معجزة قلبي

سدرة محيميد تكتب

معجزة قلبي

_إنَّ القدر يعبثُ بِنا
كما الفأر يعبثُ مع القط، ويستلذُ في تعذيبه
أفلم تشعر؟!
أنَّ كلينا فريسةً للقدر
القدر هو القِط الكبير المتسلط على الفأر الضعيف
القدر الّذي قرر أن يلهوا بِنا …..
منذُ أن عرفتك لم يتوقف قلبي هن هتفِ حروفَ اسمك
ملامِحك الّتي تُطاردُني كاهواجس!
أنتَ يانهرُ الحُب
لقد جرفتني بإتجاهِ الضفةِ الأخرى البعيدة عنك …..
دعني أغرقُ بك
ودعني أغرقُ معك
يقول غراهم غرين:
إنَّ الفشل شكل من أشكال الموت
_ولكن أنا أقول:
إنَّ عذابَ القلب مِنَ الشوقِ والحنين للمحبوب هوَّ الموتُ ذاتهُ…….

_يامعجزة قلبي
صرتَ هاجسًا استحضره ببعضِ تعاويذِ الحُب
اغادرُ معك تِلكَ الحياة السحيقة المعتمة التي اقطنها
أنتَ طائري الّذي أحلقُ معهُ إلى السماء بعيدًا عن كوكبِ الأرض، الكوكب الوحشي
إنها لمعجزة!
فمنذُ أن أحببتك عادت روحي إلى جسدي الميت!
ولكن مِنَ المؤسف أن أموت عِشقًا بعدَ الحياة
الموت بعدَ الحياة
والحياةُ بعدَ الموت
كلاهما يحملانِ تناقضًا رهيب!

أتخيلُ أيامُنا الجميلة والساعات الّتي قضيناها معًا
كمن يرى أمامَ عينيه شريطَ حياتهِ القديم!

حتى عندما احتضر ستكون كلماتي الأخيرة هيَّ لفظِ لحروفِ اسمك الأخاذ

يومَ احتضر سأعاودُ التفكيرَ في اللحظاتِ الحميمية التي جمعتنا معًا
ولا تنسى ذلكَ الوعد بأنك عندما تراني احتضر ستهمسُ في أذني للمرةِ الأخيرة وتقول:
أحبك
أحببتُكِ جداً يا أميرةَ قلبي
وبعدَ ذلك سيحتضنني ملاكُ الموت واختبئ بينَ اضلاعه
وقبلَ هذا سأهمسُ في أذنك
همسًا مُشابه:
يامعجزةَ قلبي
أهٍ كم أحرقني حُبك….

 

حينما أفكرُ بلحظةِ الموت
الموت الّذي سيفرقُ بيننا، الموت المحتوم
أشهقُ بالبكاء
دموعٌ مِلحُها مُر وحارق!

_قُل لي:
ماتِلكَ التعويذة القوية الّتي تربطني بك؟!
تعويذةٌ جُهنمية
جعلت قلبي يرتطمُ بقلبك

_لقد توقفَ فجأة قِطارُ العشقِ في مُنتصفِ السكة
لنمضي بعدَ ذلكَ كلانا في اتجاهاتٍ مختلفة!

ولكني على يقين بأنَّنا سنحصل على العوضِ الرباني وستكون نهايةُ المطاف اللقاء بعدَ الفُراق!

وقُل لريحِ الحظ والقدر أن تعصفَ بِنا
ولصواعقِ الحُب أن تضربنا
ولكن دونَ أن تقتلنا
لأنَّ لم يعد بأمكانِ قلبِينا تحمل صعقةً ثانية…….

وليسَ في حُبنا مسلمات ولا تقاليد
ولأنَّ فراقنا مختبئ خلفَ الباب
مُتيقنه بأنَّ يد الأمل ستقرعهُ يومًا ما

يُضيء حُبك في قلبي كلهبة شمعة!

إرمِ من صدركَ قبضةَ الخوف مِن حُكمِ القدر
وخُذ بقلبي إليك……

غارقة في بحرِ حُبك
وكأنني حوريةٌ قد ضلة الطريق…..

أقسم بروحك الّتي قد أصبحت أغلا من روحي
بأنّي لم أعبث بقلبك قط
لأنني أعلمُ جيداً بأنَّ من يعبث بالقلوب مصيرهُ مجهول…

 

ثمينٌ حُبنا
كُل لحظة تمضي علينا ونحنُ مازلنا عاشقين هي لحظات ثمينة وفريدة من نوعها ولن تتكرر قط…….

يامعجزة قلبي
لقد هيمنتَ على قلبي كالساحر!

 

يامعجزة قلبي
عندما إلتقيتُ بك أصبحت يداي ترتجفان وقلبي يرتعشُ رعشةَ الحُبِ الأبدي
لي لُغتان العربية والأجنبية لكنني عندما إلتقيتُ بك وتشابكت الئيدي نسيتُ بأيي لُغةٍ أتحدث.

يامعجزة قلبي

أحبك أكثر من نفسي
حُبكَ تغلبَ على الآنا التي بِداخلي
أحببتُكَ أكثر مِن حُبي للمطر والغيوم والليل والشتاء والورود والشموع
أحببتُكَ أكثر مِما ينبغي
أحببتُكَ حُبًا سرمديًا

في كل مرةٍ تتفوهُ بِها شفاهك وتُخاطبُ روحي مباشرةً
يغردُ قلبي فرحًا!
ما مِن أحدٍ لمسَ قلبي كمثلِ لمستِكَ الحنونة تِلك!
لقد مسحتَ بيديك فوقَ سراديب أعماقي المُظلمة، كمسحةِ الرسول!
حينها بدأ قلبي يدندن أغاني جُنيات الليل العاشقات
لم أكن أدري بأنَّ حُبي لك سيكون شبحَ الشقاء الّذي سيطاردُني دومًا!

