مروان سليم في كتاب ينقد الإنحراف الفكري والسياسي في الحزب القومي: لا إشراك في العقيدة

كمال ذبيان

في اول اصدار له، نشر الكاتب القومي الاجتماعي مروان سليم، كتابه الذي حمل عنوان «نقد الانحراف الفكري والسياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي من العام 1969 – 2022».

مهد سليم في افتتاحية كتابه، بسؤال عن الدافع الى اصداره في هذه المرحلة، التي تحول الحزب خلالها الى «احزاب»، وهي لا تشبه ما اسسه انطون سعاده في العام 1932، حيث لم يعد المنشقون في احزابهم، يتبنون كما يقول المؤلف ذلك «الفكر الراقي القومي الاجتماعي المدرحي الديموقراطي التعبيدي وصاحب النظرة الجديدة الى الكون والحياة والفن والى قيم الحق والخير والجمال».

فالحزب كما هو اليوم في واقعه المشتت، هو «موجود كحزب سياسي اعتيادي تقليدي، ولم يتبق في هياكل الحزب العظيمة الا اشلاء بعض القوميين الاجتماعيين الاصيلين وبعض المفكرين والمثقفين والمناضلين المخلصين».

ويعزو ناشر الكتاب، هذا الانهيار الذي وقع في الحزب الى ان بعض قادته، ابتعدوا عن الصراع الحقيقي، وفق ما رسمته المبادئ القومية الاجتماعية، اذ حصل انحراف عن الفكر القومي الاجتماعي، ولم يعد التركيز على فكر سعاده، يؤكد سليم، يشير الى ان سعاده ركّز في فكره على العمل السياسي الحر المستقل، وهو ما لم يحصل منذ نهاية الستينات، وبات العمل السياسي في الحزب، مرتبطاً بتحالفات سياسية، هي خارج عقيدته، لان فكر القومية الاجتماعية نقيض افكار القوميات الدينية والمذهبية والعرقية والعنصرية واللغوية واللسانية.

لذلك يعرّف سليم الانحراف الفكري والسياسي، بالممارسة من خارج مبادئ واسس النهضة القومية الاجتماعية، فابتعد الحزب عن الصراع بما هو تحقيق غايته وهي بعث نهضة قومية اجتماعية، والتقدم في الامة السورية، نحو نظام جديد، يقوم على الانسان الجديد والاخلاق القومية الجديدة. ومن هنا، يستحضر سليم انطون سعاده، وينشر فقرات ومقاطع من خطبه ومحاضراته ورسائله، حيث يضيء فيها مؤسس الحزب على كيف تكون حركة الصراع التي تتمحور على المناقب والقيم.

ففي الكتاب، اراد مؤلفه، ان يوجه رسالة من خلاله الى القوميين الاجتماعيين اولاً، كما كان سعاده يخاطبهم دائماً ويتوجه اليهم، وهو الذي عرف في حياته، انحرافات فكرية وسياسية، وبقاء «الانا» في النفوس، والاستمرار في مرض الفردية.

ويشير سليم الى انه ينظر الى حزب قومي ناهض بالفكر والممارسة، بعد ان رأى في ممارسات قيادات تعاقبت على السلطة فيه، انها كانت تبتعد عن مضمون العقيدة، وتنخرط في التبعية.

وبمراجعة ما كتبه سليم يتبين انه لا يريد «اشراكاً في العقيدة القومية الاجتماعية»، التي لا يرى خلاصاً الا فيها، في وقت انحرف من تولوا السلطات، عن الالتزام بها فكراً وممارسة، ولم يكن الاداء على مستوى الفكر النهضوي.

وبما يطرحه سليم، فان لا حلفاء للحزب، بل خصوم وهم كل من في موقع الطائفية والمذهبية والانعزالية، كما لا يتساهل في طرحه، بمسألة الاراضي المسلوبة والمحتلة، سواء في فلسطين او الاسكندرون والاهواز وغيرها.

وركز في المقالات والفصول التي تضمنها الكتاب على ان الحزب هو حزب عمل او تنظيم وقتال وبناء وتجديد، وحزب وحدة الصفوف بالعمل، وليس حزب بيانات.

ويطرح سليم عودة الحزب الى محوره وغايته واصوله وحقيقته بان يشرع الى عملية تطهير وتنظيف وتوعية سياسية فكرية عقائدية وتربية اخلاقية مناقبية، واعادة تنظيم بنيوي متين وتطوير مؤسساتي حديث وطرد القيادات الانحرافية الوصولية الانتهازية التي تحاول ان تسيطر على الحزب».

وما قدمه سليم في كتابه، واجتهد في مقالاته، هو محاولة من محاولات وضع الحزب كاداة لتحقيق فكر النهضة، على سكة العقيدة، وسير قطارها السياسي عليها، للوصول الى ما امله سعاده من القوميين الذين لم يكن ينظر اليهم كتراكم عددي، بل نوعية في الايمان والصراع والفكر والممارسة، لو ان بناء الانسان الجديد الاخلاقي، هو شرط الانتصار.
الكتاب من 392 صفحة من الحجم الكبير – صادر عن دار الفرات ميرزه.

شاهد أيضاً

طقوش التقى وفد من “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان

عبدالله:” الاستمرار في عمليات القصف وارتكاب المجازر بحق أهلنا في غزة لن تنفع ولن تجدي …