الإمام الخميني (قده) عاش للإسلام ومات في سبيله .

 

*✍️العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في يوم وفاة الإمام الخميني، بتاريخ 4 حزيران العام 1989.*

*{…وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.*
مع الله نبقى بكلّ ما في قلوبنا من إيمان ومن إرادة ومن تعميم، كما كان مع الله بكلّ ما في قلبه من إيمان ومن إرادة ومن تعميم.. مع الله نبقى ونحن عباده، مهما اشتدّت المصائب، ومهما عظم البلاء، ومهما حاصرتنا قوى الشرّ، فإننا نتطلّع إليه كما كان (الإمام الخميني) يتطلّع إليه.

 

كانت الدنيا تهجم عليه، وكانت القوى الشيطانية تتحداه ليخاف، ليسقط، ليتراجع، ليتنازل عن كلّ كلمة من كلماته، كانوا يريدونه أن يخاف. ولكنّه لم يكن يتطلع إلى كل هؤلاء. كان في صلاته وفي ابتهالاته وفي خشوعه بين يدي الله، قد عاهد الله أن يكون عبده ولا يكون عبداً لغيره.
عاهد الله على أن يخافه ولا يخاف غيره، عاهد الله أن يجاهد في سبيله، وعندما انطلق وحده، وانطلقت الأمَّة معه، قال للأمَّة التي كان يتساقط بعض أفرادها، وكان يتعب بعض أفرادها، وكان يتراجع بعض أفرادها، لو بقيت وحدي فسأكمل الطريق، وكان يريد للأمّة أن لا تذره وحده، لأن المسألة ليست مسألته، ولكنّ المسألة مسألة الإسلام.
لهذا، نحن عندما نقف الآن وقلوبنا دامية، وعيوننا عبرى، نشعر بأنَّ المصيبة تكاد تتجاوز طاقاتنا، لكنَّنا عندما ننفتح على الله الّذي كان ينفتح عليه، نقرأ قول الله الّذي جعله برنامجاً لكلّ المؤمنين مع كلّ القيادات، سواء كان القائد نبيّاً، أو إماماً، أو عالماً: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}.
لقد انتقل محمّد (ص) إلى الرفيق الأعلى وبقيت رسالته، وانتقل عليّ (ع) إلى الرفيق الأعلى واستمرّت رسالته التي هي رسالة الإسلام.
وقد انتقل الأئمّة (ع) والصحابة الأصفياء والعلماء والمجاهدون إلى الرّفيق الأعلى وبقي الإسلام. لذلك، نحن عندما نفتقده، وعندما نفجع به، وعندما نعيش كلّ هذه المأساة، علينا أن نعرف أنّه كان يعيش همّ الإسلام في كلّ مجالات الحياة. كان فكره فكر الإسلام، وقوله قول الإسلام، وجهاده جهاد الإسلام، وكانت مواقفه مواقف الإسلام، وكانت علاقاته مع النّاس كلّهم تنطلق من خلال أن يدرس الموقف؛ هل للإسلام مصلحة في أن يربط هذه العلاقة بهذا الجانب، أو يقطع تلك العلاقة بذلك الجانب؟!

 

 

