سجايا عبر الكواليس

إعداد وتقديم أميرة الأحلام

إعتدت أن أستضيف نخبة من المواهب في صفحتي على التيك توك ولكن ما لفت نظري أمس فتاة تدعى سجايا
تحمل بين كلماتها أسراراً وخفايا
أسلوبها حزين وبين سطورها يشهق الأنين
إحساسها يخترق القلوب
وبصوتها كالسكر تذوب ..

سجايا (آلاء القطامين)موقع 

سجايا فتاة من الأردن، اسمها الحقيقي آلاء القطامين درست الثانوية  العامة  وتعمل كمساعد لدكتور أسنان، تحب الكتابة والإلقاء والدوبلاج وحلمها أن تعمل في مجال الصحافة  والإعلام والراديو والتواصل للاستماع والنقاش بأحاديث القلوب .

منذ صغرها لجأت إلى الدفتر والقلم كنوع من أنواع الفضفضة الخفية  عما يجول بداخلها وما يجول بخواطر من حولها مما تسمعه.
اعتبرت منصة التيك توك بوابة  للهروب من واقع كانت تتمنى أن لا تعيشه فجعل منها شاكرة على ما تحيا به الآن. رزقت بأشخاص  رسموا البسمة على وجهها ورأوا بها من تصف ما لا يقال بحروفها …

أحياناً تعاندنا الظروف وتطرق الخيبة باب أحلامنا بعد وصولنا لهدف معين
فكيف إذا كان الحلم كسرة خبز نسعى لتأمينها بكرامة؟!
وحين تغلق جميع الأبواب يقبى الباب الأعلى مفتوح
على مصراعيه فنتضرع ونقدم شكوى كسرة خاطرنا من جبار الخواطر …

أقدم لكم خاطرة بعنوان:

(طردوني)

بقلم سجايا (آلاء القطامين)

طردوني من العمل
وقالوا: اذهبي
واعمل عند الله.
وها أنا يا رب
وهذه انا …سجايا..
تسعة و عشرون خريفاً مضى من عمري
بشوارع الوحدة امضي امشط ارصفة البقااااء والفراق
وأعووول السجاااايااااا
وأرغب في العمل لديك..
أنا أجيد الكثير من المهارات
كالطبخ مثلاً..
لذلك يمكنني أن أعمل لديك طباخة
أقطف نجمتين وأعجنهما جيداً
وأضيف إليهما ماء سحابة عذبة
ثم إنني صبورة جداً
ويمكنني الانتظار حتى تطلع الشمس
وتقوم بتسوية العجين.
سأحمل الطعام بنفسي
وأطوف على الفقراء الذين ناموا بلا عشاء
وأضع الكثير منه
على وسائدهم المبقعة بالخيبات.
قبل طردي كنت أحمل البضائع
وأنقلها إلى المخازن الواسعة
فلماذا لا توظفني لديك حمالاً؟
سوف أحمل السحب على كتفي
وأظلل بها رؤوس الأرامل
اللواتي يبعن الخضار في شوارع مدينتنا..
أنا قوي يا الله
يمكنني أن أحمل جبلاً عظيماً لأثبت به
قلب امرأة غرق ولدها
وهو يحاول الوصول إلى أحلامه
التي تنتظره على الجانب الآخر من البحر.
ثم إنني أجيد التفاوض
ولدي مهارة عقد الصفقات
مما يؤهلني لاقناع الشيطان
بأن يكفر عن ذنبه ويسجد لك..
ربما بهذا يدخل كل البشر الجنة..
أنا أخاف من النار
منذ أن احترق قلب أبي وهو يبحث
عن رغيف لطفلته الجائعة..
أطعموني بعدها آلاف الأرغفة
لكني مازلت جائعة يا الله.
في الأعياد
أنفخ (البلالين) لأطفالي
فهل يؤهلني ذلك للعمل لديك
كنافخ بوق؟
سأكون رقيقاً جداً
وسأنفخ ببطء
ولن أرهب الموتى إذ يقومون مع النفخ..
بل ربما أستبدل البوق بالناي
وأعزف لهم ألحاناً مبهجة.
آه.. نسيت أن أخبرك
أنا أجيد الكتابة
وأفكر في أن أعمل كملاك
يسجل كل ما يفعله رجل ما..
اختر لي رجلا يا رب
شريطة أن يكون غنيا..
سأجلس فوق كتفه الأيسر
وأسجل كل سيئاته..
أريد أن أذهب معه إلى الفنادق الفاخرة
وأكتب في سجله: إنه يضاجع امرأة بيضاء
شعرها أسود
وعيناها عسليتان
وجسدها لين مثل الإسفنج
ولديها كومة من الأطفال الجوعى
يلعبون في حي شعبي
ريثما تعود إليهم بالطعام.
أريد أن أذهب معه إلى حانة..
أنا لا أشرب الخمر يا الله
فنحن الفقراء نسكر من مشاكلنا
لكني أريد أن أعرف
كيف يسكر الأغنياء؟
كثيرا ما قلمت أظافري
فلماذا لا تجربني في تقليم أظافر الشمس..
لقد طالت يا الله
لدرجة أنها تغرسها في رؤوس العمال
الذين يعملون في المصانع البعيدة..
العامل من هؤلاء
يعود إلى بيته برأس متورم
بينما أصحاب المصانع
يحصون أرباحهم في المكاتب المكيفة..
لقد طردوني يا الله
وها أنا ذا
سجايا
تسع وعشرون خريفا بشوارع الوحدة امضي
واعمل السجاياااا
والسجايا اعووووول.

بقلم سجايا (آلاء القطامين)

كما قرأتم أحبتي
كان لا بد أن أسلط الضوء على هذه الموهبة الجميلة كي تقرأوا ما قرأت وتستمتعوا بالإبداع المدفون بين جدران الكواليس..
نشكر مجلة كواليس التي تشرع أبوابها لتنطلق من خلالها هذه المواهب الجميلة للوصول الى الضوء وتحقيق الأحلام.

كنتم مع حبي أميرة الأحلام …

شاهد أيضاً

اتحاد أطباء الأطفال البريطانيين يدعو إلى حظر ضرب الأبناء على المؤخرة

دعا اتحاد أطباء الأطفال البريطانيين إلى حظر الضرب على المؤخرة في إنجلترا وأيرلندا الشمالية، منتقدا …