يامعجزة قلبي
حُبي لك أعمق مِن عُمقِ البحار
وأشدُ صرامةً مِن حرارةِ البُركان
حُبي لك أكثرُ إتساعًا مِن مساحاتِ الأرض ومُنحدراتِ الجبال
حُبي لك يامعجزةَ القلب أجملُ مِن خيالاتِ سجينٍ محبوسٌ خلفَ القُضبان، يتخيلُ نورَ الأضواء
يتخيلُ حُريةَ السُجناء !

يامعجزة قلبي

وكُلما همستَ في أذني أحبك، امتلئ بالغبطة
وتنبتُ الأزهارَ في صحراءِ قلبي القاحطة
ويُحاوطُني الياسمينُ الدمشقي بدلاً مِن أسوارِ قلبي المعدنيةُ الصدئة…..
في بدايةِ الغسق تبدأ نسماتُ الشوقِ والحنين تُداعبُ نفسيَّ الثكلى فتأبى أن تحن!

يامعجزة قلبي
أيُها البعيد عن قلبي كمنارة
يا أيُها القريب مِني كوشمٍ على صدري
اعشقك: أ ع ش ق ك
وأصرخُ بلمئ صمتي: أعشقك
وعندما تشرقُ الشمس ولا أرى طيفُ روحك
تتشكل في روحي مجزرة!
أريدُ أن اخطوَّ خطوةً لِاحتضنكَ بها وننسى الذي حصل
ولكن في كُل مرةٍ أعاودَ التفكير بها أقفُ على عتبةِ القلق حائرة خائفة مُهشمةَ المشاعر!
متى ؟!
متى ستقومُ الساعة؟!
وحدهُ يومُ قيامِ الساعة الّذي سيمزجُ بقايانا وعظامنا ورمادنا بعد أن فرقتنا الحياة وجمعنا الموت …..

في كُل ثانية تُقرعُ طبولُ قلبي !
وتضربُ المدافعُ في جوفي معلنتًا شوقها إليك!
وتهبُ ملامِحُ وجهكَ في حقولي كالموسيقى النائية القادمة مع الريح، تسمعُنا ولا نسمعُها
اتسأل؟!
إلى أين سيقذفُ بي حُبك؟!
وإلى أيي جزيرةٍ مجهولة؟!

يامعجزةَ القلب
عندما هبت طائرتُكَ الخاصة في مطارِ البلد الشقيق حلقَ قلبي واتجهَ إليك!
فهدأت نيرانُ جوفي المُلتهب شوقًا إليك!
وانفجرت في داخلي محركاتُ الحنين….
يامعجزةَ القلب
متى؟!
متى ستشرقُ شمسُ الحُبِ علينا !
لقد نبتت في جوفي أنيابٌ ومخالبٌ جارحة تُهاجمُ الحنينَ والحُب المُكدس !
طويلةٌ ليالِ العُشاق ومصحوبةٌ بتنهداتِ السُجناء
تنهيدةٌ مملؤةٌ بالضجرِ والأشواق!
يامعجزةَ قلبي الدُنيوية والأبدية
لقد صُلبت ملامِحُ وجهكَ الجميل على عتبةِ فؤادي… وحينها
وحينها أصبحتَ أنتَ يوسُفي وأنا زُليخة

يامعجزةَ القلب
أخبرتهم أنني عاشقة لكنهم لم يصغوا لي
فجلدوني بسياطِ الغضب، وعلقوني بِمسمارِ اللعنات

فمنذُ أن أحببتك أصبحَ حُبكَ يُثملَ عقلي دونَ أن أشرب
عندما أحببتك تطرزت حياتي بخيوطِ الحُبِ والهناء!
لكني أعلمُ بأنَّ لقاؤنا محتوم
محتومٌ كحبنا..
محتومٌ كالقدر…
محتومٌ كالموت ….

خُذني إليك يامعجزةَ القلب يامن صدرهُ نقاءُ صحراء شاسعة!
أدخلني إلى حياتك
خُذ بيدي إلى الجحيم لأنّني أفضلُ العيشَ بجانبك بدلاً أن أعيشَ في الجنة وأنا بعيدةٌ عنك

يامعجزةَ قلبي
إنهُ لعذاب أن أحيا من دونك
وأشدُ عذابًا أن أحيا معك
مازالَ قلبي معلقًا بخيطٍ رفيع مِن خيوطِ الأمل
أذكرُ لقاؤنا الأول عندما أمسكت بِيدايّ وكانا يرتجفان كلصٍ جائع!
جُلَّ ما أتمناه أن لا أكون عابرة سبيل في حياتك
عندما افترقنا في المرةِ الأولى، كانَّ فُراقكَ نزفيَّ الداخلي
إنّي أخاف!
إني أخافُ ياحُبي أن تكونَّ في حياتي غصةَ العُمرِ!
فمنذُ أن إفترقنا كلينا أصبحتُ أتذوق طعمَ دمعي المختلس في الليل المالح الطويل، ليلُ العاشقين المُدماتِ قلوبهم !
يقولون: أنَّ الأيام كفيلة لِتمحوا ذاكرة الإنسان وتُنبتُ في جوفهِ بذرةَ النسيان!
ولكن أنا أقول: لا الأيامُ ولا الليالي الحالكات ولا الشهورُ ولا الدهور بإستطاعتها أن تمحوَّ أثرُ المحبوبِ مِنَ الذاكرة والأعماق!

#سيدرة محيميد

شاهد أيضاً

نبوءة الغراب بزوال الكيان

احمد الشريف  قبل فترة ليست بطويلة من حدوث عملية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر من العام …