التنمية الثقافية و مسار الإنشائية الإجتماعية (ج 10 )

وليد الدبس

يتطلب الإنشاء الإجتماعي مجمل ما ينتجه الإنسان بدءً من ولادة المولود ومشقة تربيته الأسرية ورعايته الطفولية وإستدراك مراحله الإنتقالية ضمن سلسلة جدولية متواترة التراتب التعليمي بفارق نوعية و كيفية التعامل مع كل مرحلة عمرية وهذا يتطلب العلاقة الودية الأسرية في داخلها مرفقة بالعلاقة العائلية الإجتماعية والبيئية المحيطة ربطا بإطار الثقافة العامة وأي إثنية خاصة أخرى.

ذلك لأن الطفولة تنطلق من قاعدتين متلازمتين أصولاً هما أعراف أسرية خاصة والأعراف الإجتماعية العامة دمجاً بعفوية إنتماء منشئي بين الأبوين و المجتمع.

على هذا النحو يمكننا إستعارة مفردات الكناية للتشبيه بأن الطفولة هي منتج أُسري إجتماعي و طني تقع مسؤولية  سلامته وحمايته على عاتق الجميع وتأمين ما يحتاج من أسباب النمو الآمن و المعافى الذي يولد الشعور بالإستقرار و الحصانة الإجتماعية التي تقوم على عرف التكافل بدافع الواجب الإنساني
ربطاً بضرورة مشاركة الحياة بحتمية تعايش جماعي ومروراً بتشاركية الواجبات المتعددة و المختلفة.

هذا ما يسمى جزماً  ب المنهاج التربوي الإبتدائي الذي ترعاه الدولة كسلوك عام وتأطره بالقنوانين  ويطبقه المجتمع مسلكا فردياً وجماعياً في مكوناته ثم يعقب ذلك الإنتقال إلى منهجية المرلة الثانية تباعاً  للبدءِ بعملية الإعداد للمستقبل من منظور الواقع
الذي يتضمن الغاية والأسباب لكل مفردات الحياة.

للتأهل بالدخول إلى منهاج تكوين الشخصية الفردية ربطاً بين خصوصية التطلع و إلزامية الضابطة العمومية لإنتقاء زاوية التموضع الصحيح والمشاركة الإيجابية.

فإلى حد هذا كل شئ هو بإطار الواجبات النظرية لكونه عمل توجيه تعبوي ثقافي إستباقي بالغ الأهمية في إعداد الفرد من الطفولة إلى اليفاعة ثم الشباب .

فهنا يتضح لنا أن كل ما ينتجه الإنسان فكراً و عملاً  هو وسيلة عنكبوتية متشابكة الخيوط النسيجية وأن الهدف الأوحد والغاية القصوى هو الإنسان وهنا نستطيع الجزم أن مُنتج الإنسان هو إنسان وكل ما دون الإنسان هو وسيلة سهلة المنال يمكن الحصول عليها من خلال تشاركية العيش بعضها يأتي من المكتسب التعليمي المقونن وبعضها يكتسب من الوازع الثقافي العام للمجتمع و آخر يستحدث من الموسوعة الخيالية الإبداعية ـ

وهنا يجب الإمعان جيدً في تساؤلٍ ذاتي وإجابة منطقية هل ينتج الإنسان إنسانا سليم الإنشاء معافى وهل يقوم الفرد بواجبه تجاه المجتمع الذي أنشأه وهل أعد نفسه للمشاركة الإنشائي الإنسانية؟!!

في الختام يجب إطلاق حوارٍ تكاشفي مع الذات الباطنية وتحديد موقفه الإنتمائي وتحديد قدرته على العطاء ـ

وليد الدبس

… يتبع غداً 

التنمية الثقافية و مسار الإنشائية الإجتماعية (ج 11)

 

💐🌿 تحية كواليس 🌿💐

جميلة جداً دعوة “الاستاذ وليد الدبس الشاعر و الأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” إلى ضرورة إطلاق حوارٍ تكاشفي مع الذات الباطنية وتحديد موقفه الإنتمائي وتحديد قدرته على العطاء والتي تعتمد اساساً على شفافية تناوله لهذا الجزء حول “التنمية الثقافية و مسار الإنشائية الإجتماعية” هذه الانشائية التي تبدأ مع الطفولة وتستمر في تكوينه المبني على تنميته الانسانية المعطاءة بمسؤولية.

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

طقوش التقى وفد من “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان

عبدالله:” الاستمرار في عمليات القصف وارتكاب المجازر بحق أهلنا في غزة لن تنفع ولن تجدي …