رعى حفل تخريج دورة القران في مسجد الحسنين والمكلفات في ثانوية الجواد(ع):

فضل الله :”القرآن صمام امان لسلامة المجتمعات والمشكلة في الطائفية التي فرغت الدين من مضامينه الأخلاقية والإنسانية”

رعى السيد العلامة علي فضل الله ،حفل تخرج لدورة في القرآن الكريم، نظمها المركز الإسلامي الثقافي في مسجد الأماميين الحسنين (ع) في حارة حريك ،بإشراف القارئ الدولي الحاج حسين حمدان.

استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم فكلمة ترحيبية للحاج حسين حمدان ،

 

ثم تحدث السيد فضل الله فقال :”نهنأ في البداية المشاركين في هذه الدروة التي شارك فيها طلاب من مختلف الاعمار، ونلفت إلى أهمية القرآن الكريم، في بناء حياتنا على رؤى سليمة من خلال الالتزام بتعاليمه وتشريعاته”.

 

واضاف فضل الله:”نحن في أجواء ولادة الإمام المهدي(عج) لا بد من أن نشير إلى أن الهدف الأساس لكل الرسالات السماوية، هو تحقيق العدل ونشر القيم الأخلاقية التي ترفع من مستوى الإنسان وتعزز كرامته الإنسانية في مواجهة الاغراءات والشهوات التي قد تستهلك إرادته وتهزمه ان لم يكن محصنا بهذه القيم الإيمانية والأخلاقية”.

 

وتابع فضل الله:”لابد ان نتحدث عن المرتبة التي يحصل عليها قارئ القرآن, لأن القرآن يختزن علم ومعارف وقيم روحية ودروس أخلاقية وإنسانية، وقصص تربوية يبني الإنسان المتكامل والفاعل الذي يتحرك في الحياة على بصيرة من نفسه ومن المجتمع وذلك انسجامًا مع سنن النفس والاجتماع والكون التي ركز عليها الله في هذا الكتاب”.

 

واكد فضل الله:”أن القرآن الكريم يشكل صمام أمان للفرد والمجتمع وسلامة الحياة، من خلاله نستطيع التمييز بين الخطأ من الصواب ويكون لدينا القدرة على تنقية عقائدنا ومفاهيمنا مما دخل إليها من شوائب”.

واضاف فضل الله :” هناك تحديات تواجهنا ولاسيما على الصعيد الثقافي والأخلاقي، مما يدفعنا لابتكار طرائق وأساليب جديدة لمواجهة هذا الضخ الإعلامي الفضائي الذي يكاد يسيطر على الفضاء الاجتماعي من خلال سطوته الجاذبة فنيًا وإعلاميًا، وذلك بما يحمي ديننا وقيمنا ووطننا وعائلاتنا بما يبثه من دعوات إلى التحلل الأخلاقي والميوعة والانانية وتفكيك الاسرة والقيم الاستهلاكية”

 

 

تكريم الفتيات

من جهة اخرى ، رعى السيد فضل الله ، الحفل الذي اقيم في قاعة الاحتفالات ، في ثانوية الجواد(ع) في بلدة علي النهري، في محافظة البقاع، للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي، بحضور مديرة الثانوية سعاد مراح الموسوي، والشيخ فؤاد خريس، وشخصيات علمائية وتربوية واجتماعية وثقافية وذوي المكلفات.

بداية آيات بينات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني وقوفًا، ثم دخلت الزهرات وسط جو من البهجة والفرح، حيث قدمن فقرات ولوحات فنية من وحي المناسبة وأدين قسم الولاء والعهد بالحفاظ على الحجاب.

 

 

ثم ألقى السيد فضل الله كلمة قال فيها: “نلتقي في كل سنة لنقدم كوكبة من زهراتنا الأعزاء إلى مجتمعنا وإلى وطننا من اللواتي حرصن بإرادتهن واختيارهن أن يلتزمن الطريق الذي رسمه الله لهن وتعرفن عليه من خلال هذه التربية الواعية في البيت والمدرسة”.

