🚫برنامج “فشة خلق الكوميدي” على الجديد.. لا خفة دم ولا كوميديا ولا من يحزنون.. تجريح وإهانة وهتك بالكرامات للترند بعد عجز في استقطاب الجماهير!

 

قل كلمة سيئة بحق جمع من الناس، وقل بعدها ألف كلمة حسنة، سيذكر الناس إساءتك. كيف إذا كنت في موقعك تمثل منصة إعلامية تتمتع بقاعدة جماهيرية! هذا تمامًا ما وقعت به قناة الجديد، في حلقة للبرنامج الكوميدي الساخر “فشة خلق”.

“السقطة” ضمن مقطع جدلي ضجت به مواقع التواصل. وهو من حوار بين الإعلامية داليا أحمد والممثلة جوانا كركي، التي تؤدي دور شخصية إفتراضية ساخرة اسمها “بتول”، وتمثل شخصية السيدة الجنوبية.
“الجديد” لم تعتذر على جرح مشاعر المشاهدين، بل اكتفت بالتأكيد على دور المرأة الجنوبية ونضالاتها، واستضافت الممثلة كركي للتوضيح. وأطلت باعتذار خجول. فبدورها أصرت على أنه ما من إساءة، بل المقطع المتداول مجتزأ.
فهي بحسب الدور تقول “زوجناهم بناتنا”، وتقصد عناصر أو جنود اليونيفل العاملين في الجنوب، قبل أن تتابع وتبرر وجود العيون الملونة جينيًا بين أبناء الجنوب. وعندما سألها زميلها في القناة عما إذا تعتذر قالت: “تقلي ست جنوبية متل أهلي، وانت بتعرف أنا جنوبية وشيعية وما حدا يزايد عليّ بحبه للشيعة او للطايفه، بعتذر منها أكيد بس الباقيين يلي تصرفوا بصورة بتشوه صورة الشيعة لا أعتذر منهم أكيد”. وعلقت أنه كونها ممثلة فهي تتناول شخصيات من مختلف الطوائف.

المقطع الذي اعتبره الجمهور إهانة، ليس متعلقًا بصلة القرابة والزيجات بين أبناء الجنوب وعناصر اليونيفل.. بل في التعبير الساقط الذي استخدمته كركي. ولنبتعد عن التقسيم المناطقي، التعبير المسيء لم يطل أهل الجنوب، بل طال كل اللبنانيين.

وليس أسوأ من الإساءة إلا الرد بمثلها، الأمر الذي حول مواقع التواصل الإجتماعي اليوم إلى منصات تبادل شتائم.
ولعله هدف باتت تسعى إليه بعض القنوات التلفزيونية لتستعيد أمجادها في ظل تراجع البرامج التي كانت تتفوق بجذب المتابعين. فبات الإستقطاب عبر “ترند” ولو سلبي، من منطلق أنا أثير الجدل إذًا أنا موجود!
وإذا كان البرنامج هدفه رسم الضحكة، يصح السؤال “أين خفة الدم؟” عندما يتحول الفن الكوميدي إلى إسفاف أو تجريح أو إهانة أو هتك للأعراض؟

شاهد أيضاً

الورقة الفرنسية مقترحات غير قابلة للحياة، بقلم د. محمد هزيمة

د. محمد هزيمة  وصل الى بيروت امس وزير خارجية فرنسا سيجوزرنية، تقاطعت زيارته مع ورقة …