حين يتفانى القائد في نضاله: الأخضر العربي شهيداً ونموذجاً

✍ بقلم الدكتور جمال شهاب المحسن *

سيبقى إسم ونضال الشهيد القائد البعثي البطل الأخضر العربي لامعاً إلى درجة التوهّج في تاريخ النضال الوطني والقومي من أجل تحرير فلسطين وقيام الوحدة العربية ، إذ أنه بعد الكثير من المعارك التي خاضها هذا القائد الحقيقي ضد العدو الصهيوني إرتقى أمين سعد الأخضر العربي إبن مدينة بنت جبيل في الجنوب اللبناني شهيداً في الثالث من كانون الأول عام 1969. ففي ذلك اليوم إخترق جيش العدوان الصهيوني تلال شبعا بدباباته وطيرانه الحربي المروحي ، فانطلق أمين سعد الأخضر العربي مع مجموعة فدائيين من “الصاعقة” التي كان يقودها في منطقة العرقوب للتصدي والمواجهة العنيفة، وبعد معركة طويلة لساعات مع العدو الصهيوني في جرود شبعا دامت من الخامسة فجراً حتى الحادية عشرة قبل الظهر ، استخدم العدو فيها المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ورشاشات المروحيات، أصيب الأخضر العربي إصابة مباشرة مما أدى إلى استشهاده ، فكان أول شهيد لبناني للعمل الفدائي في مواجهة العدو الصهيوني.

ولقد تعددت مآتم التشييع لهذا الشهيد الكبير ، حيث كان ذلك اليوم الذي أتوا فيه بجثمان الأخضر العربي على صهوة الفرس من العرقوب مكان استشهاده ورغبة في إقامة مأتم تشييع كبير له إنتقلوا بالجثمان الى دمشق فجرى التشييع الأول الحاشد ، ثم بدأت مرحلة التشييع الثانية نحو برج حمود في بيروت، ثم الى الجنوب في بنت جبيل في وداع استمرّ ثلاثة ايام خرج خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ، يومها خرج الرجال الرجال
بالسلاح في تظاهرة كبيرة احتفاءَاً بالشهيد اللبناني الأول في مسيرة المقاومة المتواصلة نحو تحرير فلسطين والجولان ومزارع شبعا وكافة مقدساتنا من العدو الصهيوني .

ولِمَن لا يعرف فإن الإخضر العربي عندما قدّم دمه الطاهر في مواجهة العدو كان قبل ذلك نموذجاً للقائد الإنسان المعطاء حتى أن راتبه كمدرس في التعليم كان يقدّم ويوزّع معظمه على الفقراء والمحتاجين وكان مسقِطاً من حسابه كل أنانية فردية وعصبية حزبية، ولذلك فإنه كما أحبَّ شعبه وتفانى من أجل قضاياه كان شعبه يحبّه وسيبقى كذلك أبَدَ الدّهر .

ألف تحية وسلام لروح الشهيد القائد البطل الأخضر العربي نبراس النضال والتضحية والعطاء والصدق والإخلاص.

وليَتعظّْ مَن يسرق نضال المناضلين ويركب “الموجات” المصلحية النفعية وينقل “البارودة” من كتف الى كتف ولكن الى حين ! …

✌ ونحو النصر دائماً وأبداً

الدكتور جمال شهاب المحسن

* إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي