قصّة ظريف الطّول..

حسن عليّ شرارة

ظريف الطّول كان نجّار، وغريب عن القرية.. كان اسمه عازم.. بسّ طوله كان سبب لقبه.. خلوق ما برفع عينه في امرأه.. وكان معلّمه يعطيه أجرة كلّ أسبوع.. وما كان يعرف وين بيروح فيه!
بنات القرية بغزلوا حواليه وهو ولا هوّه هون ..
مَرْتِ المختار فصّلت نمليّه.. منشان تلفت نظرُه لبنتها…
وإمّ خليل مّرْتْ شيخ القريه فصّلت عندو صندوق (أواعي) وحكتلو عن بنتها.. حتّى الشّيخ في خطبة الجمعه لمّح للموضوع بسّ ما في فايده…
ظريف الطّول مش تبع نسوان…..
في يوم هجموا قطعان المحتلّين على القريه، واستشهد 3 شباب …
ثاني يوم غاب ظريف الطّول.. ورجع بعد 4 ايّام.. رجع باللّيل.. ما حدا شافوا.. بعد شهر رجعت قطعان المحتلّين.. كان ظريف الطّول مشتري 5 بواريد.. وزّعهن على شجعان القريه ..
قتلوا 6 معتدين.. ثاني يوم القريه قامت وقعدت..
النّسوان باعن ذهبهن.. منشان الشّباب تشتري بواريد ..
وصاروا يغنّوا..
يا عربي يا ابن المسعوده*بيع مهري.. اشتري باروده ..
رجعت القطعان توخذ بالثّأر.. وحصلت معركه مثلها ما صار..
النّاس هرعوا كبار صغار.. وفي كروم التفّاح ريح الثّوره نسّم وفاح…
استشهد شباب كثير.. بسّ خسائر القطعان أكثر …
جمعوا الشّهدا.. ظريف الطّول مش معهم ..
وظريف الطّول مش مع اللّي بقوا …
بس الكلّ حلف يمين إنّو شاف ظريف الطّول قتل أكثر من 20 محتلّ معتدي..
وكان يطخّ ببارودتين.. وهو اللّي سحب عمّار وجهاد أولاد الأرملة من ساحة المعركة وهم جرحى والرّصاص زي زخّ المطر فوق راسه…
طول اللّيل القريه دوّرت بالمشاعل على ظريف الطّول ..
ما بيّن إلو أثر …ومرّت الأيّام ..وصار ظريف الطّول أغنية على كلّ لسان:
يا ظريف الطّول وين رايح تروح*بقلب بلادي تعبقت الجروح
يا ظريف الطّول وقّف تاقولك*رايح عالغربه، بلادك أحسنلك
ما في غيرنا بيبرّدّ لَها الرُّوح**واسمع ليل نهار صوت رصاصنا
يا ظريف الطّول امشي التّل التّل**واسأل عنّا الرِّيح يا ظريف تِنْدَل
الطَّريق معروف والرَّصاص الحَلّ**وبْعِزِّة واصرار نِصْنَع دَربِنا
يا ظريف الطّول من وادي لَواد**تناديني الثُّوار وشوقي للبلاد
ابشر يا ظريف سراج الثّورة انقاد**ويا سراج الثُّوار سيفك دَمِّنا
وعيون الثّوّار والله ما بتنام**كرّ ولا فَرار هذا شْعارِنا
يا ظريف الطّول يابو عيون وساعْ*قالو انّك نصيبي هيك الخبر شاع
نصيبي ماهو نصيبي منّي ضاع*اشتراه غيري وما عدنا لبعضنا.
بعدها بخمس سنين إبراهيم الحلّاق حلف يمين إنّو شاف ظريف الطّول مع عزّ الدين القسّام في أحراش يعبد .
وجهاد ابن الأرملة بقول شافو مع الحنيطي بدرب الثوّار بيافا..
وأبو حسن سلامة بيقول شافو بالقسطل جنب عبدالقادر الحُسيني..
أكيد مهو مش غشيم عنّو …
وكثير ناس حلفت إنّو كان ببورسعيد مع جول جمال ..
وعلى الوصف ناس شافوه بالكرامة على نهر الأردن بفجّر دبابة بعد ما قطعت النّهر
وناس شافوه بالعرقوب مع الأخضر العربي وواصف شرارة بيتصدّى للعدوّ
وناس شافوه بسوق الغرب في اجتياح بيروت..
وبحرب تمّوز شباب جبل عامل شافوه بوادي الحجير بيحفر مقبرة لدبّابات الصّهاينة..
بسّ آخر مرّة شافوه.. كان بغزّه.. طلع للقطعان من نفق.. رمى صَلية صواريخ على تلّ أبيب ورجع على الخندق ..
ظريف الطّول هو كلّ مقاوم ..
وكلّ إيد قابضه على السّلاح وسبابتها على الزّناد …
بعرف.. في سؤال؟ هو ظريف الطّول ما بيموت؟!
* ليش مين قال المقاوم بيموت؟!
عاشت المقاومة..
أزكى تحيّات: حسن عليّ شرارة

شاهد أيضاً

المطبعون العرب خارج الزمن والتاريخ والعروبة…!

نواف الزرو Nzaro22@hotmail.com “أَنَا يُوسُفٌ يَا أَبِي. يَا أَبِي، إِخْوَتِي لَا يُحِبُّونَنِي، لاَ يُريدُونَنِي بَيْنَهُم …