعارف جلسات السمر الرمضانية، على اعتبار أن المقاهي قبلة للكثير من الفئات، خصوصا الشباب، حيث يمثل ذلك الطقس أحد الطقوس الضاربة في القدم، و التي اعتاد عليها المصريون منذ مئات الأعوام ، و في نهار رمضان تغلق المقاهي أبوابها، وفي ليله تشهد كتلة من النشاط، حيث تستقبل روادها وزبائنها ، وذلك لأن وسط البلد أحد أكثر المناطق ازدحاما وأكثرها عدداً من حيث المقاهي مثل «البورصة وريش والندوة الثقافية والتكعيبة وعلي بابا والكوزموبوليتان وأم كلثوم والحرية»

تاريخ المقاهي في مصر

في كتابه “ملامح القاهرة في ألف سنة” يسرد الكاتب الراحل جمال الغيطاني خصوصية المقاهي في مصر، وأهميتها التاريخية منذ عصور طويلة، قائلا “حرم البعض القهوة لما رأوه فيها من الضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة، وفي 1037 للهجرة زار القاهرة الرحالة المغربي أبو بكر العياشي ، ووصف مجالس شرب القهوة في البيوت وفي الأماكن المخصصة لها”.

وتابع الغيطاني قائلا “في مطلع القرن الـعاشر الهجري حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت في القاهرة الأماكن التي تقدمها، وأطلق عليها اسم المقاهي، ويبدو لنا أن هذه الأماكن كانت موجودة من قبل ذلك بمئات السنين ، ولكن لم يطلق عليها اسم المقاهي؛ لأن القهوة نفسها لم تكن قد دخلت إلى مصر”.

وقد يغفل الكثيرون عن التاريخ الدموي للقهوة ولأماكن شربها، حيث قام السلطان العثماني مراد الرابع بإصدار أوامر بإعدام من يشرب القهوة، ويغلق أماكن شربها بدعوى حُرمة المشروب التي تحولت إلى فتنة ، قبل أن تنتصر القهوة في النهاية بإباحتها وإتاحة تناولها .

حيث دخل البن إلي مصر في القرن الـسادس عشر ، ومن بعدها ظهرت المقاهي ، والتي انتشرت بالتدريج بعد أن قام العثمانيون بتعيين مفتٍ في مصر أجاز شرب القهوة لوأد الفتنة، والتي حدثت بين المشايخ وتجار البن بعد أن كان هناك اعتقاد سائد بأن القهوة مشروب محرم.

وقد عرف المصريون المقاهي فى العصر العباسى ، وكانت تخضع للإشراف المباشر من قبل رئيس يشترى لنفسه حق التزامها، وتدفع كل مقهى رسمًا صغيرًا فى بداية السنة الهجرية.
وكانت المقاهي للمشروبات فقط لا غير ، ولكن عرفت الدخان بعد ذلك أيام الوالى ،

و رفض العثمانيون  غلق أبوابها فى نهار رمضان ، فتصدى لهم المصريون ،
ويذكر عبد الرحمن الجبرتي (1756- 1825) أن من تقاليد القهاوي أن تغلق أبوابها في نهار رمضان، وتفتحها بعد المغرب، غير أن عساكر العثمانيين كانوا لا يصومون ويرفضون هذا النظام، فتحدُث دائما معارك ومشاحنات بينهم وبين الأهالي.

و كذلك كان يجلس عليها الرجال هربا من قيود  الحرملك .
حيث كانت نشأة القهاوي الأولى، انعكاساً لعصر الحريم، الذي كان يراعي بصورة كبيرة حرمة البيوت وبروتوكولاتها المتحفّظة، فاتّجه الرجال والشباب إلى الخروج واللقاء في أماكن عامة تسمح لهم بالتحلل من التقاليد القاسية داخل المنازل المغلقة بمشربيات ورواشين ،
كما أن المقاهي كانت البديل الشعبي للخمّارات والسفن النيلية التي كانت يمتلكها بعض المماليك، ويمارسون فيها حياتهم المترفة بعيداً عن سلطة المجتمع ونظام الحسبة.

وسُمّيت المقهى بذلك الإسم لأن مشروب القهوة هو الأساس، إضافة إلى شُرب الدّخان الذي عُرفَ في أيّام الوالي العثماني “علي باشا الخادم” سنة 1558 ، والقهوة المعروفة في مصر هي القهوة التركية.

وكان العصر الذهبي لمقاهى القاهرة فى النصف الأول من القرن العشرين، خاصة فى العشرينيات، والثلاثينيات، وكانت القاهرة تزخر بالعديد من المقاهى ، منها “مقهى نوبار” الذى توجد مكانه الآن مقهى المالية، وكان مجمعًا للفنانين، وكان عبده الحامولى يقضى أمسياته فيه.

