العمل التطوعي هو قوة التغيير الحقيقية

دكتورة روله الصيداوي

يعتبر التطوع الإنساني قوة تغيير في المجتمعات كافة ويلعب دوراً محورياً في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وقدرته على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، إضافة لكونه عنصراً أساسياً في إحداث عملية تطوير أفراد المجتمع كافة وخاصة فئة الشباب .
وإن التغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع العمل التطوعي ومدى نفوذه في المجتمع، فهو يشغل دوراً أساسياً في بناء أفراد المجتمع ،ومع تقدم المجتمعات وتطوره نجد أن العمل التطوعي لايشتمل على العمل في القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات والجمعيات فحسب ، بل يمتد ليشمل كل عمل إنساني في شتى المجالات، وتوظيف المؤهلات العلمية والثقافية والاجتماعية مهما تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة.
فماهو التطوع وأهم أهدافه وماهو مفهوم العمل التطوعي؟
التطوع هو تقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمعِ عمومًا ولأفراده خصوصًا، وقد أطلق عليه مسمى عمل تطوعي لأن الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، فكلما زاد عدد العناصر الإيجابية والبناءة في مجتمع ما، أدى ذلك إلى تطوره ونموه.
أما مفهوم العمل التطوعي:
إنه الوسيلة التي تعطي للفرد فرصة للتعرف على شرائح المجتمع المختلفة والانخراط بالمجتمع، فيبني الشخص كيانه ومكانته الاجتماعية في مجتمعه، ويثبت وجوده كشخص فاعل أثناء المشاركة في الأعمال التطوعية ممّا هذا يؤدي إلى شعوره بالانتماء والمسؤولية إزاء مجتمعه وأنه لا بد من إفادة مجتمعه حتى يترك أثره الإيجابي من خلال ما يقدمه .
أهداف التطوع:
أولاً: تقليل الصعوبات التي يواجهها المجتمع.
التقليل من مخاطر عدم مسؤولية الفرد وتشجيع مشاركته في شؤون المجتمع.
ثانياً: رفع مستوى التنمية لتقليص فجوة التخلف.
ثالثاً:حماية الشباب واستقطابهم في العمل المفيد و تشجيعهم على المشاركة في مثل هذا العمل الذي يساهم في تطوير المجتمع وتخليصه من شوائب الحسد والغرور.
رابعاً: منح المتطوعين الإحساس بالنجاح .
خامساً: الحصول على مكانة جيدة في المجتمع مع تكوين المزيد من الصداقات.
سادساً: تحقيق الذات، وإثباتها.
وثمرة المقال نستنتج أن
التطوع يقدم للإنسانية سبباً للاستمرار ويعطينا سبباً للعيش من أجله، إضافة إلى أنه يمنحنا فرصة رؤية حياة الآخرين في مصائبهم وكل المتاعب التي يواجهونها ليعيشوا يوماً آخر.
عندما نرى كل ذلك سنبدأ رحلة فهم أنفسنا وسنصبح أكثر صبراً وأكثر تعاطفاً مع من حولنا، لأنه من دون العطاء لن نستطيع أن نتغلب على مخاوفنا.

دكتورةروله الصيداوي
أختصاصية علم النفس
أستاذةجامعية دمشق
مسؤولةالصحة النفسية في جامعةالحكمة العالمية

شاهد أيضاً

نادي الكتاب والمؤلفين يكرم الأستاذ نضال عيسى

  قدّم الدكتور محمد طلق، الذي يترأس نادي الكتاب بفخر واعتزاز، تكريمًا مميزًا للإعلامي والمحلل …