عندما تجلس إليه ليحدّثك بكلماته القصيرة، كنت تجد، وكنّا نجد، أن كلمة الله وكلمة الإسلام تنطلق لتكون بداية حديثة، ولتكون حركة حديثة، ولتكون نهاية حديثه، لأن قلبه وروحه وعقله وكلّ طاقاته كانت للإسلام. لهذا، هل تريدون أن تعيشوا معه وأن يبقى معكم؟ هل تريدون الوفاء لمسيرته؟ هل تريدون أن تتحرّكوا في عاطفتكم من خلال كلّ حياته؟
أخلصوا للإسلام، واعملوا للإسلام، والتزموا بالإسلام، ولا تخافوا من أحد، أيّ أحد، أن يتهمكم بأيّ تهمة إذا التزمتم بالإسلام.
إنّ الكثيرين يريدون أن يعقّدونا فيما نطرح من كلمة الإسلام ومن شعار الإسلام، لنسحب الإسلام من شعاراتنا، حتى يرضى الآخرون عنا، ولنبتعد عن الإسلام في مواقفنا، حتى يقترب الآخرون منّا. إنّنا تعلّمنا منه، وقد تعلّم من القرآن، وقد تعلّم من رسول الله (ص)، أن يكون الإسلام كلّ حياتنا وكلّ دعوتنا.
لقد حمل أمانة رسول الله (ص)، وهي الإسلام، على كتفيه مدَّة تزيد عن ربع قرن فيً خطّ الجهاد. وكان قد حملها مدَّة تزيد عن نصف قرن في خطّ الفكر والتّخطيط. لقد حمل الأمانة، لأنّه عرف أنّ رسول الله (ص) يُحمّل الأمانة للعلماء بالله، العارفين بالله، لأنّه كان يقول وهو يؤكّد ولاية الفقيه العادل: “العلماء ورثة الأنبياء”، وكان يقول لكلّ العلماء الذين ينسحبون من مسؤوليّة الحياة، ومن مسؤوليّة الجهاد، ومن مسؤوليّة المواجهة، إنّ معنى أن ترثوا الأنبياء، أن ترثوا كلّ الأنبياء، أن ترثوا كلّ فكر الأنبياء، وكلّ حركة الأنبياء، وكلّ جهاد الأنبياء، وكلّ تضحية الأنبياء. أن تعيشوا للنّاس كلّهم، كما عاش الأنبياء والنّاس كلّهم، وأن تعيشوا آلام النّاس كما عاش الأنبياء آلام النّاس، ليس معنى أن ترث الأنبياء أن ترثهم في علومهم التي بثوها، بل في حركة هذه العلوم في حياة النّاس، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الشّيطان هي السفلى.
كان يشعر بأنّ العلماء أمناء الرّسل، كما ورد عن رسول الله (ص)، وكان يسمع الحديث الشّريف: “العلماء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدّنيا، قالوا وما دخولهم في الدّنيا؟ قال اتباع السلطان..”
كان يشعر بأنّ على العلماء العارفين بالله أن لا يتبعوا السلطان الجائر، وأن لا يتبعوا السلطان المنحرف، أن يعملوا على أن يكون الإسلام هو السّلطان، وأن تكون القيادة الإسلامية هي القيادة التي تتحرّك من أجل أن تحرّك السلطة في خطّ الإسلام.
كان يفكر بهذه الطريقة. ولذلك، كان يشعر بأنّ الإسلام أمانة، ليس أمانة في عنق العلماء فحسب، ولكنّه أمانة في عنق المسلمين أيضاً؛ نحمي ذكر الإسلام، ونحمي شريعة الإسلام، ونحمي خطّ الإسلام، ونحمي منهج الإسلام.
ولهذا، وقف في آخر حياته ليتوهّج، وليبرز إلى العالم كلّه في ثورة جديدة منطلقة في اتجاه آخر.. كانت أوروبّا تقترب من إيران من أجل أن تحتويها، وكانت أمريكا تغازل إيران من أجل أن تقترب منها، وكان العالم يقول إنّ إيران تحركت من أجل أن ينطلق الخطّ اللّيبرالي في مواجهة الخطّ المتطرّف.

 

 