وفى شارع محمد على يوجد مقهى “التجارة” ، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، ويزيد عمره الآن عن مائة وعشرين سنة، ومازال قائمًا حتى اليوم، ومعظم رواده من الموسيقيين العاملين فى فرقة “حسب الله”.

وفى نهاية شارع محمد على أمام دار الكتب، يوجد مقهى “الكتبخانة” وكان من روادها الشاعر حافظ إبراهيم، وسلطان الطرب محمد عبد المطلب، والشيخ عبد العزيز البشرى، وحتى أربعينيات القرن العشرين كان يوجد عدد كبير من المقاهى فى روض الفرج،
وبالقرب من مقهى ريش فى وسط البلد، يوجد مقهى آخر يلتقى فيه عدد كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين، وهو مقهى “الندوة الثقافية”.

و لم يغفل المؤرخون والمستشرقون عن ذكر القهاوي القاهرية ومريديها، فذكرها مؤلفو كتاب “وصف مصر” من علماء الحملة الفرنسية (في الفترة من 1809-1822)، وإدوارد لين (1801-1876) في كتابه “المصريون المحدثون ، شمائلهم وعاداتهم”، كما أن علي مبارك باشا (1823- 1893) حصر أعداد القهاوي سنة 1880، فكان عددها 1076 قهوة.

وحظي حي الأزبكية بنصيب الأسد بعدد 252 قهوة، ثم بولاق بـ 160 قهوة، والجمالية بـ142 قهوة، وحي عابدين بـ 102 قهوة.

حيث ان المقاهي تعتبر واحدة من اهم العادات الاجتماعية التي امتازت بها مصر منذ قرون مع اختلاف أشكالها، فكانت حاضنة للثقافة الشعبية إلى يومنًا هذا، وتحظى طوال أيام السنة بحضور كبير ، ويتزايد مع حلول شهر رمضان المبارك .

فقد ضمت القاهرة العديد من المقاهي والتي وصل عددها قبل قرنين من الزمان إلى 1000 مقهي وفقًا لما يرصده كتاب «ملامح القاهرة في 1000 عام للكاتب الراحل جمال الغيطاني»، و منها مقاهي ريش، والفيشاوي، والدراويش، وغيرها من المقاهي.

خصص الغيطاني في كتابه «القاهرة في ألف عام » جزءًا عن المقاهي في القرن التاسع عشر ، نقلًا عن المستشرق الإنجليزي، إدوارد وليم لين، في كتابه «المصريون المحدثون»، والذى يقول فيه «إن القاهرة بها أكثر من ألف مقهى، والمقهى كانت عبارة عن غرفة صغيرة ذات واجهة خشبية على شكل عقود، ويقوم على طول الواجهة، ما عدا المدخل مصطبة من الحجر أو الآجر، تُفرش بالحصر ويبلغ ارتفاعها قدمين أو ثلاثا وعرضها كذلك تقريبًا، وفي داخل المقهى مقاعد متشابهة على جانبين أو ثلاثة، ويرتاد المقهى أفراد الطبقة السفلى والتجار، وتزدحم بهم عصرًا ومساءً، وهم يفضلون الجلوس على المصطبة الخارجية، ويحمل كل منهم شبكه الخاص وتبغه، فيما يقدم (القهوجي) القهوة بخمسة فضة للفنجان الواحد، أو عشرة فضة للبكرج الصغير الذى يسع ثلاثة فناجين أو أربعة».

وكان يوجد بالقاهرة فى العصر العثمانى أكثر من ألف مقهى، وفى أيام الحملة الفرنسية كانت قد وصلت عدد المقاهى قرابة 1200 مقهى، بخلاف مصر القديمة وبولاق، حسب ما جاء فى كتاب وصف مصر.

لكن أغرب هذه المقاهي ، كانت مقهى يشترط نكته مقابل الدخول ، فوفقًا لـ«ملامح القاهرة في 1000 عام للكاتب الراحل جمال الغيطاني يقول: «فى نهاية شارع محمد على كان هناك مقهى يسمي «المضحكخانة»، وهو مقهى يشترط لدخوله أن تضع رسالة في التنكيت والقفش ، حتى إذا حازت قبولا عند صاحب المقهي ومجلس النادي يتم الموافقة على دخولك».
ويضيف الكتاب :«جمع الشيخ حسن الآلاتي كثيرًا من نوادر المضحكخانة في كتاب طبع نهاية القرن الماضي ويحمل نفس الاسم المضحكخانة».

