تنشجُ روحي لأنّ الدّمعَ تعبَ مِن عيوني:

حسن عليّ شرارة

 

أبكي بصمتٍ كمن يمشي على رؤوسِ أصابعِه..
هوَ ليسَ بُكاءً على المَوتى، فالموتُ حقٌّ..
لكنّهُ البكاءُ الرّافضُ لحسبانِ الموتِ أمرًا عابرًا ولو كثرَ المائتون حولَنا
هوَ البكاءُ على عُمرٍ أفناهُ والدايَ في تأمينِ الحياةِ الكريمةِ لنا في الزّمنِ الصّعبِ..
هوَ البُكاءُ على أختي الكُبرى الّتي ماتت في رَيعانِ صِباها..
هوَ البُكاءَ الصّارخُ على أخي وزوجتِه الشّابّينِ اللّذينِ اتّحدا في الموتِ كما في الحياةِ..
هو البُكاءُ على أخي المهاجرِ الّذي ماتَ في مُقتبلِ العُمرِ وحيدًا فريدًا في الغُربةِ وهوَ يُحاولُ أن يحفظَ أسرتِه..
هوَ البُكاءُ على صهري الذّي قضى غرقًا وعلى شقيقتي الثّكلى الثّقيفةِ الرّهيفةِ تنشجُ لفقدِه..
هوَ البُكاءُ على ضحايا الكوارثِ والأوبئةِ، واللّاجئينَ، والمُضطهدينَ، والمُشرّدينَ، والنّازحينَ، والمُتألّمينَ، والأيتامِ، والمُعنّفينَ، والمُعوزينَ..
هوَ البُكاء على أحبّةٍ، وأهلٍ، وأصدقاءٍ، وأترابٍ، وزملاءٍ، ورفاقٍ افتقدتُهم وأشتاقُهم..
هو البُكاءُ على أحياءٍ موتى… وهم لا يعرفونَ..
وها أنا أمسحُ الدّمعَ… وأشغلُ رؤوسَ أصابعي بقصيدةٍ عن حُبّي المُتجدّدِ للحياةِ!
سأظلُّ أضحكُ للحياةِ واهلهِا*أنا لستُ من يبكي على الأطلالِ

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …