ماذا نشرت الاندبندنت البريطانية عن ناجي امهز بخصوص القرض الحسن

 

قبل عشرة ايام نشرت الاندبندنت البريطانية الناطقة بالعربية، ملخص حول ملف يتعلق بالقرض الحسن، واختارت مقتطف من مقالي ليكون ردا على الكثير من الاسئلة، المحتمل ان تطرح في هذا السياق.

وجاء في نص الاندبندنت تحت “الهجوم على القرض الحسن هو لسبب طائفي”

في المقابل يعتبر الإعلامي المقرب من “حزب الله” ناجي أمهز، أن “هناك تهجماً حاقداً على القرض الحسن له بعد طائفي”، مشيراً إلى أن “جريمة جمعية القرض الحسن هي أنها تقدم خدمات مجانية لشعب يعاني الإفلاس والجوع والقهر الحرمان، لاسيما أن التجربة أكدت أنها تحمي أموال المودعين من اللصوص الذين قد يقتحمون المنازل بغرض السرقة، كما أنها تحميها من المصارف التي سرقت ودائع المواطنين”.

وأوضح أن “القرض الحسن لا تقدم نفسها بديلاً عن البنوك، لكن المصارف التي قهرت وظلمت الشعب، وحجزت أموال الناس وجنى عمرها، دفعت الشعب اللبناني إلى اللجوء إلى القرض الحسن”.

وأكد أمهز أن “ثقة المواطنين بجمعية القرض الحسن تدفعها إلى فتح فروع جديدة، وهي مستعدة لتغطية جميع المناطق اللبنانية”، إذ إنها برأيه “تقدم الحلول للمواطنين، وتحرك عجلة الاقتصاد، وتؤمن السيولة من العملة الأجنبية، والمواطنين من كل الطوائف يستفيدون منه لاسيما في عمليات الاستيراد من الخارج”. وختم كلامه بتوجيه نصيحة بضرورة التوقف عن التحريض على “القرض الحسن”، وقال “أن يخرج مصرفي أو سياسي ويتكلم عن خطورة القرض الحسن بينما ودائع الشعب تبخرت على يد المصارف والسياسيين، ينطبق عليه قول إن لم تستح فافعل ما شئت”.

هنا انتهى نص الاندبندنت الناطقة بالعربية.

إن ما نشرته الإندبندنت عن لساني كان قد سبقه مقال قبل ثلاثة أشهر، وهو بغاية الخطورة عنوانه “الشيعة لا مكان لهم في لبنان، مش لو معهم مائة ألف صاروخ ولو امتلكوا مائة قنبلة نووية” وخلاصة المقال تدور حول المحاولات التي سيقوم بها فرقاء في لبنان، بسبب صراع طائفي لوضع القرض الحسن على لوائح الإرهاب تمهيدا لاعتبار كل من يتعامل مع القرض الحسن إرهابي.

بعد كتابة المقال عشرات النخب الشيعية انتقدت مقالي، تحت مقولة أنه لا أحد يجرؤ على التقدم بدعاو أو المطالبة في المجلس النيابي بإغلاق القرض الحسن، ومنهم من قال إنه لا يعقل لأحد في هذه الظروف وبعد أن ظهر الوجه القبيح لغالبية المصارف التي أهدرت أموال المودعين وتسببت بانهيار العملة الوطنية أن يقترب من القرض الحسن.

وبالختام حصل كما حذرت قبل أشهر،

وقبلها طيلة 15 سنة اكتب منبها عن تحالف الحزب التيار وتداعياته السياسية، وكان الجميع ينتقد مقالاتي ويعتبرها من نسج الخيال، اليوم انتهى التحالف كما كنت أتوقع، وحتى لو تنازل الشيعة عن كل مناصبهم ووظائفهم من أجل الوحدة الوطنية، وأعطوها للتيار فإن التحالف لن يعود، لأن غالبية البيئة المارونية لا تريد الشيعة بقوتهم بل هم يريدون لبنان ومقولة “قوة لبنان بضعفه”، والتيار في الختام غالبيته ماروني ويعيش في مناطق مسيحية، يعني مهما استفاد، إلا أنه لن يكمل مع الشيعة، لذلك كنت أطالب دائما، بأن لا يعول على التيار بخلق تقارب شيعي ماروني بل احذر أن سياسة التيار في المحاصصة بالسلطة خلقت في الساحة المسيحية أعداء للشيعة بسبب دعمهم المطلق للتيار، وقد طالبت مرات ومرات، بدعم النخبة الشيعية بنت البيئة المارونية لنسج علاقات شيعية مارونية حقيقية، بعيدا عن لعبة السياسة والمكاسب.

اليوم، الأزمة السياسية بسبب الاستحقاق الرئاسي قادمة على انكماش واستفحال وكباش كبير للغاية قد تستمر ل ثمانية أشهر قادمة، والتي سيكون سلاحها الإعلام الذي أصبح غالبيته معاديا للشيعة، وما يحتويه من فذلكات “وهمروجات” سياسية لتقليب الرأي العام على الحزب وسلاحه وحتى مؤسساته الاجتماعية والمالية، والجميع يعلم ويعرف أن قوة حزب الله لا تصرف بالداخل، لذلك أخصام الحزب يذهبون بعيدا في السياسة ضد الحزب، وهذا الأمر إيجابي للغاية ويؤكد على احتكام الحزب للعبة الديمقراطية الداخلية، لكنه بالمقابل يفرض على الحزب أن ينتج حراك سياسي وإعلامي يتماشى مع هذه التطورات، وأنا أعتقد بأن الحزب بدا بهذا الفعل، لكن لضخامة الحزب فإن الأمور تأخذ وقتا أطول مع العلم بأنه في لعبة السياسة والإعلام، العامل الأهم هو الوقت.

واكرر أنا لا أقول إن يتغير أي شيء بالمقاومة بل إن يحصل تغيير في البيئة النخبوية (السياسية والإعلامية) التي تدور بفلك المقاومة، يواكب التطور والنجاحات التي حققتها المقاومة وخاصة على الصعيد السياسي والاجتماعي، فالمقاومة بحاجة اليوم إلى “التنافس الإيجابي” بين بيئتها، وأن يفسح بالمجال لوجوه جديدة تطل عبر الإعلام لتقدم خطاب سياسي بمفردات وأسلوب جديد، بعيدا عن من يحب القيم على هذه المحطة أو تلك أو نزولا عند رغبة معدين ومقدمين البرامج الذين لا يتذكرون إلا من هو موجود في ذاكرة هواتفهم ومعارفهم.

شاهد أيضاً

قمة عربية في واد سحيق!

د. عدنان منصور* كثيرة هي القمم التي يتابعها العالم، وتنعقد على مستوى رؤساء وزعماء الدول. …