هناك نوعان من المقاهي

بعد الحملة الفرنسية، عرفت القاهرة نوعين من المقاهي العامة، إحداهما المقاهي البلدية المعروفة، والثانية المقاهي الإفرنجية، وهي التي ابتدعها الجنود الفرنسيون يوم افتتحوا ملهى “كيغولي” بالأزبكية، وهي أماكن مغلقة اشتهرت بالرقص، يقف على بابها شخص وظيفته أن يسمح بدخول الزبائن ويسمونه “الخلبوص” ، وقد انتقد الجبرتي ارتياد بعض علماء الأزهر لها، ووصف ذهابهم إليها، بأنّه رجسُ من عمل الشيطان.

وقد عرفت معظم الفنون طريقها إلى الناس عبر المقاهي ، و التي كانت تستضيف بعض محترفي الفنون الشعبية، مثل الغناء الذي كان يقدمه بعض مشاهير المطربين، فقد بدأ بعض شيوخ الغناء العربي، مثل عبده الحامولي مغنيا في قهوة عثمان بحي الأزبكية ، كما كان هناك بعض الهواة الذين يتخذون ركناً في القهوة يغنون فيه ويسمون “الصهبجية” ، كما دخلت النساء إلى الغناء بالمقاهي مبكراً، وكن يُسمين “العوالم” (مفردها عالمة بكسر اللام وتسكينها)، وكان يقول المستشرق البريطاني، إدوارد وليم لين، الذي عاش في أحياء القاهرة كأحد المصريين وسمّى نفسه “منصور أفندي” عن غناء العوالم “وقد سمعت أشهر عوالم القاهرة، فأطربتني أغانيهن، بل وأستطيع أن أضيف بحقّ ” ومن أي موسيقى أخرى تمتعت بها ، ويخطئ من يخلط بين العوالم والغوازي ، فالغوازي هن اللاتي ينتسبن إلى بعض القبائل التي احترفت نسائهن الرقص، و كن يدرن في الموالد، وتستضيفهنّ بعض المقاهي بالأزبكية ” .

ومن هنا انتشرت المقاهي وبات استخدامها وسيلة من وسائل قضاء وقت الفراغ وجلسات السمر، كما تحولت لمكان مثالي للأمسيات الرمضانية، التي كان يتخللها الغناء والشعر وعرض قصص ألف ليلة وليلة في صورة حكايات ، والتي كان يقصها الحكاؤون داخل هذه المقاهي.

حيث أن المقهى عند المصريين كان عبارة عن وسيلة لتغيير الجو وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، وخصوصا الذهاب خلال شهر رمضان إلى المقاهي الموجودة بمنطقة الحسين ، حيث يعطي ذلك شعورا مختلفا في ظل جو من الروحانيات، والشعور بعبق الماضي الممزوج بالحضور الكبير من المواطنين هناك .

أبرز المقاهي في رمضان

ولا ينحصر دور المقاهي على مر التاريخ في تقديم المشروبات المختلفة للحاضرين فحسب، وإنما كانت مكانا لحضور متنوع ومختلف، فتجد مقاهي خاصة بالمثقفين، وأخرى بالكتاب والأدباء، وتارة بالسياسيين، وأخرى لعامة الشعب خلال شهر رمضان أو غيره من الشهور الأخرى ، غالبًا ما كانت مقاهى القاهرة تخصصت وفقًا لمهنة عملائها ، على سبيل المثال، انتشرت مقاهى الحرفيين فى منطقة القلعة، وكانت مقاهى الموسيقيين فى شارع محمد على، بينما كانت مقاهى المثقفين فى حى الأزهر، وكان مقهى الفيشاوى أحد الأمثلة القليلة التى ما زالت موجودة حتى الآن .

ويذْكَر أن الشيخ، أبو العلا محمد، اصطحب الطفلة أم كلثوم، في أول ظهور فني لها بالقاهرة إلى بعض المقاهي، وكانت ترتدي العقال ، حتى تعاقد معها صاحب مقهى ريش لتقدم فيه أمسيات منتظمة ،
وذكر علماء الحملة الفرنسية أن المقاهي كانت تشهد أيضاً وصلات من الإنشاد الديني والمدائح النبوية، وشاعر الربابة الذي يحكي السير الشعبية ، والحكواتي ، وخيال الظل ، والأراجوز ، والزجالون ، والأدباتية ، وغيرهم.

و لجأت المقاهي أيضاً، إلى توفير أنواع بسيطة من ألعاب التسلية، يمارسها الزبائن أنفسهم، وهم جالسون على طاولاتهم، مثل الكوتشينة والطاولة والدومينو والشطرنج ، وفي بعض المقاهي المتحررة كانت ألعاب القمار عنصراً أساسياً، يجذب نوعية معينة من الزبائن، الذين كانوا يستبدلون بعض أنواع الخمور الرخيصة بالقهوة ، فيما تميزت بعض القهاوي بألعاب خاصة مثل ، صراع الديوك الهندية والمقامرة عليها، مثلما يصفها عبد المنعم شميس في كتابه “قهاوي الأدب والفن في القاهرة”.