لقد كان يرى أنّ من واجب العلماء المسلمين، ومن واجب الأمّة الإسلاميّة كلّها، أن تحافظ على الإسلام، أن تحمي الإسلام الفكر والشّريعة والخطّ والمنهج.
ثم انطلق إلى المسلمين وإلى حياتهم، وإلى المستضعفين وإلى حياتهم، ليواجه العالم، لأنّه كان يشعر بأنّ الإسلام ليس حالة وطنية أو قومية، بل هو دعوة الله إلى العالم، ولذلك كان يفكّر في حجم العالم.
كان يفكر في مسألة الحريّة في حجم العالم، وكان يفكّر في مسألة العدالة في حجم العالم، كانت الضّغوط تشتدّ عليه من هنا وهناك، وكان يفكّر لو كان رسول الله موجوداً الآن فماذا يصنع، لو كان رسول الله موجوداً الآن فكيف يتكلّم، لو كان رسول الله موجوداً الآن فكيف يتحرّك؟!…
كان يستلهم مواقف رسول الله لتتحرّك مواقفه في خطّ مواقفه، وكان يستوحي كلمات رسول الله لتتحرّك كلماته في خطّ كلماته، واستطاع أن يبعث الثّورة في قلوب المسلمين كلّهم، أن يقف المسلمون ليفهموا أنّ كلمة “لا إله إلا الله” لا تعني كلمة دينية يختنق فيها المسلمون، ولكنها تعني كلمة شاملة يعيش فيها المسلم العبوديّة لله وحده، والحريّة أمام العالم كله، واستطاع أن يجدّد حريتنا، واستطاع أن يجدّد تطلعنا إلى المسؤوليّة في الحياة، واستطاع أن يجدّد حركة الإسلام في حياتنا، واستطاع أن يبعث فينا القوّة عندما كنّا الضعفاء يتخطّفنا الناس في كلّ مكان.
واستطاع أن يقول لنا إنّ عليكم أن تحاربوا الاستكبار العالمي في الدّاخل، كما تحاربونه في الخارج، وإن الاستكبار ينفذ إلى الداخل من أجل أن يحاربكم في داخل حياتكم الإسلاميّة، حتى تتراجعوا أمامه في الداخل، فيسهل عليه أن يطوّقكم في الخارج.
ولذلك، خاض الحرب مع المنافقين ومع عملاء الاستكبار، وخاض الحرب مع الاستكبار كلّه، ولقي ربّه وهو يخطّط لاستكمال الحرب، ويريدنا أن نكون جيل الإسلام الثّائر، وكان يريدنا أن نكون جيل الإسلام الحرّ، وجيل الإسلام القويّ الّذي يستمدّ القوّة من الله، والذي يتحرك من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا.
وعلينا، وقلوبنا تعتصر من الحزن الآن، وعيوننا تنزف دماً ودموعاً، أن نمسك الأمانة كما أمسكها، وأن ننطلق في الدرب كما انطلق فيه، وأن نكمل المسيرة التي بدأها لأنها مسيرة الأنبياء.
كان لا يخشى في الله لومة لائم، وعلينا أن لا نخشى في الله لومة لائم. كان لا يخاف من كلّ الهجمات الإعلاميّة والسياسيّة والأمنيّة عليه، وعلينا أن لا نخاف من الهجمات الإعلاميّة والسياسيّة والأمنيّة.. علينا أن نتحرّك على أساس أنّنا جيل الإسلام. إذا سقطت منّا قافلة، فستنطلق قافلة أخرى أمامها حتى تكمل طريقها، وإذا غاب عنّا قائد، فسيقيّض الله لنا القيادات التي تحمل المسؤوليّة وتحمل الراية.
لقد كان الإمام الخميني المسلم الواعي، فكونوا المسلمين الواعين، وقد كان المسلم التقيّ، فكونوا المسلمين الأتقياء، وقد كان المسلم العادل، فكونوا المسلمين العادلين، وقد كان المسلم الصّادق، فكونوا المسلمين الصادقين، وقد كان المسلم الحرّ، فكونوا المسلمين الأحرار، وقد كان المسلم العزيز بالله، فكونوا المسلمين الأعزّاء بالله.
