فشل حكم الموارنة للبنان والصراع الذي أوصلنا إلى دمار الوطن

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

نعم إنني أجزم وصولنا إلى هذا المستنقع كان سببه الخلافات المارونية على سدّة الرئاسة ..
وما زال أقطابها يمارسون التذاكي والعنتريات على بعض، هكذا هي حياة أغلب اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ، غير آبهين بالخراب الذي يسيّرون البلد إليه، البرلمان بحكم المشلول، لأن لا أكثرية راجحة فيه لأي طرف، والحكومة بحكم تصريف الأعمال،والفراغ سيد الموقف..
لنعد إلى العنوان الذي طرحته، ماذا فعل الموارنة بهذه الطائفة الكريمة؟
تكاد رئاسة الجمهورية في لبنان أن تتحول إلى كابوس بالنسبة للموارنة، بعد أن شكلت على مدى عقود، موقع السلطة شبه المطلقة، ومصدر نفوذ لشخصيات لها مكانتها وغيرها أقل أهمية.
لبنان والموارنة واحد، وكذلك رئاسة الجمهورية ، في نظر الطبقة السياسية المارونية، فهم أصحاب فكرة الكيان اللبناني، وهم من سعى إلى قيام دولة لبنان الكبير في بداية القرن الماضي وهم الذين باركوا وصول أول رئيسٍ للجمهورية من الطائفة الأرثوذكسية الكريمة..
بعض الأقطاب وأصحاب النفوذ وقسم من المواطنين يتوهّمون أنّ رئيس الجمهورية هو المنصب الأهم في تركيبة السلطة الحالية، على الرغم من أنه لم يعد لديه مطلق الصلاحيات، ولا يتمتع بامتيازات استثنائية، كما كان في الماضي، وهذا كله بعد موافقة النواب الموارنة على اتفاق الطائف، فجرّدوا أعلى سلطة من صلاحياتها وقبضوا الثمن كالعادة.
فالكل يعلم أنّ عمل الرئيس الماروني ائتمانه على تطبيق الدستور، ويضطلع بدور الحكم بين اللبنانيين، وليس الحاكم.
هل نحن أمام صراعٍ جديد بين الموارنة لترؤس البلاد ؟
هل هناك هجرة جديدة لمسيحيي المنطقة كما جرت الأحداث الماضية وسببها الخلافات المارونية والصراع الدائم على سدة الرئاسة؟
لماذا هذا الكره الماروني الماروني بين بعض ولماذا لا يتنازل الموارنة عن هذا المنصب ولو لفترة بسيطة ويأتون برئيس أرثوذكسي كونها الطائفة رقم اثنين بالعدد في الطائفة المسيحية هذا لو أراد المجتمع الدولي من لبنان أن يبقى تحت حكم الرئاسة المسيحية..
ويُعتبر المذهب الأرثوذكسي من المذاهب الأساسية المؤسِّسة للبنان، وهو المذهب الثاني مسيحياً والرابع وطنياً من حيث الحجم الديموغرافي، كذلك فإنّ حصّته في تركيبة الدولة واضحة، إذ يملك 14 نائباً، كما أنّه يحظى بمنصبَي نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء، وقدّ ثُبّتت له حقيبة سياديّة بعد «إتفاق الطائف».
فما المانع أن يُنتخب رئيس منقذ للبلاد أرثوذكسياً؟
ها هو الوطن اليوم في الهاوية وصراع الموارنة بلا حل وسيسقطنا أكثر في قعر جهنم وما نشهده من أحداث سياسية واقتصادية يثبت أننا في ورطة من الصعب إنقاذنا منها ، ولا حل صدقوني الا بتغيير طائفة الرئيس، وممكن أن يأتوا بالكفوء وما أكثرهم لنبني وطناً كما نحلم ..
الم يحن الوقت لننتهي من الصراع الطائفي الدراماتيكي؟ ….

شاهد أيضاً

غزة وحراك الجامعات الامريكية. الشعوب تتحد وتنهض لوأد العالم الانجلو ساكسوني.

ميخائيل عوض تطورت تشكيلات الوحدات الاجتماعية للبشرية ارتقاء من الجماعات البدائية في المشاعيات الى العائلات …