وبعد ظهور الراديو، كان الناس يجتمعون بالمقاهي لسماع الخطب السياسية الرسمية والأخبار، حيث كان يندر توافر ذلك في بيوت الناس ، وحدث الأمر نفسه مع دخول التلفزيون في البلاد ، وفي الوقت الحاضر، أصبحت المقاهي مركزاً لتجمع الشباب، لمشاهدة المباريات الرياضية المشفرة.

مقهى الفيشاوي

ولعل مقهى الفيشاوي، من أشهر المقاهي في مصر والذي يحمل عبق التاريخ في كل ركن من أركانه، و يوجد المقهى بقلب حي الحسين المتاخم لخان الخليلي، وأنشئ المقهى عام 1797، وهو أحد أبرز المقاهي في شهر رمضان، حيث اكتسب شهرته من خصوصية المكان الذي يوجد فيه ، بجانب اعتباره قبلة لعدد من المشاهير والساسة ، بداية من نابليون بونابرت الذي قصده لتناول مشروب الحلبة ،
ومرورا بشخصيات مصرية مشهورة مثل جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده ، والكاتب الراحل نجيب محفوظ ، وأحمد زويل، ويكتظ مقهى الفيشاوي بالحضور خلال شهر رمضان بشكل خاص ، نظرا لموقعه المتاخم لمسجد الحسين، ناهيك عن خصوصية المنطقة، التي تتسم بكونها قبلة للسياح نظرا لتاريخها القديم.

مقهى الزهراء

مائة عام من الذكريات في مقهي «الزهراء» ،
و في شهر رمضان يحلي السهر في الليل، ويبحث الكبار قبل الشباب عن مكان ليقضوا فيه سهراتهم، وتكون المقاهي هي المكان الوحيد فيزداد الإقبال علي المقاهي، و من بين تلك المقاهي ستجدون مقهي «الزهراء»، أقدم المقاهي المصرية، يشهد علي أحداث رمضان عبر سنوات طوال، حيث أنشئ عام 1907م وأسسه المعلم بدر الدين عبده وأخواته، وبعدها تنقل المقهي من جيل لآخر.
و المعلم محمد جابر قضي حياته في هذا المقهي ، حيث بدأ يعمل به منذ أن كان عمره 11 عامًا لتمر عليه الأيام والسنوات ، حيث قال ( أهالي الحسين كانوا يضحكون دائما ، و الابتسامة لم تكن تفارق وجوههم، والآن الأهالي هجروا مساكنهم ليسكنوا في الأحياء الراقية، و انتشرت المقاهي الشبابية، ولكن الشيء الجميل هو ظاهرة مقاهي العائلات ، ففي أيام زمان كان عمالقة الفن والأدب يأتون إلي هنا ليقيموا ندوات ومناقشات تستمر حتي يدق المسحراتي بطبلته ، فيعود كل منهم لمنزله بعد سهرة رمضانية رائعة ، وكان من بينهم الأديب نجيب نحفوظ والشيخ محمد متولي الشعراوي.
ومن أغرب المواقف التي قابلته في شهر رمضان منذ 12 سنة ، حيث وجد أكثر من وزير يجتمعون عنده في المقهي للإفطار مع حرسهم الخاص، وكان ميدان حي الحسين غارقاً برجال الأمن والرتب الكبيرة ،
فضحك المعلم جابر وهو يروي مواسم نشاط المقهي ، فهو يقسمها إلي موسم للعرب في شهر يونيو حيث تكون معظم زبائنه من أثرياء العرب، الذين جاءوا للاستمتاع بالإجازة في مصر، وموسم الأجانب في شهر نوفمبر ، حيث يمتلئ حي الحسين بهم وينتشرون في الكافيهات القديمة لإحساسهم بقيمتها ، وأخيراً مواسم الموالد خاصة مولد سيدنا الحسين ، وازدحامه بأهالي الأقاليم والصوفيين علي المسجد وجلوسهم علي المقاهي طوال فترة الاحتفال بالمولد.

المقاهي الثقافية في رمضان

ونجد مقاهي أخرى كانت وما زالت قبلة للمثقفين والأدباء والساسة مثل مقهى ريش، الذي تأسس عام 1908، وشهد أحداثا سياسية ساخنة، مرورا بكونه مكانا سريا لكتابة وطبع منشورات ثورة 1919 التي قادها سعد زغلول.

