رمضانيات [ 21] مصرع الفجر

هذه القصيدة نظمها سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في ذكرى شهادة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) . في النجف الأشرف العراق خمسينيات القرن الماضي نختار منها بعض المقاطع :

مصرع الفجر

أشرقَ الفجرُ… مثخناً بالجراحِ

راعشاً: تحت مِخْلبِ السَّفاحِ

يا لَهُولِ الصَّباحِ: ما ائْتلقَ النّو

رُ بِأُفْقٍ، إلا انطوى للنُّواحِ

وتغشَّاه من ظلامِ ليالي

ـهِ ضبابٌ يستلُّ زهوَ الصَّباحِ

كلَّما أومَأتْ يداهُ… لنبعٍ

يبعثُ الخِصْبَ في الرُّبى والبِطَاحِ

واطْمأنَّت بهِ الحياةُ… تديرُ ال

كأسَ ملأى بنُورِه الوضَّاحِ

أومَأَ اللَّيلُ للرِّمالِ لتجتا

حَ صفاءَ السَّنا ولُطفَ المِراحِ

هكذا يبدأُ الصَّباحُ ويهوي ال

ـنّسرُ، من وَكْرِهِ مَهيضَ الجَنَاحِ

حاملاً روعةَ السَّماءِ، وعَيْنَا

هُ التفاتٌ إلى ربيعِ الكِفاحِ

أيُّ نسر ٍ… هذا الّذي استقبَلَ الصَّح

ـراءَ… بالنّورِ والهُدى والسَّماحِ

وجرى يستحثُّ قافلةَ الرّك

ـبِ إلى رونقِ الضُّحَى اللَّمَّاحِ

ونشيدُ الإيمان ينسابُ من نَج

واه… كالحُلمِ في جفونِ المِلاحِ

يُلهبُ الشَّوطَ كلَّما ازورَّ عنه

سابقٌ خشيةَ اللَّظى والصِّفاحِ

… إنَّهُ الفاتحُ الّذي يبعثُ الرّح

ـمةَ… في كلّ خافقٍ مُلتاحِ

همُّهُ: أنْ يمُدَّ أروقةَ النّو

ر ِسلاماً على الحِمَى الُمستباحِ

ويزُفَّ الإسلامَ للموكبِ الآ

تي نِظاماً يمُوجُ بالإصلاحِ

أيُّ نسرٍ… هذا الّذي اقتحَم القِمَّةَ..

في غَمرةِ الجهادِ الصُّراحِ

واستثارَ الينبوعَ منها لينهلَّ ربيع

ـاً على الرّحاب الفِسَاحِ

والشّبابُ الطَّليقُ ملءُ جناحي

ـهِ يُحيّي طلائعَ الإصباحِ

وعلى ثغرِهِ نداءُ حياةٍ

تتهادى في عالمٍ فيّاحِ

يملأُ الحبُّ روحَها ويطوفُ ال

ـفكرُ في أفْقِها طليقَ الجَنَاحِ

حيثُ لا البغيُ يحشدُ الهولَ في

الأرضِ، ولا الظُّلمُ يزدهي بالسِّلاحِ …..

أمير الإسلام :
يا أميرَ الإسلام ِ: نهجُك حيٌّ

خالدٌ في قرارةِ الأرواحِ

أنتَ أطلقْتَ فنَّهُ في رحابِ ال

ـحق أنشودةً لكلِّ صباحِ

وتلفَّتّ نحوَنا… من وراءِ الدَّهرِ …

تختطُّ صفحةَ الإصلاحِ

لتُعيدَ الحياةَ فينا… كيانًا

ثائراً في عزيمةٍ وطِماحِ

يتخطَّى الطّريقَ في زحمةِ الهَوْ

ل ِ… وفي كفِّهِ لواءُ النَّجاحِ

ونظاماً للحُكْمِ، يَصفعُ بالنّو

رِ… قنِاعَ المهرّجِ السّفّاحِ

يتهادى ليفرُشَ الدّربَ بالوَرْ

دِ أمامَ المُناضِلِ الطّمّاحِ

فيُرينَا أنَّ التّعَاوُنَ في العَيْ

ـشِ سلاحٌ يُزري بكُلِّ سلاحِ

كلُّ فرْدٍ مِنَّا أمامَ الضَّميرِ ال

ـحُرِّ، راعٍ لشعبِهِ الِمسماحِ

ونذيرٌ: إن قنَّعَ البغيُ وجْهَ ال

ـحقِّ، واختالَ بالفُجورِ إباحي

هكذا كنْتَ دفقةً من شُعاعِ اللهِ فا

ضَتْ على نشيدِ الفلاحِ ……

من ديوان :
قصائد للإسلام والحياة …

تنسيق :
علي رفعت مهدي

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …