النجّارالسيد رضا الخشن: خَلقت من الضعف قوة

أمتهنت صناعات خشبية بدائية كي لا أمد يدي لأحد

الحاجة إم الإختراع

لا بد أن يحط القدر بحياة ومعيشة بعض المواطنين لظروف خارجة عن الإرادة، إنما مَنْ يمتلك الصلابة والمواجهة دون إستسلام لهذا الواقع، وينتفض على ذاته ويخلق من الضعف قوة، لا بد من تحقيق ما يصبو إليه، ولو بالحد الأدنى. وهذا ما يتمثل بالسيد رضا الخشن، من بلدة سحمر في البقاع الغربي، الذي يمتهن صناعات حرفية خشبية يدوية عبارة عن طاولات وكراسي وأراجيح وأدوات مطبخية وغير ذلك.

“مجلة وموقع كواليس” كان لها زيارة ولقاء معه، تناول مسيرته في هذه الحرفة، فقال:

بداية، مهنتي الأساسية “نجّار باطون”، وبسبب الأوضاع الراهنة منذ فترة زمنية وتوقف معظم المشاريع وأعمال البناء، وحيث منذ صغري كان عندي ميل وحس بممارسة عدة أشغال وحِرَف، وأمارس بعضها من وقت لآخر من “وراقّ، بلاّط، دهان، نجارة وزراعة”.

وبسبب توقف عملي في مجال البناء، وكوني رب عائلة، وهناك متطلبات ومصروف يومي وأقساط مدرسية، وكرامتي ترفض مد اليد لأي أحد، طلبًا للمال، أو الإستدانة، فكانت عندي مواجهة وتحدي بين هذا الواقع وإرادتي وتصميمي اللذين أنتصرا تحت شعار: “الحاجة إم الإختراع”، سيما وأملك مقومات وبعض الخبرات، كما سبق وأسلفت، خلافًا للبعض الذين لا يملكون أو يعرفون سوى مهنة أو حرفة واحدة، وفي حال توقفت يصابون بنكبة وإنتكاسة مادية ومعنوية. أما أنا فقد صمّمت على تجميع “بلايط” وألواح حشبية لتصنيع منها طاولات بعدة أحجام حسب الطلب، وكراسي وصناديق خشبية لوضع حطب المواقد فيها، وعلب محارم ورقية ومنافض دخان وأدوات مطبخية من شوك وملاعق وجرن ومدقة للثوم، كل ذلك من الخشب الذي احصل عليه ، او من بقايا اخشاب لمفروشات منزلية، كذلك أعيد ترميم أي طقم كنابيات أو كراسي أو تخت بهيكلية جديدة تختلف عما كان عليه، كما أصنّع عصي للفرّاعات والمنكوش والرفش والقدوم، هذا من شجر السنديان حصريًا، نظرًا لمتانته وقد أنفذ بعض الأشغال حسب رغبة الزبون لجهة حجم الطاولات والكراسي مهما كان الحجم كبيرًا، وأعتمد على خشب الصنوبر والشوح والفيكس.

وأعمل على حرق الخشب ودهنه بمادة اللكّر منعًا للتسوس، وليخدم مدة طويلة حتى لو تعرض للشمس والشتاء فلا يتأثر، وحتمًا أستعمل المسامير لأنها تُعطي متانة وثبات أكثر وأطليهم بالغرى والنشارة الناعمة ليختفي منظر المسمار ويأخذوا لون الخشب.

وعندي طموحات عديدةفي هذا المجال، حيث بامكاني و إستعدادي لإنجاز غرف نوم كاملة، وطاولات سفرة وخزائن وكل ما يلزم من الصناعات الخشبية، شرط توفر الخشب اللازم وبصدد إستئجار مستودع كبير وشراء معدات حديثة متطورة ومخرطة لتكون الأشغال على مستوى كبير من الحرفية والجمالية والحمدلله السوق عندي بأفضل حال، نظرًا للطلبات الكثيرة على تلك المصنوعات.

وأتمنى على الدولة ان تلتفت نحونا، خاصة للصناعة الحرفية التي باتت شبه منقرضة.
كما الشكر لحضرتكم على هذا اللقاء.

فؤاد رمضان