وكذلك مقهى بترو، الذي تعرف فيه نجيب محفوظ الأديب المصري الراحل على الأديب الراحل توفيق الحكيم، وكان يقضي فيه بعضا من وقته كما هو الحال بالنسبة لمقهى قصر النيل ومقهى عرابي.

ونجد أيضا مقهى زهرة البستان بمنطقة وسط البلد، وهي جميعها مقاهٍ ثقافية، اعتاد روادها من الكتاب والأدباء والفنانين على حضور الأمسيات الرمضانية الثقافية، التي كانت تعقد فيها، لتتحول إلى قبلة للعائلات ومختلف الأطياف الشعبية بمرور الوقت .

مقهى ( الدراويش )

مقهي «المجاذيب» سابقا و«الدراويش» حاليا ، هو أشهر مقاهي منطقة الحسين، يربط الماضي بالحاضر ويحتفظ بالأصالة وطقوس شهر رمضان رغم مرور مائة عام علي إنشائه ، ويتوارثه الأبناء جيلا بعد جيل.
والحاج أشرف سعيد هو صاحب المقهي الحالي ، ويعتبر الحفيد الثالث لجده محمد يوسف الذي أنشأ ذلك المقهي،و يذكر أن جده كان حريصا علي إحياء الليالي الرمضانية خلال الشهر الكريم، من خلال جلب المنشدين والمداحين الذين يبدأون أناشيدهم بعد صلاة التراويح حتي الساعة الثانية عشرة ليلا ،
ومنذ عشرين عاما فإن المترددين علي المقهي لإحياء الليالي الرمضانية بداية من أول ليلة للشهر الكريم، هم الشيخ ياسين التهامي ، والذي يحضر دون أن يغني والمنشد محمد طه ، ومحمد خضر ، وعبد العزيز محمود ، والشيخ يوسف شتا ، والشيخ رمضان عويس ، والحاجة فايقة نور.
ومن الفنانين أحمد عدوية ، وشعبان عبدالرحيم رحمه الله ، وعبدالباسط حمودة ، وخلال السنوات الماضية كان المسؤولون الكبار يحضرون الليالي الرمضانية ، ويجلسون في الصوان الذي تم إنشاؤه بجوار المقهي بمناسبة شهر رمضان ، ولكن توقف ذلك الصوان عام 1979 .

وكان من بين هؤلاء المسؤولين ، محافظا القاهرة والقليوبية ، وبعض من محافظي باقي المحافظات وأيضاً مدير الأمن ، وطبقا لتوارث الأجيال فقد أصبح والد الحاج سعيد المسؤول عن المقهي حاليا ، هو المسؤول منذ بداية الثمانينيات ، وقد حرص علي أن تظل عادات والده بإحياء الليالي الرمضانية ، وبعدها أصبح الحاج سعيد هو المسؤول عن إدارة المقهي والفرق الموسيقية، التي تأتي منذ عشرين عاما، و مازالت تأتي حتي الآن ، والمسؤول عنها الشيخ رمضان ، ويأتي معه جمال المحمدي وسيد إمام مغني الأغاني الشعبية.

وكانت المقاهي قديما مقتصرة علي الشاي والقهوة، أما الآن فيوجد كل أنواع المشاريب التي ترضي ذوق الزبون سواء كانت كاكاو وكابتشينو وسحلب ونسكافيه ومشروبات غازية والشيشة التفاح التي أصبحت مطلب الزبائن، و يأتي الزبائن يوميا بعد صلاة التراويح وأغلبهم من أهالي الحسين والجمالية والسيدة زينب لحضور الأناشيد والمداحين ، حيث يعد مقهى الدراويش هو المقهي الوحيد في الحسين الذي يحمل تصاريح لإحياء الليالي الرمضانية ، حيث تأخذ صورة من كارنيه كل منشد والصادر عن المهن الموسيقية ، ولا يوجد عوائق تواجه المقهي ، ومن أشهر الشخصيات التي كانت تأخذ المشاريب هو الشيخ الشعراوي ، والذي كان يأتي في آخر عشرة أيام من رمضان ، ويأخذ أسماء العمال ويرسل لهم الزكاة ، حتي بعدما تدهورت حالته الصحية وجلس في منزله بالسيدة نفيسة ، كان يرسل أحد معارفه ليأخذ أسماء العمال ويرسل الزكاة ، وأيضا حضر المقهى الفنان يوسف شاهين.
ومن أكبر الملحنين والمنشدين هو الشيخ رمضان فرج عويس المسؤول عن الأناشيد والمداحين ، وله فرقة كاملة في المدح والذكر ، و يبلغ من العمر 65 عاماً ، وبدأ مجال العمل في المدح والذكر وكان عمره 17 سنة ، حيث كان يهوي المدح والذكر ، وبدأ يأتي إلي المقهي في رمضان ، وذلك في الستينيات وكان معه سيد عزب رحمه الله ، فكون فرقة وأصبح المسئول عنها ، وهذه الفرقة تسمي «فرقة نجوم الحسين».