كان يريد للمسلمين أن يشعروا بأصالتهم الإسلامية، وأن ينفتحوا على غيرهم من موقع الإسلام، لا من مواقع غيره، وكان يريد للمسلمين عندما يدخلون في حسابات التّكتيك، أن لا يشغلهم التّكتيك على الإستراتيجية، وأن يظلّ الإسلام في قواعده هو الأساس في ذلك كله.
لقد كان الثائر الصّلب في وجه الاستكبار العالميّ، فكونوا الثائرين الصلبين في وجه الصّهيونية، كان الثائر في وجه التخلّف والجهل، وفي وجه كلّ الظلم الداخلي، فكونوا الثائرين في هذا الطّريق.
هل ذهب من بيننا؟ لم يذهب.. كان جسده للناس الذين حوله، لكن كان خطه وكانت رسالته للأمّة كلها، وللأجيال كلّها. لقد انطلق من موقع الإسلام، فعلينا أن ننطلق من حيث انطلق.
ونقول لكلّ الذين خطّطوا في الغرب وفي الشّرق، وفي داخل لبنان وفي خارج لبنان، ولكلّ الذين يخطّطون لمرحلة ما بعد الخميني كما يقولون ليضعفوا الثّورة، وليضعفوا الحركة الإسلاميّة، وليقضوا عليها وليحاصروها، على أساس أن القائد إذا ذهب فتسقط الأمّة من بعده، وأن القائد عندما يذهب من المعركة، فسيتفرّق الجنود من المعركة.
إننا نقول لكلّ هؤلاء، إننا نعرف أنه كان قوّة لنا، وكنّا نستظلّ به، وأنّه كان المرشد لنا، وكنا نتحرّك من خلال إرشاده، ولكن إذا غاب الإمام الخميني، وهو الكبير الكبير، وهو الشخصية التاريخية الإسلامية المميزة، إذا غاب الإمام الخميني من بيننا، فقد ترك في شخصيّة كلّ واحد من الأمّة جزءاً من ذاته، وجزءاً من خطّه وجزءاً من فكره، إذا كان الخميني واحداً في حياته، فكلّنا خمينيّون بعد وفاته. لسنا خمينيّين بمعنى الذات، فنحن لا نرتبط بالذات، ولكننا خمينيّون بمعنى النهج وبمعنى الخطّ، وبمعنى الثورة وبمعنى القيادة التي تحرّك فيها في خطّ الإسلام.. لقد أصبحت الأمّة تمثّله في تطلّعاتها وفي خطّها.
ولذلك، فإننا نريد أن نقول لكلّ الإخوة، نقولها لإخوتنا المجاهدين في إيران، في مواقع القيادة وفي مواقع القاعدة، ونقول لإخوتنا وأبنائنا المجاهدين في لبنان، في موقع القيادة وفي موقع القاعدة، ونقول لكلّ إخواننا المسلمين في العالم كلّه، إن علينا أن نستعدّ كأعلى ما يكون الاستعداد، وإنّ علينا أن نكون الواعين كأعلى ما تكون درجات الوعي.. لا تسقطكم الدموع، ولا تسقطكم الأحزان، ولا تتراجعوا {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
إننا قد نواجه مرحلة صعبة يتحرّك فيها الكفر كلّه والاستكبار كلّه، من أجل أن يستغلّ فرصة الحزن التي قد توحي بالضّعف، وفرصة الدّموع التي قد توحي بالمأساة وبالسّقوط، من أجل أن يدخل في صفوفنا بطريقة وبأخرى، قد يشتغل ذلك من أجل أن يفرض علينا فتناً ومعارك في الداخل، وقد يستغلّ كثيراً من المنهزمين ومن المضلّلين، لكن علينا أن ننطلق، لأنّنا في خطّ المواجهة على أساس أنّ المرحلة الآن أصعب، وأنّ المرحلة الآن أقسى.
عندما قيل في “أُحد” لقد قتل محمد، قال أحدهم: من كان يعبد محمّداً فإنّ محمداً قد مات، ومن كان يعبد ربّ محمّد، فإن ربّ محمّد لم يمت، فتعالوا نقاتل على ما قاتل عليه، ونسير على ما سار عليه.
إذا كان الناس الذين آمنوا بقيادة الإمام (رحمه الله) التزموا بشخصه، فقد ذهب شخصه، وإذا كان الناس ـ وكلّنا هؤلاء الناس  ـ قد التزموا برسالته التي هي رسالة الإسلام، وبنهجه الذي هو نهج الإسلام، فتعالوا نلتزم ما التزمه، وتعالوا نسر على ما سار عليه، وتعالوا نجاهد فيما جاهد به.