وأضاف فضل الله :”نحن نجد في هذا الوطن للأسف من يتحدث بلغة كيف تبنون مؤسسات إسلامية وماذا تخرجون منها وماذا تعملون فيها الا يكفي هذا الوطن انقسامات وصراعات حتى تبني كل طائفة كيانها الخاص إننا نقول لمن يتكلم بهذا المنطق وبهذه اللغة إن المشكلة في هذا الوطن ليست في الدين كما يروج، بل بالابتعاد عنه وعن تعاليمه وقيمه ، فنحن ننشئ ونربي هذه الأجيال على قيم المحبة والانفتاح وقبول الاخر لأنه لا يمكن للإنسان المتدين إلا أن يعيش العدالة والعطاء والصدق والأمانة والمحبة للجميع، ونؤكد ان هذه المؤسسات وجدت لتكون جسر تواصل ومحبة بين مكونات هذا الوطن ساعية لتعزير القيم الإنسانية والوطنية والإيمانية ونشرها في المجتمع”.

 

وتابع فضل الله :”نقول لهؤلاء من يلتزم بتعاليم الدين وقيمه لا يمكن ان يفسد في أي موقع أو منصب يصل إليه ولا يمكن أن يسيء إلى المال العام أو يخالف النظام او يكون مرتشيا لذلك المشكلة ليست في الدين بل في الطائفية التي تحمل عنوان الدين من دون أن تعيش قيمه وأصالته، فالطائفيون ينطلقون من عناوين دينية ولكنهم يعملون على تفريغها من مضمونها الأخلاقي والإنساني لصالح مصالحهم الخاصة والفئوية وهذا ما أوصلنا إلى هذا الواقع من الفساد والاستهتار بالمال العام ومصالح الناس وانعدام المسؤولية”.

 

 

وقال فضل الله :”إننا عندما نقدم هذه الكوكبة للوطن فلأنهن يحملن كل هذه القيم والمفاهيم التي جاءت بها الرسالات السماوية، روح الانفتاح ومد الجسور والمحبة والعلم والتميز، ونتوجه
إلى الاهل لتهنئتهم على هذه التربية الواعية وعلى هذه المفاهيم التي غرسوها في أولادهم مشيدا بالتعاون بينهم وبين هذه المؤسسة” .

 

واكد فضل الله:” نثمن الدور الكبير الذي يقوم به العاملون في هذه المؤسسة في بناء جيل رسالي ،سيكون بديلًا عن الواقع الذي يعشش فيه الفساد وسوء الإدارة والفوضى على مختلف المستويات منوها بجهودهم وتفانيهم في تأدية رسالتهم في ظل هذه الظروف الصعبة ،حيث لا نقدر على تقديركم بما تستحقونه”

وختم فضل الله:”تتوجه إلى المكلفات مبارك لكن هذا الحجاب فنحن على ثقة بأنكن ستكن على قدر هذه المسؤولية ليس على مستوى الشكل فحسب بل أيضاً في المضمون والعلم والأخلاق والتميز”.

شاهد أيضاً

الشريف: “لإبعاد ملفّ النزوح السوري عن أي مقاربة طائفية أو مذهبية” قال منسق “مجموعة العمل لطرابلس” الدكتور خلدون الشريف: “ندعو إلى إبعاد ملفّ النزوح السوري عن أي مقاربة طائفية أو مذهبية قد تتسبّب بأذى وشرخ في لبنان”. وكتب الشريف عبر منصة “اكس”: إنّ “ملفّ النزوح السوري‬ ملف وطنيٌ بإمتياز. أي مقاربة طائفية أو مذهبية تتسبب بأذى وشرخ وجروح نحن كلنا بغنى عنها”. ‏وأضاف الشريف: “ليبدأ العمل على تنظيم الوجود السوري وتحسين شروط المفاوضات في بروكسيل من خلال تأمين إجماع وطني في مجلس النواب وخارجه، بعيدًا من ادعاء انتصارات وإنجازات وهمية لهذا أو إثارة زوبعة لا تعطي النتيجة المتوخاة من ذاك”.

الشريف: “لإبعاد ملفّ النزوح السوري عن أي مقاربةطائفية أو مذهبية“ قال منسق “مجموعة العمل لطرابلس” …