مقهى ( كوكب الشرق )

في مقهي «كوكب الشرق» نرى صوت وصورة لأم كلثوم ، و علي أنغام تلك الكلمات «رجعولي عنيك.. أيامي اللي راحت.. علموني أندم علي الماضي وجراحه .. أنت عمري» يجلس الكبار والصغار والشباب علي مقهي كوكب الشرق أم كلثوم بوسط القاهرة ، ويجلس الحاج سمير عوض صاحب المقهي بالجلباب البلدي، يتذكر فيه أول يوم ارتاد فيه المقهي عام 1972 ، في الوقت الذي كان يعمل فيه تاجراً بسوق قطع غيار السيارات بالمنطقة نفسها، و كان وأصدقاؤه يستغلون أوقات الراحة للجلوس علي المقهي لتناول الطعام وشرب الشاي علي صوت السيدة أم كلثوم.
وقال الحاج سمير عوض، «صاحب المقهي» أن المقهي قديما كان عبارة عن دورين فقط، أما الآن فهو مكون من أربع طوابق، الطابق الأول بمثابة المطبخ الذي يخرج منه كل طلبات الزبائن ، ويجلس عليه غالبا كبار السن ، والطابق الثاني ذو الإضاءة الخافتة يجلس عليه الشباب ، أما الطابق الثالث مصمم علي الطراز العربي القديم حيث المشرابيات والكراسي والدكك الخشبية المشغولة بالأرابيسك ، وأكثر رواده من العرب والأجانب ، في حين أن الطابق الأخير ( السطح ) لمن يرغب بالجلوس في الهواء الطلق ، ويختار كل زبون الجو والمكان المناسب له ، ولا يخلو أي طابق من الطوابق من صور وصوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم .

يعود تاريخ المقهي إلي عام 1936 عندما أنشأ الحاج عبدالعزيز المقهي ، وأطلق عليه إسم مقهي توفيق ، نسبة إلي اسم شارع الخديو توفيق ، إلي أن مرت به السيدة أم كلثوم عام 1948 عائدة من بروفة لإحدي حفلاتها بدار الأوبرا ، وقررت وقتها التوقف والنزول إلي المقهي لتناول فنجان من القهوة ، ولم يصدق الحاج عبدالعزيز أن السيدة أم كلثوم تجلس علي مقهاه ، فطلب منها أن يطلق علي المقهي مقهي أم كلثوم فوافقت ، ولم تكن هذه الزيارة الأخيرة لها فكانت أم كلثوم تمر علي المقهي في طريقها لمكتب الموسيقار محمد عبدالوهاب في العمارة 55 بنفس الشارع ، ونظرا لموقع المقهي المميز وقربه من العديد من شركات الإنتاج السينمائي ، فكان يرتاده الفنانون أمثال الفنان توفيق الدقن والمخرج هشام أبوالنصر ، وأوضح الحاج سمير أن السبب الحقيقي وراء ارتباط الزبائن بالمقهي هو عشقهم الأول والأخير لأم كلثوم قائلا ، إن الزبائن تأتي من لبنان وسوريا والكويت وتونس لأم كلثوم، مؤكدا أن زبون المقهي في رمضان هو نفسه زبون المقهي في الأيام العادية ، لأن زبائن القهوة معروفين ، ففي الأيام العادية يفتح المقهي في الثامنة صباحا حتي الواحدة مساء ، أما في رمضان فيفتح المقهي في الرابعة عصرا حتي الرابعة صباحا، وأرجع الحاج سمير تميز مقهاه إلي إذاعة كل أغاني أم كلثوم بالإضافة إلي أغاني عبدالمطلب وسيد درويش ، وتمني الحاج سمير أن يري مقهي أم كلثوم «قهوة مصر الأولي».

مقهى الشيخ شعبان

رواد مقهي الشيخ شعبان كانوا نجيب محفوظ وفريد شوقي وتوفيق الحكيم ، و بين كراسيه تسمع حكايات الأجداد وعاداتهم وطقوسهم في شهر رمضان، وعلي جدرانه تشاهد صورا لرجال عظام أثروا في تاريخ البلد، و هناك علي مقهي الشيخ شعبان ستجد العراقة وكبارا تنظر في وجوههم تقرأ تاريخ مصر.
تأسس مقهي الشيخ شعبان في عام 1919، يرتبط بثورة الزعيم الراحل سعد زغلول ، وكان يجلس عليه السياسيون منذ تسعين عاما، فيقول أحد العاملين بالمقهي ” أيام زمان راحت وراحت معاها حاجات حلوة كتير ، حيث كان هذا المقهي يجلس عليه كبار مسئولي البلد ، ويتحدثون في السياسة وأحوال البلد حتي تناول وجبة السحور ، ومنذ أكثر من عشرين عاما كان الكاتب الراحل نجيب محفوظ والفنان فريد شوقي وأصحابهما وأصدقاؤهما يحضرون إلي المقهي ، ويتحدثون حتي السحور وأيضا الشيخ الشعراوي كان يأتي للمقهي ” .

