أعلنت إعتزالي ……

رئيس المركز الحضاري للحوار

المهندس السيد سمير الحسيني

نعم أعلنت إعتزالي عن متابعة نشاطي الثقافي لأن الثقافة تاهت في زواريب التفاهة والصور الفوتوغرافيّة و”صورتي أحلى من صورتك” إلى “النط” فوق المنابر و”دحش” الكلمات لتتكوّن أطروحة شعريّة أتفه وأتفه، رسّامين بالجملة يبدعون في “كز” اللوحات لينسبوها لهم مع مهرِها بتوقيعهم وأدباء يشتمون بعضهم البعض بلغة الضاد والكل ضد الضد ومع الضد وضد ضد الضد.

نعم أعلنت إعتزالي عن متابعة مناقشة الدكتوراه الثانية في إختصاصي بالهندسة المعماريّة لأنال فيها لقب دكتور، لأن الكثير نالوا منها و”لعنوا سلّافها” وجعلوا من صِفَتِها ألعوبة وأعجوبة ومن “هبّ ودبْ”، ومع أنك تستحق لقب “الدكتوراه الفخريّة” بنشاطك المميّز ودعمك للأعمال الإنسانيّة وعطاءك وعملك الإجتماعي والثقافي فاحياناً تشعر بالإحراج.

نعم أعلنت إعتزالي عن المشاركة في الندوات لأن بعضها أضحى مُملّْاً والنقاشات تدعو بك إلى النعاس بل أن “تتّْاوب” اي التثائب مرّات ومرّات دون أن تدري ماهيّة الحديث ومعناه ومغزاه ونتيجته ومردوده ومنفعته للبشريّة عموماً ولشخصك الحاضر “الناضر” خاصة أي المناسب لك.

نعم أعلنت إعتزالي عن متابعة النشاطات الجماعيّة التي تدعو إلى كراهية الغير واللعِب بمصير المواطن وتسجيل مواقف بطوليّة خالية من الحكمة والفكر الصائب لتحوّلك إلى خائب تنتظر رحمة الخالق عليك بالراحة بعد أن “سكّت” قدميك وإحمرّت كفّاك من كثرة “التزقيف”.

نعم أعلنت إعتزالي عن مشواري السياسي ووحوله التي تغرِقُكَ في رماله المتحرّكة وتجعل منك “عِبرَة لِمن أعتبر” ونموذجاً بشرياً فاسداً تكره الحليف قبل الخصم والخوف على أن تُزاحِمَهُم على مناصبهم أو مركزهم الإداري أو على الكرسي المُسجّل بإسمهم في الدوائر الرسميّة وب”الالتيكو” الفائق الصنع والجودة ومن “السليلة” الأبديّة من جد الجد إلى ولد الولد لتصل إلى الأحفاد ولأحفادهم أجمعين.

نعم أعلنت إعتزالي عن الإعتزال عمّا ورد وسبق في مقالي وأنا في إصرار دائم على ما يلي :

_ متابعة المسيرة في النشاطات الثقافيّة التي تضُم خيرة مُثقّْفيها وفنّانيها وشعراءها وأدباءها ورسّاميها وهم كُثُر ومن أهمّ ما أنتجه وطني.

_ إكمال الدكتوراه ونيلها عمّا قريب ولي الفخر بمنحي “الدكتوراه الفخريّة” من أرقى المراكز العلميّة وأتشرّف بذلك ومنحها لمن يستحق وبجدارة.

_ المشاركة في الندوات الهادفة مع خبراء يُرفع بهم الجبين لمدى عِلمِهِم وخبرتهم ودرايتهم بالمواضيع وواقعيّتها وتأثيرها المباشر المُثْمِر والمفيد.

_ العمل مع الآخرين برفع الصوت في النشاطات والوقوف بالساعات والساعات إلى جانب الشرفاء ويداً بيد وممدودة للجميع حتى تحقيق مطالب المحتاجين.

_ الإستمرار في العمل السياسي النظيف البعيد عن المحسوبيّات والتحاصص عبر المناصب العليا والإدارية ولا مكان لي في إستجداء الألقاب والرتب الدنيويّة.

أعلنت بأنني سأبقى انا كما أنا، وأنتم كما أنتم في وجداني، أقف مع الجميع في حقوقهم وأساندهم بما إستطت من قوّة لأواجه كل من يحاول أن يهدر المساعي نحو حوار جاد هادف رصين مفيد لمجتمع افضل وأحسن لنا وللأجيال الحاليّة والقادمة وبمعيّة أمثالكم من الوطنيين الشرفاء.

شاهد أيضاً

إمام استقبل وفدًا من قوى الامن في مدينة طرابلس: “حفظ الأمن في المدينة اولوية”

استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في مكتبه في دار الفتوى في مدينة طرابلس …