مكرون يسثغيث..

زهير سليطين عيسى.

مفارقة غريبة أن يعلو صراخ الرئيس الفرنسي/ إمنويل مكرون / بعد زيارة أقل ما يقال عنها أنها غير موفقة للعملاق الصيني.
أغلب الظن أن الفشل شبه المعلن و الذي أظهره هزالة البيان الختامي للقمة الصينية الفرنسية كان واضحا و بجلاء،أغلب الظن أن الضعف العام الذي أحضره معه مكرون لأوروبا عموما و وضعه على طاولة النقاش و المفاوضات مع التنين الصيني ،كان من الهزل و الضعف ما حوله لحلقة فاصلة في مفاهيم الرئيس الفرنسي عن التفاوض من مبدأ النّد للنّد، فكان البيان الختامي مرآة الواقع لحقيقة الممكن و المتاح من الزيارة و فقط.
هزمت القارة العجوز كما وصفها وزير الدفاع الأمريكي السابق / رامسفلد / ،هزمت على أبواب التحولات الدراماتيكية القادمة و التي سيكون فيها كما هو واضح ( المكتوب يقرأ من العنوان ) ،دورا اقل ما يقال فيه أنه دور ثانوي لفرنسا خصوصا و ادلأوروبا عموما ،دور الضعيف في مضمار العلاقات الدولية و التحالفات خصوصا لدى القوى الدولية الصاعدة.
لقد أدركت أوروبا متأخرة أن العّم سام تاجر،تاجر بارع في بيع الأصدقاء ،إن كان من الأصل يعترف بأي أصدقاء.
إن دعوات مكرون لأوروبا للإعتماد على الذات و حتى في مجال الدفاع / الدفاع العسكري / يدل على عمق الأزمة و ما تواجهه القارة العجوز من وهنّ مستشر لا يبشر بخير للاوربيين.
طبعا ، لن تتحول اوروبا بين ليلة وضحاها لدول عالم ثالث ،هذا مؤكد و لكن المؤكد أيضا أنها لن تكون في مصافي الدول العظمى.
هنا لا بد من الإشارة و بتجرد للرؤية الثاقبة لسياسات المملكة العربية السعودية و التي استطاعت و مبكرا قرأة المشهد الدولي ،فاختارت طريق المصالح العليا للدولة على ما عداها ،فكان من ثمرة ذلك زيارة رئيس الصين العظمى / زيمين / للملكة و جعل لقاءاته فيها جامعة كل دول الخليج و ليؤكد من خلال زيارته الدور المحوري للمملكة في خرائط ترسم لعالم جديد.
حقا،انها رؤيا المستقبل فهنيئا لكم أميركم الفّذ يا أخوتي في بلاد الحرمين.