مقهى ( نادي الشباب )

مقهي «نادي الشباب» هو أول مقهي تقابلك عند الدخول إلي الممر الذي يدخلك إلي سلسلة من المقاهي الأشهر منها مثل البورصة ، و مقهي نادي الشباب هو حديث لا يزيد عمره علي خمسة وأربعين عاما ، لكنه يحمل خمسة وأربعين عاما من الذكريات لآلاف من الزائرين بل ملايين الزائرين ، ورغم أنه يوجد علي ناصية الشارع ، إلا أن المثقفين لم يترددوا عليه لأنه الأكثر ضوضاء عن غيره ، و رغم أن المقهي لا يزيد عمره علي خمسة وأربعين عاما ، فإن له شهرة كبيرة ويحرص كثير من الفنانين علي الجلوس فيه ، رغم ابتعاد الكتاب والصحفيين والأدباء عن الجلوس فيه ، لأنه أكثر ازدحاما وضجيجا بسبب قربه من الشارع، كما أنه تم تصويره في أكثر من فيلم سينمائي وإعلان.

و كان الحاج صاحب المقهي كغيره من أصحاب المقاهي الأخري يعلق صور الكتاب والأدباء الذين كانوا يداومون علي الحضور إليه، لكنه رأي أن المقهي دائما ما يستقبل حضور من البشر ، وعندما يركز علي أفراد بعينهم دون الآخرين فإنه لا يعطيهم حقهم ، كما أن حوائط المقهي الأربعة لا تكفي لكل صور الزبائن المشهورين الذين مروا بالمصادفة أو كانوا من المترددين عليه.
أما عن أجواء رمضان ، فالمقهى يختلف عن كل شهور العام ، فبالرغم من أن المقهي يغلق أبوابه طوال النهار، فإن نسبة الإقبال عليه عالية جدا في رمضان ، نظرا للإقبال أثناء فترة المساء وبحجم أكبر.

مقهى ( زهرة البستان )

اما مقهى زهرة البستان الموجود خلف مقهى ريش من شارع صبرى أبو علم ، يوجد على مدار 80 عامًا هو تاريخ هذا المقهى الشهير، و الذى كان يعتبر نافذة للقاء الأدباء والشعراء، وملتقى تجمعاتهم، ومازال، ويقع المقهى قرب ميدان طلعت حرب، خلف مقهى ريش الشهير بندوات نجيب محفوظ الأسبوعية، فتجد فيه ناس من مختلف الطبقات والمجالات العملية والفكرية.

و كان يجلس على المقهى فى وقت سابق الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، وخيرى شلبى، وعلاء الأسوانى، وإبراهيم عبد المجيد وغيرهم، حيث تجدهم يجلسون بين الناس ومع الناس دون حواجز وعلى طاولة واحدة دون قيود.

وتجد فى مقهى البستان أحلام الشباب تبدأ من هناك، فى جلسة سمر، أو جلسة نقاش أو جلسة منفردة فى قراءة كتاب، أو تلحين أغنية، أو أى عمل أدبى أو فنى، فتجد الأفكار تتعدد وتتكاثر، ويملأوها التفائل والحماس، بما يتمتع به المقهى من أجواء خيالية، حيث يجتمع فيه كبار الأدباء بالشباب الصغير الذى يحلم ويمتلك أفكار .

مقهى ( سانتي )

اما المقاهى القديمة فى القاهرة الخديوية كان لها نصيب كبير لعامة الشعب من العمال ، ففى ميدان العتبة، خلف الأوبرا الخديوية كانت تقع مقهى سانتى فى حديقة الأزبكية، وكان له نكهته الخاصة،

مقهى ( ماتاتيا )

وكذلك مقهى ماتاتيا الأسطورى، الذى سمى على اسم المالك اليونانى ، وكان يُعرف مقهى Mattatia فى الأصل باسم Post Café ، وكان يتردد عليها شخصيات تاريخية مثل جمال الدين الأفغانى ، وعبدالله النديم ، والشيخ محمد عبده ، ويعقوب صانو ، وسعد باشا زغلول ، و عباس العقاد ، ونجيب محفوظ وغيرهم ، اما ادوار عمارة متاتيا فقد هدمت بعد تصدع هذه العمارة التاريخية فى زلزال1992/10/12 ، وبقيت الدكاكين على الجوانب الاربعة يشغلها اصحابها ، الى أن قامت محافظة القاهرة في1999/4/21 بإخلائها وتعويض اصحابها والبدء فى هدمها ، تنفيذا لقرار الحكومة بمناسبة تنفيذ مشروع نفقى شارع الازهر .