لقد عاش للإسلام، فلنعش جميعاً للإسلام، ولقد مات في سبيل الإسلام، فلنمت في سبيل الإسلام.
لم يكن شهيداً يسقط في المعركة من خلال دمائه، ولكنه كان شهيد الإسلام في كلّ المعركة؛ كان شهيداً مع كلّ الشهداء، وكان جريحاً مع كلّ المجروحين، وكان مشرداً مع كلّ المشرّدين، وكان معذَّباً مع كلّ المعذَّبين، لأنه كان يحمل همّ كلّ هؤلاء..
ولذلك، إننا نقول له: لقد انتقلت إلى جوار ربّك، ونحن نشعر الآن بالخسارة كلّ الخسارة.. كنا ننظر إلى عينيك وهما تلمعان بالقوّة، فنستمد من نورهما نوراً للطّريق المظلم، وكنا نستمع إلى كلماتك وهي تمنحنا الوعي، فكنّا نتحرّك في خطّ الوعي الذي تعطيه الكلمات.. كنّا نحس بالأنس بك في كلّ وحشة الزمان، وكنا نحس بالحبّ لك في كلّ حالات البعد.. كنا نعيش معك حتى وأنت بعيد عنا، كنت أبانا، كنت قائدنا، كنت الإمام الذي نتّبع خطواته، كنت الرّوح التي نزداد فيها روحاً، كنت القلب الكبير الّذي يتحرّك حتى يعطي قلوبنا اطمئناناً، كنت الكثير.
لقد أتعبت مَنْ بعدك، ولكننا يا أبا مصطفى، ولكنَّنا يا إمام الأمّة، نقف أمام مصابك لنقول كما قال رسول الله (ص) عندما وقف أمام جسد ولده إبراهيم: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما لا يرضي الله، وإنّا لفقدك يا إمام الأمّة لمحزونون، نحزن ولكنّ حزننا لن يسقطنا.. نبكي ولكنّ بكاءنا لن يهزمنا.. نحزن حزن الثّورة، ونبكي بكاء الثّورة رضًا بقضاء الله وقدره.
اللّهمّ إنا نعرف أنّك يا ربنا تعرف الخير الذي لا نعرفه، وتنطلق من الحكمة التي لا نعرفها، رضًا بقضائك، وتسليماً لأمرك، أعنّا يا ربّ على أن نواصل الطريق بعده.. أعنّا يا ربّ على أن نخلص للإسلام من بعده، أعنا يا رب على أن نكون الموحدين في خطه، أعنا يا رب على أن نكون السائرين في دربه، أعنا يا ربّ على أن نكون في سبيل الصّالحين، اجعلنا يا ربّ من صالح من بقي، خذ بنا سبيل الصّالحين.
إذهب إلى جوار ربّك مع النبيّين والصدّيقين والشّهداء، وحسن أوليك رفيقاً.
إننا نعطيك عهد الله وعهد الرّسول وعهد الأئمّة (ع) وعهد الإسلام كلّه، أننا سنظلّ في خطّ السّير الذي تسير فيه، وسننطلق في مواجهة كلّ التحدّيات، حتى لو جرحنا، حتى لو شرِّدنا، حتى لو سببنا، حتى لو انطلق العالم كلّه ضدّنا، سنبقى معك مع فكرك، سنبقى معك مع خطّك، سنبقى معك مع ثورتك، سنبقى ونبقى ونبقى حتى نلحق بك عند الله مجاهدين أو شهداء.
سنبقى في هذا الخطّ رضًا بقضاء الله، وتسليماً لقضاء الله.
أيّها المؤمنون، أيّها المسلمون، أيّها الأحرار، أيّها العاملون في سبيل الله، لقد دقّت ساعة العمل ولا مجال للاسترخاء.. لقد دقّت ساعة الجهاد ولا مجال للهروب، فتعالوا نقاتل على ما قاتل عليه، ونتحرّك فيما تحرّك به.
نسأل الله أن يرفع درجته في علّيّين، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين. اعداد وتنسيق: علي رفعت مهدي.

شاهد أيضاً

انتخابه رئيساً جديداً لنادي “الإرشاد الرياضي” – شحيم

عوينات: “سنعمل معاً بروح الفريق الواحد لتحقيق أهدافنا المشتركه وعلى أمل الإرتقاء بالنادي إلى مصافي …