المشاكس والمتفرد مفيد فوزي في ذمة الله

بقلم// جهاد أيوب

رحل عند الدنيا الإعلامي المصري مفيد فوزي…
كان مختلفاً…
كان مشاكساً…وكان يمتلك الكثير من المعلومات التي تقال ولا تقال عن الفنانين…
كان مزعجاً في غالبية حواراته…
كان منظراً في بعض الأحيان، ويتعمد ذلك …
كان صاحب شخصية متفردة في الإعلام…
كان في كل تفاصيله يبحث ويقدم ويستعرض الإعلامي فيه…
كان مغروراً، ومثقفاً يحترم جهوده، ولا يرتجل برامجه، ويعد كل تفاصيل عمله، ويصر أن يكون هو بكل تناقضاته وصراحته وشخصيته وأسلوبه!
قدم اسلوباً يشبهه، حالة تنزعج من اسلوبها، لكنك تتابع صاحبها بشغف، بقلق، وبكل ما تمتلك من تركيز.
هو قيمة إضافية في الإعلام المصري إختلفت معه أو اتفقت، وهو تميز بشخصية إعلامية مصرية خاصة يُقَلد ولا يُقلِد، رغم مبالغاته الكثيرة إن أحب شخصية أو لم يكن على وئام معها!
مفيد فوزي صحافي سليط القلم واللسان، وإعلامي يشبه حاله بكل التفاصيل، وسريع النرفزة إن لم يعجبه السؤال أو الرد، وله الكثير من الجدلية بين هذا وذاك، كما له من محبين ومعجبين، وايضاً عكس ذلك!
مفيد فوزي مثقف كما هو يرغب ويحب، ومحب لكثير من الفنانين خاصة الأسمر عبد الحليم حافظ والسيدة الاسطورة صباح، والكبيرة سهير البابلي، والمميز سمير صبري، والسندريلا سعاد حسني، والشقية نبيلة عبيد،… و…كثر كثر من فناني المحروسة الغالية مصر.
كان عاشقاً ومتعصباً لصوت جارة القمر فيروز، والتقاها في سهرة عشاء ذات أمسية في بيروت، ولا اعرف رأيه بعد اللقاء!
هو كاتم الاسرار، وبذكاء يمرر ما يشاء من الاسراء بالقطارة حسب مزاجيته…
كثير الكتمان، وكثير الثرثرات، ولديه قراراته التي يحسمها إن حاورته!
التقيته مرة يتيمة في دولة الكويت بدعوة على ما أذكر من مجلة ” اليقظة”، لم ننسجم، ولم اتفق معه، ولم تحدث كيمياء بيننا بالمطلق بسبب غروره، وعنجهيته وعنصريته التي كانت واضحة، وتعمدها في تعصبه لبعض نجوم مصر غير المبررة، ولم اوافقه الرأي بغالبية ما تحدثنا، لا بل، وبسبب حماقتي آنذاك رفضت إكمال الحوار أو نشره في حينه، وهذا خطأ مهني ارتكبته أنا…الإعلامي الحقيقي يترك أموره الشخصية جانباً إذا التقى بشخصية جدلية لا يجاريها الرأي، فكيف إذا كانت كشخصية جدلية مثل مفيد فوزي!
هو مزاجي فوق العادة، وهو صاحب اسلوب يخصه، وميزه عن الجميع في مصر، واليوم جميع حواراته خاصة مع نجوم مصر تعرض عبر السوشال ميديا، وتحصد المتابعة!
مفيد فوزي الذي غيبه الموت منذ قليل، تتفق أو لا تتفق معه، تنسجم أو لا تنسجم معه، تحب شخصه أسلوبه أو لا…كل هذا لا يلغي حضوره، ولا يسمح بأن لا نعترف بتميزه، ولا بتفوقه أحياناً…
لا شك، شخصية إعلامية جدلية مثل مفيد فوزي هي ثرية التجربة، وحققت النجاح الذي يتمناه الإعلامي، وترك خلفة الحضور اللافت، وثروة من البرامج، من المقالات، من الكتب، من الخصامات…ومن الصدقات، ومرجعية فنية نجدها في برامجه…
في رحيل الإعلامي المصري مفيد فوزي خسرت مصر حالة خاصة ومتفردة في إعلامها، وخسر الإعلام العربي الأسلوب المستفز النافر أحياناً في الإعلام والمحب حتى التطرف لضيوفه، والذي كون شخصية إعلامية مصرية مجتهدة وناجحة، ولها خصوصية إسمها مفيد فوزي!
مفيد فوزي كان يشبه مفيد فوزي بثقافته، وتعبه حتى أصبح ما كان عليه في الإعلام…

 

 

شاهد أيضاً

اليمن يدخل المرحلة الرابعة من التصعيد مع العدو الصهيوني

محمد القيري اعلن اليمن دخوله المرحلة الرابعة من التصعيد مع العدو الصهيوني باستهداف اي سفينة …