مقهى ( مختلطة)

وبجانب ماتاتيا كان هناك مكان شهير آخر إسمه مقهى مختلطة ، وقد سمى بهذا الاسم على اسم مبنى المحاكم المختلطة الذى كان موجودًا فى الساحة حتى الثلاثينيات .

مقهى ( إسترا )

اما ميدان التحرير والشوارع المتفرعة منه كانت موطنًا للشباب الذين يتجمعون على مقهى أسترا، الكائن فى المبنى البحرى الشهير الذى يطل على ميدان التحرير منذ الثلاثينيات .

مقهى ( إيزايويتش )

ومقهى إيزايويتش، الذى سمى على اسم مالكه، وذلك حسبما ذكر كتاب مقاهى الصفوة والحرافيش “مقاهى الاختيار” للمخرج عيد عبد الحليم.

مقهى ( التحرير )

وهو المقهى التقليدى الوحيد المتبقى فى ميدان التحرير ، ومكانه مقابل المتحف المصرى، هو مقهى التحرير، الذى أسسته عائلة محروس عام 1933، والغريب أنه يُعرف بأنه مكان تجمع للمثقفين والمرشدين السياحيين وعلماء الآثار فى المتحف.

مقهى وبار ( الخديوية )

وفى شارع التياترو المعروف حاليا بشارع حمدى سيف النصر فكان يوجد مقهى وبار جراسمو، ثم اصبح اسمه مقهى وبار الخديوية، نسبة الى دار الاوبرا الخديوية ، وكان من رواده عبدالرحمن الكواكبي, الشيخ محمد عبده, و الزعيم سعد باشا زغلول، و أحمد زكى باشا وهو الملقب بشيخ العروبة ، كما أنه صاحب المكتبة الزكية الموجودة بدار الكتب، والشاعر حافظ ابراهيم، و رجال وزارة المعارف ، فيما استمر مقهى وبار الخديوية حتى النهاية بعكس مقهى متاتيا المجاور له.

فقبل عصر دور السينما وأجهزة الراديو، كانت المقاهى التقليدية فى الشرق الأوسط تقدم شكلًا من أشكال الترفيه الخفيف.
و فى مثل هذه الأماكن، لم يكن من غير المألوف العثور على خيال الظل “دمى الظل”، والغوازى “راقصات الشوارع” والحكواتى “رواة القصص” ، وفيه يروون قصة السيرة الهلالية “ملحمة هلالية الشعبية” والظاهر بيبرس وعنترة بن شداد “الأسطورة العربية الشعبية” ، وذلك على الربابة ، تلك الآلة الموسيقية الشعبية التى كانت تصاحب رواة القصص عادة لتقديم خلفية موسيقية لحكاياتهم .

وبدأت ثقافة المقهى الحديث المصمم على الطراز الغربى فى حى الأزبكية وسط القاهرة ، و تُظهر الصور الفوتوغرافية في تلك الفترة أن هذه المقاهى عادةً ما كانت لها واجهة مماثلة تتميز بحاجز خشبى يفصل بين المساحة الداخلية ، حيث يتم إعداد المشروبات ، والمساحة الخارجية حيث يجلس العملاء ويدخنون الشيشة أو يلعبون طاولة الزهر، وذلك حسبما ذكر كتاب مقاهى القاهرة لعبد المنعم شميس.

ويختلف الاحتفال برمضان في المقهي الآن عن رمضان قديما ، فتسمع الأغاني الآن بالعود والرق والطبل ، وأيضا يأتي أشخاص من مختلف المحافظات يجلسون علي المقهي و يتناولون وجبتي الإفطار والسحور ومعهم أفراد أسرهم ، فالجلوس في مقاهي الحسين شيء مختلف ، وذلك للجو الروحاني وإقامة الملتقي الفكري الإسلامي ، حيث نجد غالبية المقاهي تجمع في شكلها بين التراث القديم والأرابيسك ، وبين الشكل الحديث ، حيث يوجد في أغلبها «رمالة» يصنع عليها المشروبات ، ونجدها موجودة في المقاهي منذ سنوات وسنوات ، ومرت عليها أجيال متعددة ، ولكن الشيء الوحيد الذي اختلف في المقاهي هو الزحام والناس أنفسهم.

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …