دمار تكنولوجي من نوع آخر …

بقلم✒ المستشارة الاعلامية
الدكتور سلوى شعبان
سورية -دمشق

-جرت العادة عندما نقول فلان مؤثر في مجتمعه ..أي أنه شخصية مؤثرة بسلوكها وافعالها وأفكارها المميزة ..مؤثرة بوجودها بين البشر وفي محيطها وبيئتها ..مؤثرة إيجابيا”وتكاد تكون قدوة للإقتداء بها من قبل الصغار والكبار بفعلها وقولها.. هي شخصية معلمة عن بعد .
وأحيانا” كثيرة ولكثرة تأثيرها الإيجابي والمحبب هناك من يقلدها ببعض المقتنيات أوبطريقة اللباس أو تسريحة الشعر أو طريقة المشي وهكذا…
وكم من شخصيات محلية وعالمية تركت لنا موروثا” ضخما” في مجالات الفكر والعلم والإبداع والتطور ..ومن باب الثقافة نضرب بها الأمثال لأنها بصورة أو أخرى هي دعامة من دعامات تطور الشعوب وتقدمها ..وبصمتها خالدة عبر الزمن ..
وبما أننا وصلنا في تقدمنا البشري وإنتاجنا الحضاري لمرحلة مميزة بالتكنولوجيا والأداء الصناعي والمعرفي وبلحظة وومضة نكاد نضغط على زر صغير يغير العالم بما له علاقة بالتطور النووي والتكنولوجي ..وبالطبع هذا حصيل عقل الانسان وانتاح دماغه وذكائه من هؤلاء المؤثرين الذين تحدثنا عنهم بالبداية في كل أصقاع الارض ونحن ممتنون لهم وفخورون بهم لما قدموه ..مع التحفظ والانتقاد لبعض الاختراعات والابتكارات التي فيها أذية للوجود البشري والطبيعة .
– منذ فترة سمعت وشاهدت محتوى عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن ملتقى أو مهرجان دولي جرى في دولة عربية تتصف بمحافظتها على الاعراف والتقاليد
والالتزام والعراقة وجميعنا نصِفها ببلد النشامة والعزة بتكوينها البشري وشعبها الطيب والخلوق ..
هذا المهرجان كان تحت تسمية ( ملتقى المؤثرون العرب)وقد رُصد له مبالغ ضخمة وهائلة من فنادق ومطاعم وحفلات تكاد تغطي هذه المبالغ فقر شعوبنا العربيةلأشهر ..
تغطية إعلامية كبيرة ..وسائل إعلامية عربية وأجنبية .وداعمين ومستثمرين مجهولي الهوية قدموا الكثير لهؤلاء المؤثرين..لكن السؤال الأكبر من هم هؤلاء المؤثرين العرب ؟؟!
الجواب : إنهم صبايا وشباب أبطال تخلوا عن مبادئهم وأخلاقهم عبر تطبيقات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى غير أخلاقي وفيه من السخف والتفاهة مايكفي لتدمير أجيال متتالية قادمة ..عري ..ألفاظ خالية من التربية والأخلاق ..ضحكات هستيرية ..مسبات وشتائم وكأننا في عصور الكفر والجاهلية ..محتويات تُقَدم من غرف نوم أبطالها بلباسهم المخزي والعري المتعمد معتبرين أنهم تجاوزوا الحضارة والادب بأشواط بعيدة وأنهم سلاطين التكنولوجيا التي تعرضهم وتروج لهم ..وأحيانا” نرى ادماجهم أهاليهم مستثمرين كبر سنهم وهيئتهم البسيطة وكلماتهم المضحكة لإضحاك الجمهور و لجمع وكسب المراهنات عبر التيك توك وغيره والرابح البطل مستعد لفعل أي شيء يطلب منه مقابل دولارات تدفع له من وكلاء منتشرين في كل بلد ..بهيئة جواسيس تعمل لمصلحة مشروع عالمي بغيض.
إنهم الفاتحين الجدد ..امتطوا صهوة جيادهم الورقية واعتلوا منصات الانترنيت لينشروا الرذيلة والفحشاء والهدف القضاء على الأجيال ونشر الفلتان والفسوق والعهرالمقنع بين الصفحات…
أين الأهل مقدمي الرعاية الأسرية والاخلاقية ؟؟
أين الرقابة والمراقبة الدولية والحكومية
من هو هذا المتعهد الذي يدفع مبالغ ضخمة ..من اين؟؟.ولماذا؟؟ومن هو الراعي المتخفي ؟
كم من الجرائم حصلت نتيجة كشف الاهل أو الزوج لزوجته كيف تعرض جسدها وهي تعمل ضمن منزلها لإغواء المراهقين والمتفرجين وكسب جمهور كبير يدر عليها دراهم ذهبية ؟؟!!
من سمح بوجود هكذا ملتقى على أرض عربية ؟؟الهدف واضح وجلي للعيان ..
-مادورنا كمؤسسات حكومية وأهلية علمية واجتماعية تربوية مهتمة بالشأن الاخلاقي والثقافي والفكري مما يحصل حولنا ويستقطب أجيالنا نحو التدهور والدمار وتفريغ هوية المجتمع من القيم والمبادىء ..
نحن في خطر حقيقي يرجى الانتباه
شبابنا طاقة حيوية بدم شاب فتي قادر لبناء حضارة مبهرة فلنستفد من إمكانياتهم بدل الضياع والخسارة

 

شاهد أيضاً

افتتاح سوق الخمسين المركزي

محمد القيري تم بالعاصمه صنعتء افتتاح سوق الخمسين المركزي لبيع جميع انواع القات السوق يحتوي …